فضل جهاد النفس

جهاد النفس هي واحدة من أهم وأقوى أنواع الجهاد، والتي يكون عليه ثواب عظيم حيث ورد على لسان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حول الجهاد بالنفس.

كذلك ضرورة قيام الإنسان بها، حيث كان ينصح رسولنا الكريم الصحابة دوماً بضرورة جهاد النفس والقدرة عليها.

وبالتالي سوف نتعرف في موضوعنا التالي حول فضل جهاد النفس فتابعوا معنا كل تفاصيل هذا فيما يلي بموقعنا مقال mqall.org.

الجهاد في اللغة العربية

لها عدة معاني مختلفة حيث إن الجهاد في اللغة العربية تعني ثلاثة معاني وهم: –

  • مجاهدة العدو.
  • وأيضاً مجاهدة الشيطان.
  • مجاهدة النفس.

مجاهدة النفس بالنسبة للعلماء والفقهاء هي

  • دعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل.
  • كذلك دعوة النفس إلى تعلم أمور دينها.
  • دعوة النفس للعمل على تعلم كل ما هو يفيد الدين.
  • دعوة النفس على تعليم الآخرين من لا يعلم بذلك وحوله.

اقرأ أيضاً: تعريف النفس البشرية

جهاد النفس

  • هو واحد من أهم وأكثر أنواع الجهاد انتشاراً بين الناس وبالنسبة لله عز وجل، حيث إن أنواع الجهاد تختلف وتتعدد فيما بينها.
    • مما يجعل العبد يتمكن من التقرب لله عز وجل، على أن يكون الفرد لديه قدرة في طاعة أوامر الله عز وجل وعدم عصيان أوامره.
  • جهاد النفس المقصود بها هي جهاد النفس البشرية، ضد أي شرور قد تواجه الفرد بينه وبين نفسه.
    • مما يحقق إفادة النفس ويخلص النفس من الشهوات، وتحقيق الرغبات.
  • وبالتالي لابد من تأديب النفس من التقصير عند التقرب من الله، وتحسين ما يظل بين العبد وربه.

أنواع النفس في القرآن الكريم

النفس الأمارة بالسوء

  • هي النفس التي تجبر صاحبها لارتكاب المعاصي، واتباع شهواته ولذاته ولا تتركه إلا حينما يقوم بهذا الفعل.
  • كما إنها تجعل الإنسان يفعل كل ما يعصي الله، ولا تهتم بمدى أهمية رضا الله وعدم عصيانه.
  • حيث ذكر هذا الحوار في كتاب الله تعالى ” إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي”.

النفس اللوامة

  • وهي النفس التي تقوم بإيلام الإنسان بشكل دائم، حيث تجعله ضميره يقوم بتأنيبه بشكل دائم ومستمر.
  • كذلك تجعل صاحبه يقوم بتأنيب نفسه بشكل دائم، حيث إن تلك النوعية من النفس هي نفس مؤمنة وذاكرة لله عز وجل.
  • كما إنها دوماً تجعل الإنسان يقوم بعبادة ربه والإحسان إليه، حيث ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم.
    • ” لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة “.

النفس المطمئنة

  • هي النفس المطمئنة بذكر الله الكريم والتي تكون مشتاقة دوماً، من أجل لقائه.
    • والتي تكون ممتلئة بالحب والمودة لله عز وجل، على أن يتم الإيمان بقضاء الله وقدره.
  • حيث يرضى الإنسان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً وأكبر دليل على هذا في كتاب الله الكريم.
    • ” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي “.

قد يهمك: بحث عن كیفیة التعامل مع ضغوط الحیاه والإضطرابات النفسية

الدواعي المتجاذبة في النفس

يتم تقسيم الدواعي المتجاذبة الخاصة بالنفس وجهاده وفقاً لابن القيم في كتابه مدارج السالكين على أن تلك الأنواع هي: –

  • داع يدعو إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان، والتي تتسم في الحسد والحقد والغل والكراهية والانتقام والشر والأذى والغش والبغي والظلم.
  • علاوة على داع يدعو إلى الاتصاف بأخلاق الملك، وهي البر والطاعة والعدل والخيرات والإحسان والنصح والعلم.
  • كذلك داع يدعو إلى الاتصاف بأخلاق الحيوانات، تلك التي تتسم في صفة واحدة وهي إتباع الشهوات والأهواء فقط.

فضل جهاد النفس

  • يهدي الله عز وجل صاحب النفس المجاهدة لفعل الخيرات فقط.
    • والتي تبتعد عن فعل السوء والفحشاء بأن لها طريق الفوز والفلاح دوماً في الدنيا والآخرة.
  • أفضل طرق جهاد النفس، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قمع الظالمين بشكل دائم ومستمر ينصره الله دومًا وبشكل مستمر.
  • هناك حديث نبوي شريف عن مدى أهمية الجهاد للنفس وهو أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ” خير الناس من طال عمره وحسن عمله “.
    • عن أبي صفوان عبد الله بن بشر الأسلمي رضي الله عنه وأرضاه.
  • وأيضاً حديث آخر نبوي شريف وهو قول رسولنا الكريم ” المجاهد من جاهد نفسه في سبيل الله ” عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه وأرضاه.

طرق جهاد النفس

الاستعانة بالله

حيث إن أول وأهم الخطوات من أجل تحقيق أي أمر، هو الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده دون أحد غيره فهو المعين والذي يجعل الفرد.

لديه القدرة على تحقيق ما يتمنى وما يرغب الحصول عليه وبه، مما يساهم في تحقيق الطاعة الكاملة والتخلص من المعاصي وارتكاب الذنوب.

السجود

  • الإكثار من السجود حيث إن كثرة السجود، تجعلنا نعلم قدرنا وقدر الله وحده عز وجل مع الدعاء والإلحاح به.
    • وطلب ما ترغب به وما تريده.
  • والطلب من الله عز وجل أن يقوم الشخص بكثرة الدعاء، والتقرب لله عز وجل من أجل أن يتقبل دعائنا.
    • ويجعلنا في طريق الطاعة والجهاد والإحسان.

الاستغفار

  • فالاستغفار يساهم في التخلص من الذنوب، والتكفير عنها مع تحقيق ما تتمناه من أمنيات وأماني.
  • كما إنها تجعلك لديك القدرة على مجاهدة نفسك بشكل سليم وصحي.
  • على أن يتم التخليص من المشكلات التي تتواجد في حياة العبد، كما إنها تساهم في استجابة الدعوات.

شغل أوقات الفراغ

  • من خلال استغلال وقت الفراغ في تحقيق ما تتمناه، وما ترغب تحقيقه والحصول عليه.
  • كذلك يجب أن يتم شغل أوقات الفراغ في كل ما هو مفيد.
  • حيث يجب أن يتم القيام بالأمور التي يرضى عنها الله مع التخلص من المشكلات.
    • والتي من الممكن أن تواجه الفرد والابتعاد عن العصيان.

الحرص بمصاحبة الأخيار

  • من خلال الاعتماد على مصاحبة الأخيار والابتعاد عن الأشرار وأصحاب السوء.
  • حيث إن الرفيق الصالح يكون له تأثير كبير على نفس الشخص، ويمكن الاقتداء به في حياتنا مع الابتعاد عن الفجار والأشرار.
  • حيث إن المرء على دين خليله فحينما نصاحب الأخيار نتأثر بهم.
    • والعكس صحيح بالطبع فمصاحبة أصدقاء السوء ينتج عنه كل السوء.

مسئولية الإنسان

من خلال أن يقوم الإنسان بتولي مسئولية نفسه في القرارات، والاختيارات المختلفة حيث يعلم الإنسان أنه يعمل الثواب من العقاب.

وأن يقوم بالاختيار فيما بينهما، كما إنه يعلم الخير والشر والفرق بينهما في العقاب والجزاء حيث إنه يعتمد على فلسلفة الإنسان وعقله الخاص به.

الأخلاق

  • حيث إن التزام الشخص أخلاقياً يعمل على زيادة قدرته على الإحسان.
  • وأيضاً القدرة على جهاد النفس في مواجهة كل ما هو يفسد ويغضب الله عز وجل.
  • كذلك يتمكن من الوقوع في المخاطر وأيضاً من فعل السوء ويساهم في جعله متماسكًا.

شاهد أيضاً: ماذا يعنى الإحتراق الذاتي النفسي في الإسلام

في خاتمة حديثنا حول فضل جهاد النفس يمكننا القول بأن خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة عقول بدون شهوة، وخلق الحيوانات شهوات بدون عقل.

وخلق الإنسان لديه عقل وشهوات وهو حر لديه القدرة في التحكم في كلاً منهما وتسييرهما، وفقاً للحلال والحرام فمن فضل عقله يتشابه مع الملائكة.

ومن فضل شهوته على عقله يتصف بالحيوانات، لذا نرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع دمتم بخير.

مقالات ذات صلة