حكم صلاة الجماعة وفضلها

حكم صلاة الجماعة وفضلها، بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصلاة في جماعة وهو أمر ضروري للرجال الذين يمكنهم الصلاة في المسجد بدون عذر، وعدم الصلاة في جماعة فهو علامة على النفاق.

فضل صلاة الجماعة

  • صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد، وتعددت آراء العلماء فيما يتعلق بصلاة الجماعة.
  • قال البعض أنها شرط لصحة الصلاة، فالإنسان الذي لا يؤدي الصلاة في الجماعة بدون عذر، فإن صلاتهم لا تصح، ويقولون إنه فرض عين يجب على المسلم تأديته، والبعض الأخر أنه فرض كفاية بمعنى إذا أداه البعض يسقط عن الأخرين.
  • قال البعض أنها سنة مؤكدة، لا يجب أن يتركها المسلم لما لها من ثواب عظيم عن الصلاة الفردية
  • يختار الناس الكسالى والضعفاء دائمًا الكلمات والمذاهب التي تناسب أرواحهم ورغباتهم، وبالطبع ترك صلاة الجماعة من باب الكسل وضعف الإيمان.
  • لكن الرأي الراجح وجوبها كما جاءت في الأحاديث، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه في أحاديث مختلفة صلاة الجماعة أعظم من صلاة الفرد بمفرده بخمس وعشرين درجة وفى رواية أخرى بسبع وعشرين درجة، واجتمع العلماء تفضيل الصلاة في جماعة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالحذاء

جزاء المحافظة على الصف الأول

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا”
  • هذا يعني أنهم إذا عرفوا فضل الدعوة للصلاة وقيمتها والمكافأة العظيمة عليها، فلن يجدوا طريقة لتلقيها لأن الصلاة بعد الأذان محدود، وإن عرفوا ما في الصف الأول من الفضيلة لاقترعوا من أجله.

درجات في الجنة لأداء فريضة الله

  • عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح”.
  • كل من يذهب إلى المسجد للصلاة هو زائر لله تعالى، والله يعد نزولاً له من المسجد في كل مرة يذهب فيها إلى المسجد، سواء في بداية اليوم أو نهايته، وأعد الله له نزلا في الجنة.
  • إن تعليق القلب المسلم بالمسجد سيشفع له يوم القيامة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك “سبعة يظلهم الله في ظله يومَ لا ظلَّ إلا ظله”، وذكر منهم “ورجل قلبه معلق بالمساجد”.
  • تدعو الملائكة من بداية دخولك إلى المسجد حتى تغادره، وما يدل على فضل صلاة الجماعة وانتظارها.

الحفاظ على صلاة الجماعة هو أحد أسباب كمال الإسلام

  • كل من يسعده أن يجتمع مع الله، فيجب عليه الحفاظ عليها، فهي صلة بين العبد وربه، وهي من الفرائض التي قدمها سبحانه وتعالى لعباده، وإنها الفرق بين المسلم والآخر، وهي أول شيء يتحمله ويحاسب عليه الإنسان يوم القيامة.
  • إذا كانت صالحة كان عملك صحيحًا، وإذا كانت فاسدة أفسدت بقية عملك، فيجب على المسلم والمسلمة الحفاظ عليها.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار، وبراءة من النفاق “.
  • المقصود من يصلي لله يعني خالصا لوجه الله تعالى (أربعون يومًا) أي أربعين ليلة (في جماعة)، يتخلص من الجحيم ويتحرر منه، ويقال إن براءة الدين، مغفرة الخطايا الصغيرة والكبيرة، وبراءة النفاق التخلص من أعمال المنافقين.

شاهد أيضًا: حكم مسح الوجه بعد الدعاء في الصلاة

فوائد صلاة الجماعة

  • صلاة الجماعة لها فوائد عديدة، ومصالح عظيمة، وهذا يدل على أن الحكمة تتطلب أن تكون صلاة الجماعة واجبًا إلزاميًا، ومن بين هذه الفوائد والقاعدة التي انطلقت من أجلها ما يلي.
  • بدأ الله سبحانه وتعالى هذا الاجتماع للأمة في أوقات معروفة ليلًا ونهارًا مثل الصلوات الخمس، وصلاة في نهاية الأسبوع وهي صلاة الجمعة، ومن بينها ما في السنة مرارًا، وهما صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى وذلك لجماعة كل بلد.
  • بعضها في السنة التي تقام في عرفات؛ وهي من أجل التواصل والود والرعاية، ومن أجل تنظيف القلوب ودعوة الله عز وجل قولَا وفعلًا.
  • الصلاة عبادة الله تعالى بهذا اللقاء، والسعي إلى الثواب والخوف من عقاب الله والرغبة فيما لديه من رحمة.
  • المحبة، فالصلاة في جماعة، يحصل معرفة أحوال كل منهم، فيقومون برعاية المرضى وجنازات تشييع الموتى ومساعدة الميت من خلال صلاة الجنازة والدعاء له، ومساعدة المحتاجين؛ لأن لقاء الناس معًا يتطلب الحب والألفة.
  • التعارف؛ لأنه إذا صلى الناس في جماعة، فإنهم يعرفون بعضهم البعض، وقد يعرف البعض معرفة أقاربهم، لذلك تزيد الصلة بينهم، وكذلك يعرف الغريب عن بلدهم.
  • يظهر فيها أحد أعظم شعائر الإسلام؛ لأنه إذا صلى جميع الناس في منازلهم، فلن يعرفوا أن هناك صلاة.
  • تدل على بهاء المسلمين، وإذا قامت الصلاة دخلوا المساجد ثم تركوها جميعاً عند الانتهاء، فهذا استهزاء بأهل النفاق والكفار، والابتعاد عن تقليدهم وسلبيتها.
  • تعليم للجاهل؛ لأن الكثير من الناس يستفيدون مما يشرع في الصلاة من خلال صلاة الجماعة، ويسمع القراءة بصوت عال، ويستفيد ويتعلم، ويسمع أذكار الصلاة ويحفظهم ويتبع الإمام ومن بجانبه أمامه ليتعلم أحكام صلواته.
  • تشجيع المتخلفين عن صلاة الجماعة، وإرشادهم وتوجيههم والتواصي بالحق والصبر عليهم.

خطر ترك صلاة الجماعة بدون عذر

  • الصلاة هي أمر إلزامي لجميع المسلمين القادرين، وهناك وعد وتهديد خطير لأولئك الذين تخلوا عنها بدون سبب، في الصلاة أُجبرت ولم تُلغ في ساحة المعركة، فماذا عن لحظة الأمن؟
  • لا شك أن إجابتها أعظم، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يهدد من تركها بإحراق بيته إلا بفرض شيء واجب، فلم يُجبر أحدًا من أمته على العمل بالمستحبات بل هي اختيار ليس أكثر وقال الصحابة” كنا نتهم من لم يحضر صلاة الفجر بالنفاق”.
  • أولئك الذين لم يتمكنوا من أداء صلاة الفجر هم أعضاء النفاق، علامة النفاق في زمن النبي هو أنه لم يصل الفجر، عذره النوم هذا ليس عذرًا، فاحتمال أن الشخص مستيقظ طوال الليل، سواء كان يستخدم آلات مختلفة، أو يشاهد التلفزيون وغيره حتى النداء الأول للصلاة.
  • ثم ينام يقول رفع القلم عن ثلاثة، وهنا خطأ صريح فهذا القول في غير موضعه تشبه بالمنافقين.
  • الأعذار العامة مثل الأمطار الغزيرة، يصعب عليه الخروج لأداء صلاة الجماعة، ورياح قوية في الليل؛ احتمالية المشقة، والظلام الشديد ولا تعرف أن تشق طريقك إلى المسجد، والطين الشديد الذي يضر روح الإنسان وملابسه.
  • الأعذار الخاصة مثل المرض الذي يصعب فيه الخروج إلى المسجد، أمر أبو بكر الناس بالصلاة، ولم يذهب ولذلك خوفاً على الروح أو المال أو الأسرة.
  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم “من سمع المنادي فلم يمنعْه من أتباعه عذر قالوا وما العذرُ؟ قال خوفٌ أو مرض لم تُقبل منه الصلاةُ التي صلَّى”.
  • من تناول الطعام فيه شيء برائحة كريهة تؤذي المؤمنين، مثل البصل أو الثوم.

شروط صلاة الجماعة

  • ما يلزم لصحة الحكم، حضور شخصين أو أكثر، وهذا الشرط يتفق معه جميع الفقهاء، ويشترط أن يكون رجلاً حرًا، عقلانيًا، قادرًا، وليست واجبة على المرأة والعبد والطفل ومن لديه عذر من الناس.
  • فيما يتعلق بالعدد، اتفق الفقهاء على أن أقل عدد من صلاة الجماعة هو اثنان، وهما “الإمام والمصلى”، وذلك بخلاف صلاة الجمعة، وصلاة العيد، وهم يتطلب أن يكون كلا الرجلين بالغين؛ الجماعة لا تصح لطفل لعدم البلوغ.
  • ويمكن صلاة الجماعة في أي مكان إذا كان نقيًا طاهرًا، سواء في المنزل أو في المسجد، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال” وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصلِ”، والصلاة في المسجد أفضل؛ لأنه يشمل الشرف والنقاء وإقامة شعائر الله، وتعدد الناس في المسجد.
  • الصلاة في المساجد التي تحتوي على عدد أكبر أفضل من المساجد التي بها القليل، ومن بين شروطها النية واتباع الإمام، لأن اتباع الإمام في الصلاة هو عمل يحتاج إلى النية، وهذه النية مطلوبة للارتباط بتكبير الإحرام، أو تسبقه.

شاهد أيضًا: حكم الدعاء بعد الصلاة المفروضة

في نهاية رحلتنا مع حكم صلاة الجماعة وفضلها، نسأل الله كرمه، والمداومة على طاعة الله وأداء الصلاة الذي هي ثاني أركان الإسلام، لما لها من فضائل وثواب جزيل، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة