أنماط القيادة الإدارية الفعالة

جميع المنظمات والمؤسسات تكون بحاجة إلى قيادة حتى تتمكن من إدارتها بالشكل السليم، وهذا لكي تتمكن من تحقيق ثمارها المرجوة من نجاحات وإنجازات في كافة الأعمال، وبدون وجود القيادة في أي منظمة أو مؤسسة فإن هذا يتعذر عن تحقيق الأهداف والطموحات.

فالمدير أو القائد هو الذي يملك زمام الأمور في المؤسسة، فهو بإمكانه يخلق جو من الألفة والحب بين الموظفين بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة أو بإمكانه خلق حالة موترة بين الموظفين.

معنى القيادة

قدرة القائد على التأثير على الآخرين عن طريق مهارة الاتصال، للقيام بالأعمال المطلوبة منهم بالشكل المطلوب، وذلك لكي يتم تحقيق أهداف بالصورة المخطط لها، كما أن القيادة لا تنشأ من فراغ بل يجب عمل العديد من العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأفراد.

كما أنها تمثل عدد من السلوكيات التي يتبعها القائد وتكون هذه السلوكيات مجمعة لصفات القائد والأتباع والنسق التنظيمي والسياق الثقافي، بحيث يقوم الموظفين ببذل مجهود بأعلى مستوى من الكفاءة مع وجود حالة من الرضا من العملاء.

شاهد أيضًا: بحث عن انماط القيادة والريادة

أنماط القيادة الإدارية

تقسم القيادة تبعًا لمعايير مختلفة إلى عدة أنواع فمن حيث الإنتاج والفعالية يمكن تقسيمها إلى قيادة إيجابية أو سلبية.

ومن حيث تفويض السلطة فيمكن تقسيمها إلى قيادة مركزية أو قيادة لا مركزية، أما بالنسبة لطبيعة التنظيم فتقسم إلى قيادة رسمية وقيادة غير رسمية، وأخيرًا تقسم القيادة من حيث الدراسات الكلاسيكية إلى قيادة ديموقراطية وأوتوقراطية وقيادة متحررة أيضًا، وسنتعرف على كل نمط من أنماط القيادة.

القيادة الديموقراطية

تعتمد القيادة الديموقراطية على ثلاث عوامل وهي العلاقات الإنسانية والمشاركة، بالإضافة إلى تفويض السلطة، فدائمًا ما يتفاعل القائد الديموقراطي مع العاملين بالمؤسسة ويأخذ مبدأ المشورة منهجًا له في حياته، كما أنه يولي أحد من الموظفين بعض من سلطاته.

فالقيادة الديموقراطية يكون أساسها الثقة بين القائد والعاملين، وينتج عنها العديد من النتائج الإيجابية من رفع الروح المعنوية للعاملين، بالإضافة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للعاملين.

نماذج للقيادة الديموقراطية

  • نموذج يعطي نسبة معينة من الحرية للموظفين بالمؤسسة التي يعملون بها، وهذا من خلال مشاركتهم في صناعة القرار، حيث يقوم القائد بعرض المشكلة على العاملين ويطلب منهم الاستشارة وتقديم المساعدة في الأمر، ومن ثم يختار الحل المناسب له.
  • ونموذج يعرض الحلول المتعلقة بالمشكلة، ويطلب من العاملين اختيار الحل الأمثل في إطار الحلول التي تم عرضها.
  • ونموذج نموج يعطي مساحة كبيرة من الحرية، وهذا لكي يتم المشاركة في الوصول إلى القرار الصحيح وتنفيذه بالشكل المطلوب.
  • نموذج آخر يقوم باتخاذ قرار معين تجاه أمر معين وفي حالة اعتراض الموظفين عليه سيقوم بتعديله على الفور.

القيادة الأوتوقراطية

تعرف القيادة الأوتوقراطية بالقيادة الاستبدادية أو القيادة التسلطية، فهي تتمحور حول القائد فقط أي لابد بأن يتسلط في كافة الأمور ويشرف عليها.

ومن ذلك يبدأ احتكار اتخاذ القرار ويقوم بوضع وإيجاد الحلول بنفسه في حال وجود أي مشكلة دون استشارة العاملين بالمؤسسة، وعلى العاملين بالمؤسسة الالتزام بالأوامر فقط، فهذا الأسلوب يعتمد على التهديد وهو أسلوب سلبي.

نماذج القيادة الأوتوقراطية

  • نموذج القائد الأوتوقراطي الذي يعتمد في أسلوبه على استخدام القيادة الإيجابية بمعنى أن يقوم بالمدح والثناء مع شيء من العقاب، لضمان ولاء العاملين ولخلق حالة من الإيجابية بين العاملين.
  • ونموذج القائد الذي يقوم باتخاذ القرار في كافة الأمور صغيرة كانت أم كبيرة، كما أنه يقوم بإصدار الأوامر المتشددة التي يؤديها العاملين في صمت ودون نقاش.
  • نموذج القائد النادر الذي يعطي الفرصة للعاملين بالمشاركة في صنع القرار من خلال عمل الندوات والمؤتمرات التي يقوم بها، وهذا لخلق مساحة من الحرية والمناقشة بين بعضهم البعض، ولكنه يقوم باتخاذ القرار بمفرده بعد ذلك.

شاهد أيضًا: موضوع عن نظريات القيادة مختصر

القيادة الحرة

تعرف القيادة الحرة بالقيادة المنطلقة أو القيادة الغير موجهة أو القيادة الفوضوية، وهذا النمط من أنماط القيادة يعتمد على الفرد فقط حيث يتمتع بمستوى عالي من الحرية دون تدخل القائد.

ويتحول القائد في هذه الحالة إلى مستشار مثله مثل العاملين بالمؤسسة.

حيث يوجد اعتقاد سائد بأن إمكانية الموظفين على الإبداع وتحقيق الأهداف لا يتم إلا من خلال الحرية الكاملة التي يتم منحها لهم.

ولكن لقى هذا النوع من القيادة العديد من الانتقادات وهي تدور حول النتائج السلبية التي ستعود على العاملين ومنها فقدان روح التعاون وعدم الالتزام بالضوابط والتعليمات.

المهارات التي يجب توافرها في القيادة الفعالة

يوجد العديد من المهارات التي يشترط توافرها بالقائد الناجح، وهذه المهارات يتم تقسيمها تبعًا لعدة مستويات وهما كالآتي:

  • مهارة المعرفة: تعتبر مهارة المعرفة بمثابة الأساس الذي يقام عليه المنزل، فهي ضرورية ولازمة لأصول القيادة.
    • فهي تشتمل على القدرات المعرفية على سبيل المثال قدرة القائد أو المدير على جمع وتحليل البيانات والمعلومات.
    • بالإضافة إلى مهارات أخرى كالتحدث والاستماع.
    • بالإضافة إلى قدرته على توصيل الأفكار من خلال الكتابة والتعلم والتأقلم مع كافة الظروف.
  • المهارات الشخصية: تشتمل المهارات الشخصية على عدد من المهارات الاجتماعية المتعلقة بالتأثير والتأثر مع الآخرين.
    • حيث تسمى هذه المهارات بالقدرات الاجتماعية أو مسمى آخر وهو التعقيد الاجتماعي وأيضًا مهارات العلاقات الإنسانية.
    • وتظهر هذه المهارات في شيء واحد وهو الذكاء الاجتماعي عن طريق التعرف على قدرة الفرد أو القائد على إقناع من حوله.
    • والتأثير بأفكاره عليهم، بالإضافة إلى مهارة التفاوض والتعرف على ردود أفعال الآخرين.
  • المهارات العملية: ترتبط هذه المهارات بعدة أمور منها مجالات وظيفية أو عملية معينة.
    • حيث أنها تشتمل على إمكانية القائد على التحكم في الموارد المالية.
    • وإدارتها بالشكل المطلوب على سبيل المثال التعرف على الأدوات اللازمة لاكتمال العمل، بجانب الأمور المادية.
    • وأيضًا العمل على تحفيز العاملين من خلال طرق عديدة.
    • ومنها تقديم الحوافز المالية وإحساسهم بأن المؤسسة التي ينتمون إليها.
    • كأنها كالبيت الذي ينتمون إليها، وتقديم كل الاحترام لهم.
  • المهارات الاستراتيجية: المهارة الاستراتيجية تعتبر من الأمور التي يجب توافرها في القيادات المسئولة عن التنظيم.
    • وهذه المهارة تكون بحاجة إلى توافر مفاهيم ومعارف كبيرة.
    • تجعل القائد قادر على فهم جميع التعقيدات والتعامل بشكل بسيط ومرن.
    • لكي يتم الإدارة والتأثير على المنظمة أو المؤسسة.
    • وهذا عن طريق إمكانية القائد في وضع الخطط ووضع رؤية عامة للمؤسسة.
    • وهذا بجانب إمكانية القائد على تحديد المشكلة والتوصل إليها، ووضع الخطط البديلة للتخفيف من نتائج المشكلة.

الخطوات التي يجب على الفرد الالتزام بها ليصبح قائد ناجح

  • قدرة الفرد على اتخاذ القرار بأن يكون قائد داخل مؤسسة ولا يكون مجرد فرد عادي.
  • العمل على التطوير بشكل مستمر لجميع المهارات في شخصية الفرد.
    • وذلك من خلال الانخراط في برامج التنمية الذاتية التي تعقدها المؤسسة التي ينتمي إليها.
  • الاستفادة من المدربين الأعلى من حيث الخبرة والاحترافية.
  • الوصول إلى نقاط القوة والضعف الموجودة بشخصية الفرد حتى يستطيع التغلب عليها وإصلاحها.
  • وضع الأخطاء السابقة والخبرات في أولى خطوات الفرد.
  • أخذ ردود أفعال الشخصيات المحيطة حول كل ما يقوم به الفرد من أعمال.
  • تطوير الأعمال التي يقوم بها المحيطين، لكي يتم تطوير روح القيادة.

شاهد أيضًا: تعريف القيادة وأهميتها

وفي الختام بعد أن عرضنا لكم كافة الجوانب المتعلقة بالقيادة الفعالة وأنماطها المختلفة والخطوات التي يجب على كل فرد الالتزام بها.

واتباعها لكي يصبح شخص قيادي، نتمنى ألا نكون قد أغفلنا أي جانب من الجوانب الهامة المتعلقة بها، ونتمنى لكم قراءة ممتعة.

مقالات ذات صلة