أقوال وأشعار نزار قباني

إن من أعظم وأهم أشعار نزار قباني، كل ما يخص المرأة والحب والغضب السياسي، فهناك العديد من القصائد والدواوين، التي تغنى بها الكثير من المطربين، من قصائده الجميلة نذكر قصيدة كلمات، وقصيدة ألا تجلسين قليلًا، اللتان يصف فيهما الحب بشكل رائع.

إذا ما بدأنا الحديث عن نزار قباني، تتخاطر لدى الكثير منا القصائد الرائعة، التي لها من الأنين والذكريات، التي تحمل المشاعر الدافئة، واللحظات الجميلة، وقد تميز أسلوبه بالعاطفة القوية سواء في الشعر أو النثر، فضلًا عن الرقة والعفوية والتغزل بالمرأة، التي ميزته عن غيره.

نزار قباني

هو شاعر وديبلوماسي وناشر، ولد في 21 مارس 1923م في مدينة دمشق، وهو من أبرز وأشهر الشعراء العرب، وأكثرهم جدلًا.

اتقن اللغة الإنجليزية، وتعلمها على أصولها، أثناء عمله سفيرًا لدولة سوريا في لندن، في الفترة ما بين 1952م وحتي 1955م، ورحل عن  عالمنا في 30 أبريل عام 1998م بلندن.

شاهد أيضًا: أجمل قصائد حب وغرام

شعر نزار قباني

هكذا بدأ كتابته للشعر في السادسة عشرة من عمره، وكان أول ديوان له هو” قالت لي السمراء ” في سنة 1944، وفي تلك الفترة كان طالبًا بكلية الحقوق، وطبع هذا الديوان على نفقته الشخصية.

تصل عدد دواوينه الشعرية إلى ما يعادل ال35 ديوانًا، قام بكتابتها على مدار 50 سنة، ومن أهم تلك الدواوين:

  • طفولة نهد.
  • قصائد.
  • سامبا.
  • الرسم بالكلمات.
  • وأنت لي.

هكذا كما أن له عدد كبير من الكتب النثرية، مثل:

  • قصتي مع الشعر.
  • 100 رسالة حب.
  • ما هو الشعر.

أقوال وأشعار نزار قباني

قصيدة قرص الأسبرين

هكذا ليس هذا وطني الكبير

لا..

ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج..

والقابع مثل نملة في أسفل الخريطة..

هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا بأنه موطننا الكبير.

لا..

ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتونًا..

ومن عشرين دكانًا..

ومن عشرين صرافًا..

هكذا وحلاقًا..

وشرطيًا..

وطبالًا.. وراقصةً..

يسمى وطني الكبير..

لا..

ليس هذا الوطن السادي..

والفاشي والشحاذ..

والنفطي والفنان..

هكذا الأمي والثوري..

والرجعي والصوفي..

والجنسي والشيطان..

والنبي والفقيه، والحكيم، والإمام

هو الذي كان لنا في سالف الأيام حديقةَ الأحلام..

لا…

هكذا ليس هذا الجسد المصلوب فوق حائط الأحزان كالمسيح

لا…

ليس هذا الوطن الممسوخ كالصرصار، والضيق كالضريح..

لا..

ليس هذا وطني الكبير

لا…

ليس هذا الأبله المعاق..

هكذا المرقع الثياب، والمجذوب، والمغلوب..

والمشغول في النحو وفي الصرف..

وفي قراءة الفنجان والتبصير..

لا…

ليس هذا وطني الكبير

لا…

هكذا ليس هذا الوطن المنكس الأعلام..

والغارق في مستنقع الكلام،

والحافي على سطح من الكبريت والقصدير

لا…

هكذا ليس هذا الرجل المنقول في سيارة الإسعاف،

والمحفوظ في ثلاجة الأموات،

والمعطل الإحساس والضمير

لا…

ليس هذا وطني الكبير

لا..

هكذا ليس هذا الرجل المقهور..

والمكسور..

والمذعور كالفأرة..

والباحث في زجاجة الكحول عن مصير

لا…

ليس هذا وطني الكبير..

يا وطني:

هكذا يا أيها الضائع في الزمان والمكان،

والباحث في منازل العربان..

عن سقف، وعن سرير لقد كبرنا..

واكتشفنا لعبةَ التزوير

هكذا فالوطن المن أجله مات صلاح الدين

يأكله الجائع في سهولة كعلبة السردين..

والوطن المن أجله قد غنت الخيول في حطين

يبلعه الإنسان في سهولة..

كقرص أسبرين.

قصيدة كلمات

هكذا يسمعني.. حـين يراقصني

كلمات ليست كالكلمات

يأخذني من تحـت ذراعي

يزرعني في إحدى الغيمات

والمطـر الأسـود في عيني

هكذا يتساقـط زخات.. زخات

يحملـني معـه.. يحملـني

لمسـاءٍ وردي الشـرفـات

وأنا.. كالطفلـة في يـده

كالريشة تحملها النسمـات

يحمـل لي سبعـةَ أقمـار

هكذا بيديـه وحزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسًـا..

يهـديني صيفًا..

وقطيـع سنو نوات

يخـبرني.. أني تحفتـه

وأساوي آلاف النجمات

و بأنـي كنـز… وبأني

أجمل ما شاهد من لوحات

يروي أشيـاء تدوخـني

هكذا تنسيني المرقص والخطوات

كلمات تقلـب تاريخي

تجعلني امرأةً في لحظـات

يبني لي قصـرًا من وهـم

لا أسكن فيه سوى لحظات

وأعود..

أعودُ لطـاولـتي

لا شيءَ معي..

إلا كلمات.

شاهد أيضًا: اشعار حب وغزل قصيرة قوية

حب استثنائي.. لامرأة استثنائية

أكثر ما يعذبني في حبك..

أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر..

وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس..

أنها بقيت خمسًا.. لا أكثر..

إن امرأةً استثنائيةً مثلك

تحتاج إلى أحاسيس استثنائية..

وأشواق استثنائية..

ودموع استثنائية..

وديانة رابعه..

لها تعاليمها ، وطقوسها، وجنتها، ونارها.

إن امرأةً استثنائيةً مثلك..

تحتاج إلى كتب تكتب لها وحدها..

وحزن خاص بها وحدها..

وموت خاص بها وحدها

وزمن بملايين الغرف..

تسكن فيه وحدها..

لكنني وأسفاه..

لا أستطيع أن أعجن الثواني

هكذا على شكل خواتم أضعها في أصابعك

هكذا فالسنة محكومة بشهورها

والشهور محكومة بأسابيعها

والأسابيع محكومة بأيامها

وأيامي محكومة بتعاقب الليل والنهار

في عينيك البنفسجتين…

رسالة حب صغيرة

حبيبتي ، لدي شيء كثير

أقوله ، لدي شيء كثير

هكذا من أين ؟ يا غاليتي أبتدي

و كل ما فيك.. أمير.. أمير

يا أنت يا جاعلةً أحرفي

هكذا مما بها شرانقًا للحرير

هذي أغاني وهذا أن

هكذا يضمنا هذا الكتاب الصغير

غدًا .. إذا قلبت أوراقه

واشتاق مصباح وغنى سرير

واخضوضرت من شوقها، أحرف

هكذا وأوشكت فواصل أن تطير

فلا تقولي : يا لهذا الفتى

أخبر عني المنحنى والغدير

واللوز .. والتوليب حتى أنا

تسير بي الدنيا إذا ما أسير

هكذا وقال ما قال فلا نجمة

إلا عليها من عبيري عبير

هكذا غدًا.. يراني الناس في شعره

فمًا نبيذيًا، و شعرًا قصير

دعي حكايات الناس.. لن تصبحي

هكذا كبيرةً .. إلا بحبي الكبير

ماذا تصير الأرض لو لم نكن

لو لم تكن عيناك… ماذا تصير؟

أبي من قصائده عن الأب

أمات أَبوك؟

ضلال! أنا لا يموت أبي.

ففي البيت منه

روائح رب.. وذكرى نبي

هكذا هنا ركنه.. تلك أشياؤه

تفتق عن ألف غصن صبي

جريدته. تبغه. متكاه

هكذا كأن أبي  بعد  لم يذهب

وصحن الرماد.. وفنجانه

على حاله.. بعد لم يشرب

ونظارتاه.. أيسلو الزجاج

عيونًا أشف من المغرب؟

بقاياه، في الحجرات الفساح

بقايا النسور على الملعب

هكذا أجول الزوايا عليه، فحيث

هكذا أمر .. أمر على معشب

أشد يديه.. أميل عليه

أُصلي على صدره المتعب

أبي.. لم يزل بيننا، والحديث

هكذا حديث الكؤوس على المشرب

يسامرنا.. فالدوالي الحبالى

هكذا توالد من ثغره الطيب..

أبي خبرًا كان من جنة

ومعنى من الأرحب الأرحب..

وعينًا أبي.. ملجأ للنجوم

هكذا فهل يذكر الشرق عيني أبي؟

بذاكرة الصيف من والدي

كروم، وذاكرة الكوكب..

إقرأيني

هكذا إقرأيني.. كلما فتشت في الصحراء عن قطرة ماء

إقرأيني.. كلما سدوا على العشاق أبواب الرجاء

هكذا أنا لا أكتب حزن امرأةٍ واحدةٍ

إنني أكتب تاريخ النساء…

ليس عندي في الحب .. حبٌ أخير

هكذا في البدء كان البحر، والبر هو استثناء

وفي البدء كان النهد، والسفح هو استثناء

هكذا في البدء كنت أنت.. ثم كانت النساء

كل أنثى أحب .. أول أنثى..

ليس عندي في الحب .. حبٌ أخير

حب تحت الصفر

أحبك.. كنت أحبك حتى التناثر.. وحتى التبعثر..

هكذا حتى التبخر.. حتى اقتحام الكواكب، حتى

ارتكاب القصيدة، أحبك.. كنت قديمًا أحبك..

لكن عينيك لا تأتيان بأي كلام جديد

أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

هكذا يا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،

لكن فصل الجنون انتهى من زمان بعيد.

لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد

هكذا أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

هكذا يا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،

لكن فصل الجنون انتهى من زمان بعيد.

شاهد أيضًا: أبيات شعر عن الحب نزار قباني

هكذا وفي النهاية لا نجد ما يقال، فهذه الكلمات والأشعار، هزت النفوس، وحركت المشاعر، فهي كلمات جياشة، كتبت بنسيم من الروح.

مقالات ذات صلة