منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال
منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال، يُعد منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال أكثر مناهج التعليم شهرة في العالم أجمع، وذلك لما يتمتع به منهج مونتيسوري من السهولة والبساطة، ويعتبر منهج مونتيسوري مناسبًا للطفل من الولادة حتى المراهقة.
من هي ماريا مونتيسوري؟
هي مؤسسة منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال، وهي في الأساس معلمة إيطالية الأصل ذاع صيتها في العالم أجمع، تميزت ماريا بشخصيتها القوية وحبها للأطفال، واهتمامها بالأطفال المعاقين عقليًا.
وقد تبنت مونتيسوري فكرة أن يتعلم الطفل وفق طبيعته وميوله من خلال أنشطة تساعد على تطويره في الجوانب الحركية والفكرية والروحية، على أن يتم إعداد هذه الأنشطة وفق معايير دقيقة.
وقد أسست مونتيسوري مدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات العقلية الخاصة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، وساهمت في اكتشاف العديد من الأخطاء في طرق تعليم الأطفال المعاقين والأسوياء.
وقد رُشحت مونتيسوري للحصول على جائزة نوبل في السلام لثلاث مرات، وتوفت في مدينة هولندا عام 1952م تاركة وراءها إرثًا عظيمًا في تعليم وتربية الأطفال.
كما أقدم لك: مقدمة اذاعة مدرسية عن العلم والمعلم كاملة
أهم سمات منهج مونتيسوري التعليمي
يتميز منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال ببعض السمات التي تميزه عن غيره من المناهج التعليمية الأخرى، وأهم هذه السمات هي:
- اعتماد المنهج التعليمي مونتيسوري على الموازنة بين العلم والعقل في وضع أسسه.
- جاء منهج مونتيسوري حريصًا على أن يتعلم الطفل دون تقييد حريته الحركية واختياراته، كما جاء غير معتمدًا على المحاكاة والتقليد.
- يتم التحكم فيما يعرض على الطفل لتعلمه من خلال إعداد بيئة خاصة للتعلم وفق معايير دقيقة.
- يقتصر دور المعلم في العملية التعليمية على توجيه الطفل فقط دون أن يتدخل.
- يعتمد المنهج على مجموعة من الأدوات والوسائل التعليمية التي تسمح للطفل باستخدام حواسه في تحقيق المعرفة.
- تشجيع الطفل باستمرار، واعطاؤه ما يلزم من المعلومات لمواصلة التعلم.
- لابد من معاملة الطفل باحترام واستخدام عبارات الاعتذار والشكر عند اللزوم، فلا بد من معاملة الطفل كما لو كان كبيرًا لتعزيز ثقته بنفسه.
- احترام الفروق الفردية بين الأطفال في قدراتهم وإمكانياتهم.
- تشجيع الطفل على أن يكون له دور في المهام المنزلية يناسب عمره، وتعويده على تحمل مسؤولياته.
- لا داعي للاستعجال والقلق فالطفل سوف يتعلم كل شيء في وقته.
كم عدد فصول مونتيسوري؟
إن إعداد فصول مونتيسوري له 6 أسس يقوم عليها، وهي:
- الحرية الهيكلية.
- الواقعية.
- الجمال.
- النظام.
- حياة المجتمع.
- الجو العام.
وعلى ذلك ففصول مونتيسوري بسيطة جدًا، يلزم فيها أن تكون محتوياتها مناسبة لفئة الطفل العمرية، ففصول مونتيسوري ليس بها كتاب ولا سبورة وإنما نشاطات يمارسها الطفل بحرية تحت إشراف معلمه.
ويعتمد منهج مونتيسوري على عمر الطفل العقلي وليس العمر الحقيقي، ولذلك يبدأ في تعليم الطفل منذ الثالثة القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم بجرعات مناسبة لعمره العقلي وقدرته الاستيعابية.
وقد كان النجاح الباهر الذي حققه منهج مونتيسوري ولايزال حتى الآن راجعًا إلى اهتمامه بمساعدة الطفل أن ينمو بشكل طبيعي من الناحية البيولوجية، وأن يستطيع الطفل أن يتكيف مع البيئة والمجتمع المحيط به عن طريق تدريب حواسه.
لماذا منهج مونتيسوري أفضل من المناهج الأخرى؟
يتميز منهج مونتيسوري التعليمي عن المناهج التعليمية الأخرى الموجهة للأطفال بعدة مزايا نوجزها فيما يلي:
- يقوم المعلم بالتدريس في نظام مونتيسوري بصورة فردية وليست جماعية.
- لا يجبر الطفل على المشاركة في أعمال دون استعداده، فالمحرك الأساسي للعملية التعليمية وفق هذا المنهج هو رغبة الطفل في تعلم كل نشاط من أنشطة المنهج التي تعرض عليه.
- يتم التعليم وفق منهج مونتيسوري عن طريق الأداء والتجربة وليس عن طريق التذكر أو الإنصات، ويتم ذلك من خلال أدوات يستخدمها الطفل.
- يعتمد منهج مونتيسوري على حرية الطفل في اختيار الأنشطة التي يقوم بها وفق اهتماماته وميوله، ودون أن يفرض عليه وقت معين للنشاط.
- منهج مونتيسوري يتميز بأنه منهج شامل يعين الطفل على تطوير قدراته العقلية، واستخدام حواسه في التعلم والملاحظة والاستنتاج، وتحكمه في الحركة وسيطرته عليها.
- كما يعزز المنهج وعي الطفل وعزيمته، وقدرته على التمييز بين الصواب والخطأ، وينمي قدرته على التفكير، وإمكانية السيطرة على عاطفته.
- ويدعم المنهج قدرة الطفل على اكتساب اللغة وتطورها، والحصول على أصدقاء والتعامل معهم.
ولا يفوتك التعرف على: كيف اعلم طفلي القراءة .. أهم النصائح لتعليم الطفل القراءة السريعة ؟
مراحل النمو وفق منهج مونتيسوري
وقد قسمت ماريا مونتيسوري منهجها التعليمي للأطفال إلى 4 مراحل رئيسية، تبدأ هذه المراحل من الولادة، وتنتهي في عمر 24 عام، وقد وضعت رؤية خاصة لكل مرحلة من هذه المراحل من حيث خصائص المرحلة، والأنشطة اللازمة لها، وطرق التعلم التي تناسبها.
1-المرحلة الأولى من الولادة حتى 6 سنوات
اهتمت مونتيسوري على هذه المرحلة تحديدًا باعتبارها المرحلة التي يتكيف فيها الطفل مع بيئته، وقد قسمت مونتيسوري هذه المرحلة إلى 3 فترات هي:
- مرحلة الاستيعاب العقلي: حيث تؤثر البيئة في الطفل وتشكل تعلمه المستقبلي.
- الفترة الحساسة: ويكرر فيها الطفل الأنشطة حتى يصل إلى مرحلة الاتقان.
- فترة اكتمال الوعي: يقوم الطفل فيها بتطبيق ما اكتسبه من مهارات ومعارف بوعي كامل.
ولذلك تظن مونتيسوري أن مشاكل الطفل تنتج عن أخطاء الكبار في التعامل معه في هذه المرحلة العمرية، ويميل الأطفال في هذه المرحلة -بحسب مونتيسوري- إلى الاكتشاف وتطوير القدرات الجسدية وكذلك النفسية.
وترى مونتيسوري أن الأنشطة التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة هي الأنشطة الموجهة لتطوير مهارات النظام واللغة والتواصل الاجتماعي وتقوية الحواس وتحديد أهداف صغيرة والعمل على تحقيقها.
2-المرحلة الثانية من سن 6 حتى 12 سنة
وهي الفترة التي تطرأ فيها تغيرات جسدية ونفسية عديدة على الأطفال، ولذلك فقد طورت فصول هذه المرحلة ومنهجها وأنشطتها لتناسب تلك التغيرات.
وتتميز هذه المرحلة من عمر الطفل بميل الطفل للانتماء إلى مجموعات والعمل من خلالها، وتطور قيمه الأخلاقية وخياله وقدرته على الإبداع، واستقلاله فكريًا.
3-المرحلة الثالثة من سن 12 إلى 18 سنة
وهذه الفترة هي فترة المراهقة والتي تتميز بالعديد من التغيرات الجسمية المتعلقة بمرحلة البلوغ، ويتبع هذه التغيرات الجسمية تغيرات نفسية، ولذلك حاولت مونتيسوري مراعاة خصوصية هذه المرحلة في منهجها.
وتتسم هذه المرحلة في حياة الطفل بضعف التركيز، والقلق و الاعتزاز الزائد بالنفس والحساسية المفرطة، وعدم الاستقرار، ويبدأ الطفل في هذه المرحلة ببناء ذاته وتحديد ملامح شخصيته.
4-المرحلة الرابعة من سن 18 إلى 24 سنة
وهذه المرحلة في الأساس هي مرحلة نضج الشخصية، ولذلك وضعت مونتيسوري لهذه المرحلة منهج يهدف إلى تنمية الذات لأشخاص تربوا على منهج مونتيسوري وفلسفته منذ الصغر.
مفهوم مونتيسوري للنظام والانضباط
كانت رؤية مونتيسوري للأطفال الذين يبدوا عليهم إمارات عدم الانضباط إنهم في الأصل منضبطون إلا أنهم يتصرفون على عكس طبيعتهم لأنهم محبطون بسبب ضعف الدافع ونقص التحفيز، أو لأنهم متواجدون في بيئة تعلم غير مناسبة.
وقد وضعت مونتيسوري منهجًا يهدف لتطوير خاصية الانضباط لدى الأطفال، وتعليم الطفل السيطرة على رغباته بعيدًا عن فكرة الثواب والعقاب.
كما يمكنك قراءة المزيد عن: أين تأسست أول دار حضانة في العالم
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نعترف بأن منهج مونتيسوري التعليمي للأطفال هو منهج يتسم بالمرونة والبساطة بالدرجة التي تسمح له باستيعاب الطفل وتنمية مهاراته وفقًا لعمره وقدراته وميوله وسرعته في التعلم.