مشكلة السخرية والأستهزاء بالأخرين

مشكلة السخرية والاستهزاء بالأخرين مشكلة حقيقية نقف أمامها جميعًا في هذا العصر، ونلاحظ كثرة حدوثها بين الأشخاص دون دراية منهم لعواقبها ودون فهم لآثارها السلبية، بل إن الكثير يجهل أن السخرية والاستهزاء بالآخرين من المسائل المحرمة تمامًا في ديننا الحنيف الذي يهتم كثيرًا بالإنسان ويحفظ له كرامته.

معنى السخرية ومفهوم الاستهزاء بالأخرين

إذا بحثنا حول معنى السخرية سنجدها تكمن في تقليد الآخرين بشكل متهكم وبه استهزاء.

كأن يقلد الشخص طريقة كلام الآخرين أو يسخر من بعض أفعالهم أمام الآخرين.

كما تعني السخرية والاستهزاء بالآخرين الإشارة إلى صفات الآخرين أو شكلهم بطريقة بها استهزاء وإثارة الضحك، والتهكم بشكل محرج للآخرين.

كما يمكن توضيح معنى السخرية والاستهزاء بالآخرين على أنه إشارة واضحة وصريحة إلى عيوب الآخرين.

مما يتسبب في اتخاذها مادة للضحك من خلال التقليد والإشارة والحديث عن هذه العيوب بالجهر أمام الآخرين بشكل يحمل كثير من الاستهزاء.

    •  مما يتسبب بالأذى والضرر النفسي الذي يدوم لسنوات.

كيف حرم الدين الإسلامي هذه المسألة ؟

الدين الإسلامي حافظ لكرامة الإنسان وحامي لصحته النفسية والجسدية، فدائمًا يبحث عن الأفضل من أجله.

ولذلك نجد أن الإسلام وقف أمام هذه المشكلة المتفشية بالمجتمع بكل قوة ولم يترك لها فرصة للبقاء.

وذلك من خلال تحريمه الصريح لها الذي جاء في آيات القرآن الحكيم.

حيث يقول المولى عز وجل في كتابه العظيم.:

( لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ )، فهذا تصريح واضح بنفي هذه الآفة.

كما أن الله تعالى نهى عن اللمز واستخدام الألقاب المنبوذة غير المحببة.

    • حيث أن هذا الأمر يعد بابًا من أبواب السخرية.

ووصف من يستمر في هذا الأمر بالظالم الذي بطبيعة الحال سوف ينال عقاب على أفعاله المؤذية للآخرين.

ويوضح الله تعالى من خلال آياته الكريمة أن هذا الشخص الذي قد تستهزئ به بشكل مؤذي، قد يكون أفضل منك بكثير، وأنت لا تدري بهذا الأمر لأنك في غفلة.

كما كان الرسول الكريم ينهى عن السخرية بالآخرين وتوجد مواقف عدة بالسنة النبوية موضحة.

    • لذلك الأمر منها موقف أبي ذر الذي عاير شخص آخر بوالدته.

وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أعلمه بذلك الخطأ ونهاه عن ذلك، وأوضح للمسلمين أن أمر الاستهزاء والسخرية من الأمور التي يقوم بها المنافقون.

أمثلة حياتية حول مشكلة السخرية الاستهزاء بالأخرين

خير من يوضح مشكلة السخرية والاستهزاء بالآخرين هو الأمثلة الحياتية التي نواجها في مجتمعنا.

ونجد عدم اكتراث لما قد يصيب الآخرين أو يلحق بهم من أضرار، ومن تلك الأمثلة ما يأتي:

ملاحظة طريقة كلام الآخرين والتعليق عليها بشكل ساخر، أو انتظار بعض الأخطاء في الألفاظ المنطوقة وتكرارها بهدف اضحاك الآخرين.

حيث نجد في مجتمعنا الشخص الذي لديه بعض التهتهة في الكلام أو الذي لديه بعض الحروف غير الواضحة محط للسخرية والاستهزاء من جانب البعض.

  • وصف الشخص بالقصير أو البدين أو ذو البشرة السوداء، وغير ذلك الكثير من الكلمات التي تشير إلى سخرية من شكل الآخرين.
  • الله سبحانه وتعالى خلق كل إنسان بقدرات تختلف عن الآخر، وكل شخص لديه ميزة وموهبة منحها الله له.
  • فلا يجوز وصف الشخص بأنه غبي لأنه بطئ الفهم، وغير ذلك من الصفات السيئة المعبرة عن قدرات الفرد الضعيفة وإظهارها للجميع.
  • لكل منا ذوقه الخاص في اللبس والتزين واختيار الألوان المناسبة وليس من حق أحد الاستهزاء بطريقة لبس الآخرين، والتعليق بسخرية على عدم تناسق الألوان أو قِدم الملابس.
  • البعض يسخر من فقر الآخرين وعدم قدرتهم المادية وينسى أن هذا الأمر بيد الخالق القادر على قلب الأوضاع في لمح البصر.

دوافع التجاء البعض إلى السخرية من الاخرين

من المؤكد أن كل فعل يقوم به الإنسان له أسباب ودافع، ومن الدوافع التي تجعل بعض الأشخاص يسخرون من الآخرين الآتي:

  • الضحك وهو الدافع الأكثر انتشارًا.
  • التعالي والتكبر وحب النفس.
  • أن يكون بين الساخر والشخص المسخر منه نوع من العداوة.
  • الشعور بالنقص، ومحاولة التقليل من الآخرين بغرض إخفاء هذا النقص.

بعض الآثار السلبية الناجمة عن السخرية الاستهزاء بالأخرين

السخرية من الآخرين لها العديد والعديد من الآثار السلبية على الفرد التي قد تظل ملازمة له طوال حياته ولا يستطيع أن يتخلص منها.

إذ أن السخرية قد تتسبب في عقدة من أمر ما، أو قد تحول الشخص إلى محب للانطوائية، وتجنب المواقف والمناسبات الاجتماعية.

وقد تخلق نوع من الخوف المزمن داخل الإنسان، وقد تكون سبب في تدمير مستقبل وطموح شخص ما.

سبيل التخلص من هذه الآفة المؤذية

إذا كنت من الأشخاص الدائم السخرية من الآخرين انتبه.

إذ يجب عليك التخلص السريع من هذه الآفة، ولتحقيق ذلك يمكنك أن تذكر نفسك دائمًا بالآتي:

  • أنك تضع نفسك عرضة لعقاب الله لأنك بذلك الفعل تعصيه.
  • أن تضع نفسك مكان الشخص الذي تسخر به، وسوف تجد أنك لن تقبل بهذا الفعل إطلاقًا.

كما يجب عليك أن تتعلم كيفية مراقبة أفعالك ومحاسبة نفسك على ما يصدر منها في حق الآخرين.

يمكنك في سبيل التخلص من هذه الآفة أن تعاهد نفسك أمام الله على تركها تمامًا ابتغاء رضا الله.

وتبدأ مسألة الترك هذه بالتفكير المسبق قبل نطق الكلام وإطلاق الأحكام على الآخرين.

أحبائي متابعين موقعنا الكرام مقال هكذا نكون قد وصلنا لختام موضوع اليوم مشكلة السخرية الاستهزاء بالأخرين ففضلاً وليس أمراً عمل لا تنسوا عمل شير للمقال على صفحات التواصل الاجتماعي، وارجو من الله عز وجل أن ينال الموضوع من إعجابكم ويحظى رضاكم.

مقالات ذات صلة