ما هو الشرك الاصغر مع الدليل؟

الشرك بالله يعد من كبائر الذنوب، فما السبب الذي يجعل الإنسان يشرك بالله؟ والله عز وجل قد خلقنا لنعبده، فقال في كتابه العزيز:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه، قد ذكر الشرك في حديث له (عن أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك) رواه البخاري ومسلم.

تعريف الشرك الأصغر

  • يعتبر الشرك الأصغر أنه ما ذكر في الشرع بأنه شرك، ولكنه لم يبلغ إلى الشرك الأكبر.
  • كما توجد بعض الدلائل التي يتم التعامل معها كضوابط توضح الفرق بين الشرك الأصغر أكثر من الشرك الأكبر.
  • وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء) رواه أحمد.
  • وهناك بعض الدلائل على الشرك الأصغر عندما يأتي مجرد من حرف ال، وإذا جاء معرف بال؛ فهذا يدل على أن الشرك، فهو الخروج عن الدين، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “(إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد وأبو داود.
  • فالشرك الأصغر يكون إتجاه الشخص إلى الشرك الأكبر ولكن لم يستطيع الوصول إلى الشرك الأكبر.

شاهد أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

أنواع الشرك الأصغر

يوجد بعض الأعمال التي تستخدم كدليل على الشرك الأصغر، وهي كالتالي:

  1. أن يقول أحدهم لولا الله ويجمعه بأحد الأشخاص:

  • ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، فيقول مثلاً لولا الكلب لأتانا اللصوص.
  • أو أن يقول لولا شخص ما كنت ما وصلت إلى هنا.
  • فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، ويقصد به هنا أنه الأنداد هم الشرك الأصغر.
  1. الرياء:

  • يتم تعريف الرياء بأنه العمل الذي يرغب الفرد بعمله حتى يراه الناس ويعجبون به، وليس لوجه الله.
  • وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من هذا النوع من البشر، فقال في حديثه: (أخوفُ ما أخافُ عليكمُ الشركُ الأصغرُ، فسُئِلَ عنه، فقال: الرياءُ). [١٣]
  1. الحلف بغير الله:

  • كأن يقوم أي شخص بالحلف بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو بالكعبة الشريفة أو بالمصحف.
  • وهذا الأمر حذرنا منه رسولنا الكريم صلوات الله وسلام عليه: فقال في حديث ” (من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشركَ).
  • فلا يجب على المسلم أن يحلف إلا بالله عز وجل، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى سيدنا عمر بن الخطاب وهو يحلف بأبيه، فقال (من كان حالفًا فليحلفْ باللهِ أو لِيصمُتْ).
  1. كأن يقول الفرد ما شاء الله وما شئت:

  • يعتبر هذا القول علامة من علامات الشرك الأصغر.
  • ومن أهم الدلائل أن هناك رجل قد قابل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاله له ما شاء الله وشئت، فقال له الرسول (لا تَقولوا: ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ فلانٌ، ولَكِن قولوا: ما شاءَ اللَّهُ ثمَّ ما شاءَ فلانٌ).

هل الشرك الأصغر يحبط جميع الأعمال؟

  • الشرك الأصغر كالرياء أو أن يجعل أحدهم شريك لله عز وجل أو الحل بغير الله، فهو يحبط العمل في حال الاستمرار فيه، ولم يتب إلى الله عز وجل، ولكنه لم يحبط الأعمال الأخرى.
  • فالشرك الأكبر هو الذي يحبط كل الأعمال التي يقوم بها، وهم الذين يقومن بأعمال كثيرة ومتعددة كالجبال، وبعد ذلك تضيع ولا يحصلون على أي استفادة منها وتكون بمثابة المظالم التي ترد إلى العباد يوم القيامة، وبعد ذلك يعذبون.

ما هو الفرق بين الشرك والكفر؟

من حيث اللغة:

  • الشرك: هو عمل مقارنة بين فردين.
  • الكفر: الكبر والتشكك بالحقيقة والتعتيم عليها.

شرعاً:

  • الكفر هو أعم وأشمل من الشر، فالكفر هنا يكون عدم الاعتراف بالله عز وجل حاشاه ووجل، أما الشرك؛ فهو يكون مرتبط بالمخلوقات والأصنام، مع وجود الله عز وجل.

مظاهر الشرك

يوجد العديد من الأمور التي تعبر عن مظاهر الشرك بالله، والتي يجب على المسلم توخي الحذر منها، وهي كالتالي:

شاهد أيضًا: الرجوع الى الكفر بعد الإسلام وعقوبتها

  1. التوجه إلى أولياء الله الصالحين:

  • من أهم علامات الشرك التي أصبحت موجودة التوجه إلى أولياء الله الصالحين والحلف بهم.
  • بالإضافة إلى تقديم النذر لهم، والاستعانة بهم عند الدعوات.
  • فكل هذه الأمور تعتبر من الشرك يعارض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
  1. التوسل إلى غير الله:

  • يعتبر من أهم مظاهر الشرك، هو جعل الملائكة نداً مع الله أو الأنبياء مثلاً.
  • فقال ابن تيمية أن التوسل بالدعاء من خلال الاستعانة بالملائكة والأنبياء أو أن يخاطب أحد منهم التماثيل؛ فهو يعتبر من أنواع الشرك الواضحة التي يتبعها المشركون.
  • فقال الله عز وجل في كتابه العزيز (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ).

ضوابط الشرك الأصغر

يوجد بعض الضوابط التي تميز الشرك الأصغر عن الشرك الأكبر، وهي كالتالي:

  • حدد الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل صريح عن الأفعال التي تحسب من الشرك الأصغر، كما جاء عن رسول الله صلوات الله وسلام عليه الَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ: الرِّيَاء.
  • إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً ” وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
  • أن يتم جلب كلمة الشرك في الكتاب والسنة بشكل غير معرف أي خالي من الألف واللام؛ فهو يعني الشرك الأصغر ومثال على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك “.
  • وعي الصحابة بالنصوص الشرعية أن المعنى المراد بالشرك هنا؛ هو الشرك الأصغر وليس الأكبر.
    • فمن المؤكد أن الصحابة أكثر دراية بدين الله أكثر من غيرهم عندما قال ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلوات الله وسلام عليه الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا، وَمَا مِنَّا إِلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّل”.

جوانب الشرك الأصغر

للشرك الأصغر جانبين؛ وهما كالتالي:

  • الأولى: وهو مرتبط بأسباب معينة لم يأمرنا الله عز وجل باتخاذها، على سبيل المثال القيام بتعليق كف أو خرز، اعتقاداً من البشر أنها تصرف تحفظهم من الحسد؛ فهي تكون بمثابة نوع من أنواع الحماية.
  • الثانية: القيام بتعظيم أشياء محددة ولكن بدون وصولها إلى عظمة المكانة الإلهية، فعندما يقول الفرد: لولا الله وفلان.

شاهد أيضًا: الفرق بين الشرك والكفر والفسق

فالشرك الأصغر له علامات ودلائل عديدة ومتنوعة ومن بينها؛ جهل بعض المسلمين بأنهم يجعلون ندًا مع الله بدون قصد وعمد عندما يحلفون.

أو عندما يدعون الله عز وجل، اعتقاداً منهم أن الدعوة سوف تتحقق بشكل أسرع، ولكن هذه الأمور مظهر من مظاهر الشرك.

مقالات ذات صلة