بحث عن الحياة الاجتماعية doc

بحث عن الحياة الاجتماعية، الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وهذه ما توصل اليه الكثير من علماء النفس والاجتماع، ويرجع ذلك لعدم وجود التكامل إلا عند الله عز وجل، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال عن بحث عن الحياة الاجتماعية فابقوا معنا.

مقدمة بحث عن الحياة الاجتماعية

عرف الإنسان منذ بداية الخليقة الحياة المجتمعية، ولأن أول مثال نأخذه من ثقافتنا الدينية وقصة سيدنا آدم أبو البشر حيث عاش في الجنة التي لا يماثلها شيء عرفناه على وجه البسيطة، إلا أن سيدنا آدم عانى من الوحدة، وخلق الله له حواء حتى يكون مجتمع من نفس جنسه ونوعه وكان هذا أول مثال ضرب لأهمية الحياة الاجتماعية ويدعم هذا القول المثل القديم الذي يقول “جنة بلا ناس لا تداس”.

والمغزى هنا أن الانسان حتى تستقيم حياته يجب أن يكون في مجتمع كي يتفاعل معه، فهو لا يقوى على العيش منفردًا حتى ولو عاش بالجنة.

شاهد أيضًا: خاتمة بحث عن الخدمة الاجتماعية بالمراجع

الحياة الاجتماعية وعلم الاجتماع

“الانسان مدني بطبعه” وهذا القول متفق عليه من قبل علماء النفس والاجتماع ولعل من أشهرهم ابن خلدون الذي دعم هذا القول وقام بضرب مثل على أهمية الحياة الاجتماعية للإنسان حيث قال إن الإنسان عاجز عن الحصول على رغيف من الخبز بمفرده.

ولعل للحصول على فقط رغيف من الخبز تحدث سلسلة من الأفعال الحياتية التي يشترك فيها عدة أفراد من المجتمع حيث يبدأ المزارع بزراعة القمح ثم يحصده وبعدها يطحنه الطحان فيصير دقيقًا، ثم يقوم العجان بعمل عجين الخبز ويخبزه الخباز ثم بعد ذلك يصلح للشخص الذي يدفع ثمنه عن طريق النقود التي صكها شخص آخر حتى يحصل على هذا الرغيف من الخبز.

وكل هذا التعاون لعمل رغيف خبز بسيط، اما لتكوين دولة أو إمارة يلزم الامر توفر نظام وقوانين يسير عليها الناس، وعدد من المؤسسات التي ترعى مصالح العامة.

ولأن الانسان كائن مدني بطبعه يميل للعيش في مجتمعات وإلا أصبح منعزلًا وحيدًا مثل بعض أنواع الحيوانات وغالبًا يصبح هذا الشخص عدائي ومضطرب النفسية.

الحياة الاجتماعية من المنظور الديني

وفي هذا الجانب سوف نتناول منظورين وفقط وهما المنظور المسيحي والمنظور الإسلامي.

أولًا الحياة الاجتماعية من المنظور المسيحي

مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعاً! … لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ. (مزمور 133).

وكما علمنا يسوع المسيح أنه لا يمكن لشيء أن يوقف المحبة وذلك لأن:

المَحبَّةُ تَصفَحُ عَنْ كُلِّ شيءٍ، وتُصَدِّقُ كُلَّ شيءٍ، وتَرجو كُلَّ شيءٍ، وتَصبِرُ على كُلِّ شيءٍ. المَحبَّةُ لا تَزولُ أبَدًا. أمَّا النُّبُوّاتُ فتَبطُلُ والتَّكَلُّمُ بِلُغاتٍ ينتَهي. والمَعرِفَةُ أيضًا تَبطُلُ، (1 كورنثوس 13: 7-8)

وعلى هذا فإن المسيحية تأمر بالمحبة بين الناس حتى ينعم العالم بالسلام في ظل حياة مجتمعية قويمة، حيث ينتج عن هذه المحبة التعاون والأمن والأمان بين أفراد المجتمع الواحد.

ثانياً الحياة الاجتماعية من المنظور الإسلامي

قام الدين على أساس ضبط معايير الحياة للإنسان والتي من خلالها يستطيع أن يحيى في ظل ظروف معيشية واجتماعية قويمة، وعلية نجد أن الدين الإسلامي بحكم الشريعة قد أوصى الناس أن يتعاونوا ويتآخوا فيما بينهم، وقد ورد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.

وهذا إن دل على شيء فهو يبين مدى القوة التي تنتج عن الحياة الاجتماعية الصحية التي تقوي المرء وتنشئ مجتمع سليم.

وكما يأمر الدين بحب الحياة والاقبال عليها ويأمر بالتعاون ويفضل العمل الجماعي عن العمل الفردي وكما ذُكر عن النبي أنه قال: أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرون درجة.

وقد حث الدين على الحب والاخاء والتشارك في المشاعر والمواقف.

شاهد أيضًا: اكتساب المهارات الاجتماعية

أهم شرط في الحياة الاجتماعية

إن الانسان الطبيعي يعيش في مجتمعات ولكن هنا شرط هام حتى يستطيع الانسان الحياة بشكل سليم وهذا الشرط يمكن في “التفاعلية”.

ويظهر ذلك في كون الانسان الذي يعيش داخل المجتمع وحيدًا منعزلًا غير متفاعل مع باقي الأشخاص التي حوله سواء في الاسرة أو العمل، فهو إنسان غير منتج ومنعزل عمن حوله.

وعلى عكس الأشخاص المتفاعلين مع بعضهم والبيئة المحيطة فهم أكثر سعادة وانتاجية.

وعلى غراء ذلك نجد أن الإنسان يجب أن يتمتع بالصفات الحسنة ويكون على قدر عالي من الخلق ويصير متعاون متمتع بالأمانة حتى يجد من يبادله نفس السلوك حتى لا ينفر منه الناس ويجد نفسه واقعًا في بئر العزلة والوحدة.

عزلة الإنسان عن المجتمع وما يترتب عليها

فيما يخص العزلة التي يقع فيها الإنسان لا يشترط هنا البعد الفيزيائي عن البشر؛ ولكن قد يقع الإنسان في العزلة النفسية الداخلية بالرغم من تواجده بالقرب من أناس آخرين.

وإذا وقع الانسان في هذا النوع من العزلة النفسية سنجد أنه سوف يتعرض للعديد من المشكلات الصحية وتتدهور حالته المزاجية، وقد يذبل جسده متعرضًا للكثير من المشاكل الصحية والجسدية، وتذكر البحوث العلمية أن الرجال هم أكثر عرضة للتعرض لمثل هذا النوع من الاضطرابات النفسية والمعروف باسم العزلة الداخلية.

وتكمن المشكلة فيما تزرعه الاسرة في نفس الطفل وما تعلمه إياه من كيفية التعاون والتعامل مع الأفراد التي حوله في المجتمع، بداية من الاسرة والافراد التي تضمهم من الابوين والاخوة وطريقة التعامل فيما بينهم تدرجًا للتعامل مع جميع أفراد المجتمع.0

ولعل هذه المشكلة لا تظهر بشكل واضح بداخل مجتمعاتنا العربية لما غرسته الاسرة والمجتمع والثقافة التي تؤثر بوضوح في تنمية الحياة المجتمعية وتقوية الروابط بين الافراد.

وتؤثر العزلة الاجتماعية على حياة الفرد والمجتمع وينتج عنها ما يعرف بالتفكك سواء اجتماعي أو فكري، مما يؤدي إلى فتور المشاعر وكثرة الامراض النفسية التي تظهر فالمجتمع الذي بالتالي سوف يقل تعاونه وانتاجيته.

خاتمة بحث عن الحياة الاجتماعية

في ختام بحث عن الحياة الاجتماعية نتوصل إلى نتيجة هامة هي أن الفطرة هي ما تحرك قطار الحياة، وتدعونا الفطرة إلى الحياة المجتمعية التي تؤدي بدورها إلى تحسين من أخلاق الناس بداخل المجتمع حتى يستطيعون أن يتعاونوا، كما أن المجتمع يلفظ الأشخاص سيئة السلوك.

وكما ورد بالبحث وبيننا مخاطر العزلة الاجتماعية وما قد تسببه من تفكك بالمجتمع الذي يقل مقياس السعادة به تباعًا لحالة العزلة التي قد تتسلل لفرد بعد الآخر وكيفية مقاومة تفشيها في المجتمعات، كما ألقينا الضوء على أهمية دور الاسرة في هذا العمل المجتمعي.

شاهد أيضًا: البحث عن الصور ومقالات في الحياة الاجتماعية

وفي نهاية البحث نرجو أن نكون قد بيننا بشكل من التفصيل الجوانب الهامة في الحياة الاجتماعية وأهميتها في بحث عن الحياة الاجتماعية، آملين أن تشاركوا البحث مع الأصدقاء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعم الفائدة للجميع.

مقالات ذات صلة