سنن عيد الفطر وآدابه

سنن عيد الفطر وآدابه ، نوضح في المقال بعض سنن عيد الفطر وآدابه التي يجب أن يلتزم بها المسلمين عند الخروج لأداء الصلاة والتكبيرات، كما نوضح البدع التي يتبعها الناس في عيد الفطر وبعض المعاصي التي يرتكبونها عن غير عمد منهم، لذلك وجب التنويه عنها وتوضيحها حتى يتجنبها المسلم، كما نوضح معلومات أخرى حول صلاة العيد.

عيد الفطر

  • شرع الله عز وجل الأعياد حتى يحتفل بها المسلمين ويشعرون بشيء من البهجة والسعادة.
  • يحتفل المسلمين بعيدين فقط وما دون ذلك فهو بدعة مستحدثة، العيد الأول هو عيد الفطر الذي نتناول الحديث عنه في هذا المقال.
  • عيد الفطر يأتي في الأول من شهر شوال، وذلك بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.
  • أما العيد الثاني وهو عيد الأضحى، الذي يأتي في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد وقوف الحجاح على جبل عرفة مباشرة.
  • يسعد المسلمون بعيد الفطر لأنه يأتي بعد صيام شهر رمضان كاملاً.
  • يعد بمثابة المكافأة أو الجائزة التي يحصل عليها المسلم بعد صيام الشهر الفضيل وتحمل العناء والشقاء.
  • حيث يفرح المسلم في العيد بما قدمه من طاعات وعبادات من أجل التقرب إلى الله عز وجل.
  • قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان: “للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه”.
  • شرع الدين الإسلامي بعض الضوابط التي يستطيع المسلم في حدودها أن يحتفل بالعيد.
  • كما نهى عن فعل بعض الأمور التي تعد بدع ومعاصي يجب تجنبها والابتعاد عنها.

سبب تسمية عيد الفطر بهذا الاسم

  • ترجع تسمية عيد الفطر بهذا الاسم إلى أنه يعاد على الأمة الإسلامية كل عام في نفس الموعد لذلك سمي بالعيد.
  • أما الفطر فهي ترجع إلى إفطار المسلمين بعد صوم شهر رمضان كاملاً، والامتناع عن الطعام والشراب والشهوات.
  • لذلك يعد عيد الفطر جائزة لكل من حافظ على صيامه طوال الشهر، واستطاع السيطرة على نفسه وعلى شهواته وغرائزه الدنيوية.
  • هناك بعض الناس يطلقون على عيد الفطر اسم العيد الصغير أو عيد الكحك، بينما يطلقون على عيد الأضحى العيد الكبير أو عيد اللحم.

صلاة العيد

  • شرع الله تعالى صلاة العيد في العام الأول من هجرة الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
  • روى أبو داود عن أنس قال: “قدم رسول الله إلى المدينة ولهم عيدان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر”.
  • علمًا بأن هناك إجماع بمشروعية صلاة العيد في كل من الكتاب والسنة والمذاهب الفقهية الأربعة.
  • صلاة العيد تبدأ بعد أذان الفجر بحوالي ربع ساعة وتمتد حتى قبيل صلاة الظهر مباشرة.
  • من السنة أن يخرج المسلمين إلى مكان واسع لأداء صلاة العيد مثل الساحات وغيرها، عن أبي سعيد الخدري قال: “كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى”.
  • هناك أمور طارئة يجوز فيها أداء صلاة العيد داخل المسجد، وتكون الصلاة صحيحة بكامل الأجر بإذن الله، مثل الأمطار أو البرد الشديد أو الحرارة الحارقة.

سنن عيد الفطر وآدابه وعيد الأضحى

شرع الله عز وجل للمسلمين بعض الأمور والآداب التي يجب إتباعها في العيد، والتي أخبرنا بها الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه، ومن هذه السنن والآداب ما يلي:

  • الطعام يوم العيد من السنن النبوية الشريفة أن يأكل المسلم في يوم العيد، مع العلم أن هذه السنة تختلف في تفاصيلها بين العيدين الفطر والأضحى.
  • من السنة أن يتناول المسلم عدد حبات فردية من التمر، وذلك قبل الخروج من المنزل لأجل صلاة عيد الفطر.
  • أما في عيد الأضحى يقوم المسلم بتناول لحم الأضحية التي قام بذبحها، وذلك بعد أن يعود من المسجد بعد أداء صلاة العيد.
  • وفي هذاالشأن ورد عن الصحابيّ بريدة الأسلمي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرجُ يومَ الفطرِ حتى يَطْعمَ، ويوم النحْرِ لا يأكلُ حتى يرجعَ فيأكلَ من نسيكَتهِ”.
  • يفضل التوجه إلى صلاة العيد من طريق، وعند العودة من الصلاة والتوجه إلى المنزل إتباع طريق مختلف.
  • عن ابن عُمر عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بشأن خروجه إلى صلاة العيد، قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ كان يخرجُ إلى العيدينِ من طريقٍ ويرجعُ من طريقٍ أُخرى”.

اقرأ أيضًا: متى تبدأ تكبيرات عيد الفطر ؟ ومتى تنتهي؟

من سنن العيد

  • عدم التعجل في الانصراف عقب إنتهاء صلاة العيد، حيث يفضل الجلوس لسماع الخطبة، ومعايدة الناس وغيرها من الأمور المستحبة في الأعياد.
  • والشاهد على ذلك ما ورد عن أحد الصحابة حيث قال: “رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا انصرفَ منَ العيدَينِ أتى وسطَ المصلَّى فقامَ فنظرَ إلى النَّاسِ كيفَ ينصرفونَ وكيفَ سمتُهم ثمَّ يقفُ ساعةً ثمَّ ينصرفُ”.
  • الالتزام بأداء صلاة العيد فقط دون أداء أس صلاة قبلها أو بعدها، حيث أن صلاة العيد ليس لها سنن.
  • ذلك إذا كان العبد يصلي العيد خارج المسجد أو في الساحات كما هو متعارف لدينا.
  • أما إذا كان المسلم يصلي العيد داخل المسجد، يجوز له أن يصلي ركعتني تحية للمسجد.
  • ورد عن عبد الله بن عباس: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى يَومَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا”.
  • الاغتسال قبل الذهاب إلى صلاة العيد، اقتداءً بما كان يفعله الصحابة رضي الله عنهم في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
  • “كان ابن عُمر لا يذهب إلى المُصلّى حتى يغتسل، ويُسَنّ التطيُّب والتسوُّك”.
  • ارتداء ملابس جميلة وأنيقة في العيد، كما كان يفعل ابن عمر، حيث كان يرتدي أفضل الثياب وأحسنها.

سنن عيد الفطر

  • الذهاب إلى صلاة العيد مشيًا على الأقدام في وقار وهدوء، والعودة من الصلاة مشيًا أيضًا.
  • عن ابن عمر، قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخرجُ إلى العيدِ ماشيًا ويرجعُ ماشيًا”.
  • الأفضل أداء صلاة العيد خارج المسجد وهي سنة عن الرسول، وعدم الصلاة داخل المسجد إلى للضرورة القصوى أو لظروف طارئة.
  • قال أبو سعيد الخدريّ: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ”.
  • ترديد التكبيرات ورفع الصوت بها بداية من الخروج من المنزل وحتى الوصول إلى المصلى.
  • ورد عن محمد الزهري، أنه قال: “كان رسولُ اللهِ يخرج يومَ الفطرِ فيكبِّرُ حتى يأتيَ المصلَّى، و حتى يقضيَ الصلاةَ، فإذا قضى الصلاةَ قطع التَّكبيرَ”.
  • يتم أداء صلاة العيد بدون أذان وبدون إقامة أيضًا، ويستحب اصطحاب الأطفال من الذكور والبنات إلى المصلى لأداء صلاة العيد.
  • الصلاة للنساء في المصليات بشروط وضوابط محددة، والتي تتمثل في الخروج إلى الصلاة دون تبرج أو وضع العطر والطيب، يجب أن تحافظ المرأة على حجابها الصحيح وارتداء الملابس الفضفاضة التي تظهر مفاتنها.

ورد عن عيد الفطر

  • عن الصحابيّة أُم عطية -رضي الله عنها، قالت: “أمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا”.
  • حيث أوضح الحديث الشريف أن المرأة الحائض أيضًا يمكنها أن تذهب إلى صلاة العيد دون أداء الصلاة بل تشهد الموقف فقط.
  • تبادل التهاني والمعايدات بين المسلمين بمناسبة العيد المبارك، وقول عبارة “تقبّل الله منّا ومنك”، اقتداءً بالصحابة في عهد الرسول الكريم.
  • من الجائز في الشريعة الإسلامية أن يلعب الأطفال ويلهو في العيد بما لا يتضمن الضرر لهم أو لغيرهم، كما يمكن أن تقوم البنات الصغار بضرب الدف كنوع من الاحتفال والبهجة.
  • من الصيغ الشائعة التي أجمع عليها علماء الفقه والشريعة في التكبير في العيدين “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ، والله اكبر، الله اكبر ، ولله الحمد”.
  • كما أن من ضمن آداب وسنن العيد، معايدة الأقارب والزيارات العائلية لصلة الأرحام.

آداب الخروج إلى صلاة العيد

من الآداب أيضًا عند الخروج لأداء صلاة العيد ما يلي:

  • غض البصر عن النساء الأجنبيات، وعدم الاختلاط بين النساء والرجال من غير المحارم.
  • صلاة العيد عبارة عن ركعتين فقط بدون سنن قبلها أو بعدها، يقوم المسلم بالتكبير 7 مرات في الركعة الأولى بخلاف تكبيرة الإحرام.
  • يقوم بالتكبير 5 مرات في الركعة الثانية بخلاف تكبيرة القيام من الركعة الأولى.
  • من السنة أن يقوم المسلم بقراءة سورة الفاتحة ثم الأعلى في الركعة الأولى، أما في الركعة الثانية يقرأ سورة الفاتحة ثم الغاشية.
  • هناك أقاويل أخرى تفيد أنه من الجائز قراءة سورة ق بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة القمر بعد الفاتحة في الركعة الثانية.
  • من آداب صلاة العيد أيضًا الإكثار من الذكر والصلاة على النبي، كما يفضل الصلح بين المتخاصمين تقربًا من الله عز وجل.
  • من الآداب أيضًا زيارة الأقارب ومعايدة الجيران، وتقديم المساعدات للأيتام والفقراء لإدخال السرور والبهجة على قلوبهم في يوم العيد.
  • الحرص على زيادة الرصيد من الحسنات عن طريق فعل الطاعات في العيد، مثل بر الوالدين وزيارتهم وتقديم الهدايا لهم.

بدع عيد الفطر

بعد أن تحدثنا عن سنن عيد الفطر وادابه بشكل مفصل، نتطرق إلى الحديث عن البدع والأمور المحرمة في العيد، ومنها ما يلي:

  • المبالغة في التكبير ومخالفة الصيغ الواردة عن الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • التكبير من خلال فريقين هو بدعة مستحدثة، حيث يقوم فريق بالتكبير ويصمت الفريق الآخر حتى يتي دوره ويكبر وهكذا، هذه بدعة محرمة.
  • الأصل في الشريعة الإسلامية أن يكبر كل فرد، ولا ضرر من التكبير في جماعة دون تقسيم المكبرين إلى فرق أو مجموعات.
  • من البدع التي يقع فيها الكثير من الناس هي زيارة المقابر في العيد وتوزيع الطعام والحلوى.
  • مع العلم أن زيارة القبور واجبة لأخذ العظة والعبرة، إلا أنه لا يجب تحديد موعد أو مناسبة معينة للقيام بذلك.
  • تقديم كروت المعايدة هي بدعة مأخوذة عن النصارى ونهى عنها بعض العلماء من أبرزهم الشيخ الألباني رحمه الله.

شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات عيد الفطر المبارك ؟

معاصي عيد الفطر

هناك بعض المعاصي والذنوب التي يتم ارتكابها في العيد، والتي يجب تجنبها تمامًا، ومنها ما يلي:

  • يقوم بعض الرجال بالتزين يوم العيد ويتمثل ذلك في حلق اللحية في هذا التوقيت خصيصًا.
  • علمًا بأن إطلاق اللحية هي سنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتهذيبها واجب في أي وقت وليس في العيد فقط.
  • من الكبائر التي ترتكب في العيد هي المصافحة بين النساء والرجال الأجانب من غير المحارم مثل الجيران أو المعارف.
  • دفع الأموال الهائلة في شراء الألعاب النارية والمفرقعات وغيرها من الألعاب التي تشكل مخاطر على الأطفال، والأولى أن يتم دفع هذه الأموال للفقراء أو التصدق بها للمحتاجين.
  • هناك بعض الناس يقومون بلعب القمار والميسر في ليلة العيد كنوع من الاحتفال، وهذه كبيرة من الكبائر، بالإضافة إلى شرب الخمر وغيرها من المظاهر المحرمة.
  • قال الله تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

ختامًا، بعد أن قدمنا مقال شامل عن سنن عيد الفطر وآدابه ، نتمنى أن نكون نجحنا في تقديم محتوى مفيد للجميع، حيث أوضحنا الآداب التي يجب إتباعها في عيد الفطر، والبدع التي يجب الابتعاد عنها وتجنب فعلها، انتظرونا في تقديم مقالات جديدة ومفيدة خلال الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة