قصة أصحاب الأخدود والدروس المستفادة منها

قصة أصحاب الأخدود والدروس المستفادة منها، اليوم سوف نتكلم عن قصة أصحاب الأخدود والدروس المستفادة منها حيث أنها من القصص التي تم ذكرها في القرآن الكريم، فهي تتكلم عن الظلم الذي يدور بين كلًا من الطغاة وأيضًا الدعاة وتتضمن هذه القصة الكثير من العبر والمواعظ.

من هم أصحاب الأخدود؟

  • أصحاب الأخدود كانوا يتواجدون بمنطقة نجران التي تقع بالمملكة العربية السعودية، وسكان هذه المنطقة كانوا لديهم قدسية بالنخيل قبل أن تنتشر المسيحية، وعندما انتشرت المسيحية قاموا اعتناقها، ويُقال إن سبب دخولهم فيها هو فيميون كان رجل زاهد.
  • فيميون كان من التابعين لعيسى بن مريم بمنطقة نجران، كما أن نجران حينذاك كانت استراحة لكافة القوافل التجارية، وهي كانت تابعة لدولة الحميرية، وقد عُرف عن كافة ملوك اليمن أنهم يحرقون المدن، فقام ذو نواس بإحراق الكنائس بالمدن.
  • اتجه ذو نواس بعد ذلك لنجران وتعاون مع قبائل همدان هناك وقام بحرق الكنيسة وكانت حصيلة القتلى قد وصلوا الآلاف، كما أنهم قاموا بحفر أخدود وقد أشعلوا به النار وقد ألقوا الناس به.

شاهد أيضًا: قصة هارون الرشيد والنساء

أين يقع الأخدود العظيم؟

  • توجد منطقة الأخدود بنجران وهي كانت تُعرف بـ (رقمات)، وقد ذُكرت بسورة البروج قال تعالى ” قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”.
  • كما أنها كانت محرقة تمت من قِبل ذو نواس ملك اليمن آنذاك، الذي قام بإجبار الناس بنجران بترك ديانتهم ولكنهم رفضوا، وكان هذا سبب أنه أمر بحفر أخدود وأشعله بالنار ووضعهم فيه.
  • إن مدينة الأخدود هي من المواقع الأثرية التي تتوفر بها صخور منقوش عليها حيوانات وأيضًا أحجار، بالإضافة إلى أنها منطقة أثرية مهمة بها العديد من الآثار التي تجعل المكان مميز، كما أنه يوجد بها جبل أثري يوجد بشرق نجران وقد تم بناء تصلال عليه.

أسباب نزول سورة البروج

  • إن المؤمن يرغب في الثبات على الإسلام، وهناك آيات مذكورة في القرآن الكريم أصحاب الأخدود في سورة البروج قال تعالى ” قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ*الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”.
  • إن سورة البروج قد أوضحت أصول العقيدة بالإضافة إلى قواعد الإيمان، وهذه القصة تخص النصارى، فإن الله عز وجل قد ابتلاهم بالطغاة، وقد سعوا في ترك كافة الموحدين دينهم، ولكن قد ثبت الموحدون على دينهم.
  • بعد ذلك قام الطغاة بالحفر بالأرض حفرة وقاموا بإشعال النار فيها وقاموا برمي المؤمنين فيها وماتوا حرقًا وكان ذلك أما المستبدين وقد توعد لهم الله سبحانه وتعالى قال تعالى ” وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ*وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ”.
  • إن الله سبحانه وتعالى قد ربط بين يوم القيامة وبين السماء، والأحداث العظيمة التي تحدث فيها، بالإضافة إلى أحداث أصحاب الأخدود، وأيضًا كافة الأمور الموضحة بسورة البروج وجزاء الظالمين بها ونيلهم للعذاب.
  • كما أن سورة البروج ذُكر بها جزاء المؤمنين وهي الجنة، حيث أن الظالمون فهم يستحقون العذاب فلما فعلوه في المؤمنين، حيث أن الله سبحانه وتعالى يعلم كافة الأمور والخفايا فهو مالك كل شيء.
  • قد اختلف العلماء حول قصة أصحاب الأخدود، حيث قال بعضهم بأنهم عندما رأوا الشر الذي كان في الناس فإنهم قاموا بالاعتزال بقرية من أجل عبادة الله عز وجل، وعندما سمع بحالهم واحد من الطغاة قد أجيرهم على عبادة الأصنام ولكنهم رفضوا.
  • بالرغم من أن قام هذا الطاغي بتهديد المؤمنين بالقتل إلا أنهم ثبتوا على دينهم، وقام بحفر أخدود لهم وتم وصف النا لأبي السعود وقال ” وهذا وصفٌ لها بغايةِ العِظَمِ وارتفاعِ اللهبِ وكثرةِ ما فيها منَ الحطبِ، والقصد وصفُ النار بالشدَّة والهول”.

أصحاب الأخدود في السنة النبوية

  • هناك بعض الأحاديث التي تشرح قصة أصحاب الأخدود، وتقول بأن الله قد شرح قلب شاب للإيمان كما أن قريته قد منت معه، كما أنه كان فطن، فقد ذهب هذا الرجل لقرية بها حاكم يدعي الألوهية وكان يستعين بساحر.
  • بعد أن شعر الساحر بالتعب طلب من الملك بأن يأتي بشاب من أجل أن يعلمه السحر وقد اختار هذا الغلام، وعندما كان يذهب الغلام للساحر وقع في طريقه راهب وكان يجلس عنده وبعد إن شعر الغلام بظلم الملك وقف أمامه من أجل نصرة الدين.

شاهد أيضًا: قصة قوم يأجوج ومأجوج كاملة

قصة أصحاب الأخدود والدروس المستفادة منها

  • إن بطل القصة غلام، وقد أجرى الله سبحانه وتعالى على يديه الكثير من الوقائع، وهذا يدل على ضرورة الاهتمام بأي أطفال وأيضًا الانتباه إليهم، حيث أن أطفال اليوم سوف يكونوا هم رجال الغد، لذا لابد من العناية بهم وبتربيتهم.
  • لابد من أن يعرف الأستاذ على أن تلاميذه سوف يكونون أفضل منه، وهذا يكون من أجل التواضع ومن أجل أن يتقدم المجتمع ويتحسن، لأن هذا يُشجع الأطفال في أن يكون لهم شأن عظيم في المستقبل.
  • اللجوء لله عز وجل بإخلاص وصدق، مع طريقة الدعاء بصدق وأيضًا الثقة بالله، حيث أن القصة توضح ثقة الغلام بالله سبحانه وتعالى وهي ثقة مطلقة تعمل على حمايته، كما أنه تم الاستغناء عن كافة التفاصيل الخاصة بآلية النجاة.
  • إن الآلية الخاصة بالنجاة لم تكن طبقًا لما يخطط له الشخص بل أنها تكون كما يريدها الله عز وجل، وعلى الشخص الثقة بالله عز وجل وحسن الظن بالله.
  • الاجتهاد من أجل نشر الدعوة، ويكون لك واضحًا بعد أن مشى الغلام للملك مرة وأخرى ولم يهرب حيث أن شجاعته جعلته يعود للملك الظالم، وهذا يدل على إظهار الحق وأيضًا تحدي الباطل.
  • الإيمان الكامل بأن الله سبحانه وتعالى مُستجيب للدعوات، كما أن الغلام يقول لمن كان يطلب منه الشفاء يقول بأنه لا يشفي أي أحد لأن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، فعندما تؤمن بالله وتدعوه فإنه يشفيك.

العبر والمواعظ في قصة أصحاب الأخدود

  • إن القلوب المتعلقة بالله عز وجل لن تتعلق أبدًا بالأشخاص، بالإضافة إلى أن العبد الذي يثق بالله عز وجل سوف يستطيع أن يفعل كل شيء، كما أنه يكون قادر على أن يستغني عن الجميع لأن الله معه، كما أنه يكون متوكل على الله.
  • من أهم الدروس المستفادة في هذه القصة التوجه لله سبحانه وتعالى بكل جوارح الإنسان، كما أنها من أهم الطرق من أجل استجابة الدعاء.
  • الإصرار على نشر الحق والصبر بالإضافة إلى التحمل على التبليغ للدين الإسلامي، والعمل على بذل النفيس من أجل إزهاق الباطل، والذي يتضح من هذه القصة أن الخسارة لم تكن في إزهاق النفوس أو في الموت بل أنها في الارتداد عن الإسلام.
  • عدم التخلي عن أي مبدأ مهما كان طالما أنه سليم وعلى حق، بالإضافة إلى الثبات على الدين الإسلامي، كما أن النصر الكامل لا يأتي إلا من خلال التجرد الكامل، بالإضافة إلى عدم الاجتهاد من أجل تحقيق الرغبات وأيضًا لأهوائها.
  • إن الابتلاء في هذه الحياة ضروري لأن الله سبحانه وتعالى يبتلي العباد المؤمنين، وذلك يُبين العبد الصادق من العبد الكاذب، قال تعالى ” لِيَميزَ اللَّـهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولـئِكَ هُمُ الخاسِرونَ”.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان والهدهد كاملة

في ختام مقالنا عن قصة أصحاب الأخدود والدروس المستفادة منها حيث أننا تعرفنا على أصحاب الأخدود وعن المكان الذي يقع فيه الأخدود بالإضافة إلى أننا تكلمنا عن الدروس المستفادة من هذه القصة التي ذُكرت في القرآن الكريم، نحن في انتظار آرائكم المميزة.

مقالات ذات صلة