ما هو الفصام العقلي؟

ما هو الفصام العقلي؟، الفصام اضطراب عقلي يجعل الأشخاص المصابين به يفسرون الواقع بشكل مبالغ فيه، وهذا المرض يحتاج إلى علاج مدى الحياة، لكن اكتشافه مبكرًا قد يعمل على السيطرة عليه.

ما هو الفصام العقلي؟

  • ويسمى أيضًا بالانفصال العقلي، وهو عبارة عن اضطراب في الدماغ يجعل الشخص مشوهًا في التفكير أو في التعبير عن مشاعره، وينظر للأمور بصورة واقعية أكثر من اللازم.
  • الأشخاص المصابون بالمرض يواجهون متاعب في علاقاتهم الاجتماعية بشكل عام، من ثم تكثر مشاكلهم في العمل وفي الحياة الزوجية.
  • مرض الفصام قد يتسبب في الخوف وحب الانطواء للمصابين به، وهو مرض مزمن، لا يفارق المرء طيلة حياته، لا علاج له، لكن يمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية والعلاج النفسي.
  • على عكس الشائع فإن الفصام لا يعني انفصام الشخصية، لكنه اضطراب نفسي (ذهان) لا يمكن للمصاب به أن يفرق بين الواقع والخيال.
  • المصابون بالمرض يخيل إليهم أن العالم المحيط بهم يتكون من خليط من الأفكار، وقد يكون سلوك هؤلاء ليس غريبًا فحسب بل مرعبًا كذلك، بسبب التغيير المباغت الذي يحدث لشخصياتهم أو لسلوكهم.
  • يفقدون كل صلة مع الواقع فيما يسمى (المرحلة الذهانية)، نظراً لاضطرابهم النفسي الذي تسبب فيه واقعهم.

شاهد أيضًا: صفات الشخص المريض نفسيًا وجسديًا

أنواع الفصام الفرعية

1- فصام المطاردة

  • ويسمى أيضًا بالفصام البارانويدي، فالمصاب به يعيش أوهامًا أن هناك من يطاردهم أو يلاحقهم، وهؤلاء يظهرون بمظهر عادي جدًا لا يظهر على سلوكهم أي غرابة.

2- فصام لا منتظم

  • والمصابين به يعانون من مشاكل في العلاقات والاتصال مع الآخرين، كذلك يُلاحظ عليهم التلعثم في الكلام.
  • هذا النوع يبدو صاحبه للناس أن مشاعره جافة، ويسلك سلوكيات تافهة وسخيفة لا تليق بسنه، لا يمكنهم إدارة يومهم العادي بشكل سليم مثل أن يستحم أو يعد الطعام لنفسه.

3- الفصام الجامودي

  • وهؤلاء يظهر المرض عليهم في صورة أعراض جسدية ظاهرة، حركتهم محدودة ويعانون من صعوبة الاستجابة للمؤثرات المختلفة حولهم.
  • أحيانًا يرتبط هؤلاء بحركة غريبة معينة تلازمهم مثل العبث في الوجه أو اتخاذ أوضاع غريبة وغير معتادة للجلوس مثلاً.
  • كذلك يعاني المصاب من تكرار الجمل أو الكلام الذي يسمعونه من شخص آخر، وبسبب فرط الإعياء والتعب الذي يعانوه فإنهم قد يتعرضون للجوع وسوء التغذية.

4- فصام لا متميز

وهو نوع فرعي، لا يحمل أي أعراض غريبة مثل ما في الأنواع السابقة، وأعراضه غير واضحة.

5- فصام متبقي

والأعراض فيه تتقلص وتذوب، هناك بعض الأعراض الباقية من الفصام مثل الهلاوس والأوهام، لكنها موجودة بصورة خفيفة.

أعراض الفصام

  • المرة الأولى التي يظهر فيها عرض من أعراض الفصام على شخص تظهر بشكل مفاجئ وحاد، والأعراض نفسها تتركب من عدة عوامل.
  • وتنقسم الأعراض إلى ثلاث مجموعات أساسية

1- أولاً: الأعراض الإيجابية

  • كلمة إيجابية ليس معناها أنها أعراض جيدة، لكن المقصود بها أن أعراض المرض واضحة بدون تشخيص.
  • تسمى أيضًا الأعراض النفسية أو الذهانية، وتشمل الأوهام، والهلوسة عن طريق سماع أصوات غير موجودة أو رؤية أشخاص، والأكثر شيوعًا هو هلوسة السماع.
  • ارتباك يميز عدم قدرة الشخص على التفكير أو أن يتصرف بصورة طبيعية حكيمة، فيتلفظ بإجابات لا صلة لها بالأسئلة الموجهة إليه.
  • من هذه الأعراض هو التلفظ بجمل غير منطقية أو ترديد كلمات ليس لها معنى محدد، وهذا يُصعب التواصل مع المحطين به.
  • ينتقل من موضوع لآخر بصورة سريعة، مع بطء في الحركة.
  • نسيان أمور كثيرة وإضاعة أشياء تخصه، وكما يكرر الكلمات فإنه يكرر أيضًا الحركات.

2- ثانيًا: الأعراض السلبية

  • كما في الأعراض الإيجابية، فإن كلمة سلبية لا تعني أن الأعراض سيئة، هي فقط تعني أن الأعراض غير واضحة كما في النوع الأول، وبالتالي فيصعب اكتشاف المرض.
  • تشمل الأعراض عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أو الإحساس، مع إعطاء ردود أفعال غير مناسبة مع الوضع الحالي مثل البكاء في موقف مضحك والعكس.
  • قلة الأنشطة الاجتماعية والانسحاب بصورة عامة من أي مناسبة مجتمعية أو أي تجمع للبشر.
  • فقدان الشغف مع فقد للطاقة، فهو لا يأبه بشيء ولا يود عمل أي شيء.
  • مزاج متقلب مثل أن يحزن بشدة وبصورة مفرطة حتى يصاب بالاكتئاب.
  • فقدان الشعور وفتوره، حيث يبقى في نفس الوضع ونفس المكان لفترة طويلة، فلا يخرج من المنزل أو الحجرة لشهور مثلاً.
  • بسبب الفتور فإنه يهمل نظافته الشخصية ولا يُظهر أي اهتمام بأنشطته اليومية.

أعراض الفصام عند المراهقين

  • تشبه نفس الأعراض عند البالغين، إلا أن اكتشافها يكون صعبًا.
  • هي أفعال تشبه تصرفات المراهقين المعتادة، مثل الانعزال عن العائلة، وعدم القدرة على التحصيل والمذاكرة وبالتالي مستوى دراسي سيء.
  • عدم انتظام النوم مع اكتئاب، وأن يكون سهل الانفعال والاستثارة.
  • الافتقار لهدف أو فقدان الشغف كما في البالغين.
  • كذلك تعاطي الأدوية والعقاقير التي تؤثر على قشرة المخ مثل الماريجوانا أو ميث أم فيتامين، أو حتى عقار الهلوسة، كل ذلك قد يعطي أعراضًا مشابهة.
  •  يختلف المراهقون عن البالغين بأنهم لا يعانون من الأوهام بكثرة، وتزيد لديهم الهلوسة البصرية.

أسباب الفصام

  • السبب الرئيسي للمرض مازال غير معروف، لكن المتفق عليه أن الفصام مرض مزمن مثل السكر أو السرطان، يستمر العلاج منه طوال العمر ولا علاج حاسم له حتى الآن.
  • ليس لتربية الأهل دور في إصابة شخص بمرض الفصام، أو ضعف الشخصية، لكن الباحثين كشفوا عدة أسباب أخرى قد تكون المسبب للمرض.
  • من هذه الأسباب أن يكون المرض وراثيًا، أو بسبب خلل ما في بنية الدماغ أو في العمليات الكيميائية التي تتم داخله، بالإضافة لعوامل بيئية.

شاهد أيضًا: الفرق بين المرض النفسي والمرض والعقلي والعصبي

تشخيص الفصام

  • عند ظهور أية أعراض للمرض فإن الطبيب يجري فحصًا واسعًا شاملاً لجسم المريض مستعرضًا تاريخه الطبي.
  • هناك فحوصات مختلفة قد تكشف المرض عند هؤلاء الذين لا تظهر عليهم أية أعراض واضحة، مثل الفحص بالأشعة السينية أو أشعة إكس، أو إجراء تحليل دم، وذلك لاستبعاد أي مرض آخر عضوي له نفس أعراض الفصام.
  • إذا ظهر المريض بصحة جيدة ولم يستطع الطبيب العثور على مرض عضوي ما، فقد يقوم في هذه الحالة بتوجيه المريض إلى العلاج النفسي، ويصف أحد الأطباء النفسيين أو أخصائي نفسي تلقى تدريبًا مناسبًا لعلاج الأمراض النفسية.
  • يقابل الطبيب النفسي المريض، وباستخدام وسائله وأدواته يستطيع تقييم المرض النفسي لهذا الشخص وتحديده بدقة.
  • بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، يمكن للطبيب تشخيص إصابته بالفصام من عدمها، وذلك في مدة لا تقل عن ستة أشهر من الجلسات والفحوص.

علاج الفصام

هو ليس علاجًا بالمعنى المعروف، إذ أن هذا المرض مزمن كما أشرنا، لكن الغرض منه تقليل الأعراض المصاحبة للمرض ليستطيع المريض أن يعيش حياته بصورة طبيعية.

 1- علاج دوائي

وآخر نفسي، والتأهيل الذي يهتم بتطوير المهارات الاجتماعية للمصاب ليندمج من جديد في المجتمع.

2- معالجة نفسية فردية

وفيها يساعد الطبيب مريضه في حل مشكلاته وإيجاد حلول لها، ومواجهتها بل وتطوير طرق حلها.

3- معالجة عائلية

  • تهتم بعائلة المريض وتهيئها لمعاملته بصورة أفضل والتعامل معه بحب والتقرب منه بأفضل الطرق.
  • الدعم عن طريق الاستشفاء بأن يلتحق المريض بمستشفى نفسي، وهناك تتوفر وسائل أخرى للعلاج مثل التخليج الكهربي أو الصدمات الكهربية، أو بإجراء جراحة في نسيج المخ إذا ما تطلبت الحالة ذلك.

الوقاية من الفصام

  • لا يوجد حتى اليوم علاج أو مصل يضمن لصاحبه عدم الإصابة بالفصام.
  • التشخيص المبكر مع اتخاذ العلاج المناسب قد يقلل احتمال الإصابة بنوبات المرض، ولا يضطر معها المريض للمكوث في المستشفى.
  • قد يساعد التشخيص المبكر كذلك من ترتيب حياة المريض المشوشة وإعادة شحن لعلاقاته الاجتماعية مع أسرته وأصدقاءه.

شاهد أيضًا: اسباب مرض الفصام وتآثيره على الانسان

في نهاية رحلتنا مع ما هو الفصام العقلي؟، الحياة قاسية حقًا، ومن يحتفظ بعقله فيها فقد قام بمعجزة، لذا فإن الشفقة على هؤلاء المرضى تفوق تلك على من يمرضون بمرض عضوي، فهو مضطر لمواجهة واقع يرفضه كل يوم.

مقالات ذات صلة