تعديل السلوك العدواني عند الأطفال

قد تلاحظ الأم على طفلها اتباعه للسلوك العدواني السلبي تجاهها هي ومن معها في المنزل، وقد تنزعج كثيرًا بسبب ذلك، ولهذا سوف نتعرف في هذا الموضوع على طريقة تعديل السلوك العدواني عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل العدواني.

السلوك العدواني

السلوك العدواني هو أسلوب متعمد وخفي للطفل ليعبر به عن مشاعره الغاضبة، ويمكن أن يتبع الطفل هذا السلوك السلبي قبل مرحلة الالتحاق بالمدرسة.

وذلك لأنه يشعر بأن الدخول في نوبة الغضب تؤثر بشكل سريع على من حوله، لتحقيق ما يريده أكثر من حالة الهدوء والسكينة.

السلوك العدواني عند الأطفال قد يكون سلوكًا طبيعيًا عابرًا، ولكن في حالة عدم تعديل هذا السلوك.

قد يُصبح عادة يتبعها الطفل لتحقيق رغباته في جميع الأوقات وفي أبسط الاحتياجات، حتى وان كان يريد الطعام أو الشراب.

شاهد أيضًا: العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه pdf

أشكال السلوك العدواني عند الأطفال

تتعدد أشكال السلوك العدواني عند الأطفال ومن أبرز ما يصدر عنهم ما يلي:

  • العناد وعدم تنفيذ الأوامر بسهولة.
  • التحدث في السر أو ما يُعرف بالبرطمة.
  • الانسحاب بشكل عنيف.
  • تعمد فعل الخطأ.

تعديل السلوك العدواني عند الأطفال

من الممكن علاج السلوك العدواني عند الأطفال، ويفضل تعديل السلوك في الصغير قبل الكبير.

وفي السطور التالية خطوات تعديل السلوك العدواني عند الأطفال:

  • الحرمان المؤقت

من أفضل طرق التعامل مع الطفل العدواني هو حرمانه من أفضل الأشياء التي يفضلها، لأن ذلك يذكره بأهمية التعامل بالسلوك الإيجابي مع الآخرين.

ومن أمثلة ذلك منعه من اللعب باللعبة التي يفضلها، أو وقف نشاط مفضل لديه مدة يوم كامل، أو حرمانه من مشاهدة التلفاز والبرامج الكارتونية.

أو حرمانه من اللعب بالهاتف المحمول الذكي، أو حرمانه من الذهاب لصديقه الذي يفضل الذهاب إليه باستمرار.

  • العقوبة الطبيعية

العقوبة الطبيعية هو رد الفعل للسلوك العدواني الصادر من الطفل وهو من أفضل تعديل السلوك العدواني عند الأطفال.

ومن الممكن أن يكتفي الوالدين بهذه الطريقة في مواجهة السلوك السلبي للطفل.

فعندما تتلف إحدى ممتلكات الطفل، سوف يكون جزاءه هو عدم استخدامه لها مرة أخرى.

وإذا قام الطفل بإلقاء جواله وتسبب في إتلافه فإن العقوبة الطبيعية لهذا الفعل هو أنه لا يعد لديه هاتف محمول أخر.

فهذه الطريقة من الطرق الفعالة والمؤثرة في سلوكيات الأطفال.

  • اكتساب مهارات جديدة

إذا لاحظت على طفلك بعض المظاهر التي تدل على سلوكياته العدوانية، فإن ذلك يدل على قلة المهارات والأنشطة لديه.

فالمهارات تساعد على ضبط السلوكيات جيدًا، ولذلك يجب أن يهتم الوالدين بتعليم أطفالهم مهارة جديدة حتى تساهم في ضبط سلوكياته.

وتتعدد المهارات التي يمكن تعليمها للطفل فهناك مهارات تخص الشأن الاجتماعي، وأخرى لحل المشاكل، ومهارات لحل الخلافات، وغيرها.

حيث تعمل المهارة التي يكتسبها الطفل على مساعدته، لرؤية سلوكيات أخرى إيجابية، للتعامل مع الأمور الحياتية والتخلي عن السلوكيات العدوانية.

  • تعزيز السلوك الإيجابي

يجب أن يركز الوالدين على تعزيز سلوك الطفل الإيجابي في محاولة، لتغيير السلوكيات الخاطئة لديه مثل السلوكيات العدوانية.

ويتم ذلك عن طريق تعليمه سلوك أخر يساعده على تبديل سلوك العنف بدلًا من أمره بالتوقف عن السلوك العدواني عندما يشعر بحالة من الغضب.

ويجب أن يُطلب منه التحدث بهدوء بدلًا من التسبب في أضرار للأخرين.

  • المديح والثناء

في حالة ملاحظة الوالدين صدور احدى السلوكيات الإيجابية من الطفل، فإنه يجب عليهم مدحه على هذا السلوك.

وذلك من ضمن أساليب علاج السلوك العدواني الذي يتبعه، ويتم ذلك بواسطة البوح بعبارات المدح المختلفة.

والإصرار على تفهيمه بأنه أصبح ناضجًا وواعيًا بسبب اتباعه لهذا السلوك الإيجابي، وابتعاده عن السلوك العدواني المتمثل في العنف وإلحاق الضرر بالآخرين.

وبالجدير ذكره أن هذه الطريقة من أفضل طرق تعديل السلوك العدواني عند الأطفال، لأنها تعمل على تعزيز السلوكيات الجيدة وتدفع الأطفال للمحافظة عليها.

  • إخراج الأطفال من المواقف العدوانية

يستلزم الأمر أحيانًا إلى إخراج الطفل من المواقف العدوانية التي يرتكبونها، حتى يهدئ ويضبط عاطفته.

فعلى سبيل المثال إذا كان الأب وطفله في إحدى المتاجر، وانتابه الغضب الشديد، وبدأ يلقي ما في يده بسبب رفض والده شراء ما يحتاجه.

فيمكن للوالد أن يخبره بأنه بهذا الفعل يتسبب في حدوث فعل فوضوي، وأن ما يحتاجه لا يستطيع شراءه في هذا الوقت، وأنه سوف يضطر إلى مغادرة المكان في حالة عدم ضبط سلوكه.

وفي حالة عدم استجابة الطفل لهذا التحذير يجب المغادرة فعلًا، حتى يعلم أن التحذيرات، التي يخبرها بها الوالد أو الولادة يتم تنفيذها في الحال في حالة عدم ضبط النفس.

تابع أيضًا: تعريف تعديل السلوك الإنساني

نصائح للتعامل مع الطفل العدواني

يجب اتباع النصائح التالية التي سوف تساعد الوالدين على التعامل مع الطفل العدواني:

  • بناء علاقات إيجابية

تشير الدراسات بأن الوالدين دائمًا ما يركزون على سلوك الطفل السلبي، وعلى طرق عقابه ونقده في حالة صدور هذه السلوكيات العدوانية، وذلك يعمل على جعل علاقة الطفل بوالديه سلبية.

فاقترحت الدراسات أن يتم التركيز على السلوك الإيجابي، وتعزيزه لدى الطفل بتعليمه أي مهارة اجتماعية مرغوبة.

فذلك أفضل من التركيز على الأخطاء فقط والتهديد والوعيد والحرمان.

  • تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الطفل الذي يستخدم احدى الأجهزة الإلكترونية، لساعات طويلة تكون سلوكياته عدوانية أكثر من الطفل، الذي يستخدم هذه الأجهزة بشكل محدود.

ولم يتم تحديد عدد الساعات التي إذا وصل إليها الطفل في استخدامه لهذه الأجهزة سوف تؤثر على سلوكياته.

فيمكن للأم أن تقوم بحساب عدد ساعات الطفل التي يقضيها، في استخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة كالهاتف المحمول، والتلفزيون، والأجهزة اللوحية.

ثم متابعة سلوكه السلبي وعلاقته باستخدام هذه الأجهزة، ومن المُفضل تشجيع الوالدين أطفالهم على اللعب مع بعضهم البعض أو مع أصدقائهم.

حيث يحتاج الطفل الذي لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام إلى ما لا يقل عن 3 ساعات من الأنشطة الجسدية كل يوم.

  • التواصل مع الإدارة المدرسية

في حالة ملاحظة السلوك العدواني على الطفل في سن المدرسة، يجب أن يتواصل ولي أمره مع الإدارة المدرسية، وأيضًا المدرسين لتحديد أسباب سلوكه العدواني.

فمن الممكن حدوث هذا السلوك بسبب تعرضه للتنمر من أحد أصدقاءه، أو بسبب حدوث مشكلة تعليمية معينة في المدرسة.

حتى يتم تعديل السلوك العدواني الخاص بالطفل يجب أولًا حل مشكلته الرئيسية التي تسببت في ذلك.

  • الاستعانة بأخصائي تعديل السلوك

في حالة عدم تمكن الوالدين من معرفة السبب الحقيقي وراء سلوك طفلهم العدواني، فضلًا عن عدم تمكنهم من معالجة هذا السلوك السلبي.

فيجب الاستعانة بأخصائي تعديل السلوك للأطفال، حيث أنه لديه القدرة على معرفة أسباب هذا السلوك العدواني من الطفل، بمجرد سرد الأحداث التي تمر بين الوالدين وطفلهم.

كما سوف يقوم بإرشاد الأب والأم بالسلوكيات والممارسات الإيجابية التي من شأنها تحد من سلوكيات الطفل العدوانية.

كما أنه سوف يطرح عليهم أهم الأنشطة والمهارات التي يجب تعليمها للطفل في منزله.

حتى يستطيع ضبط سلوكياته وتبديلها بالسلوكيات الإيجابية.

اخترنا لكي: السلوك الإنساني والدوافع الإنسانية

وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على طرق تعديل السلوك العدواني عند الأطفال، وقمنا بتوضيح بعض النصائح للتعامل مع الطفل صاحب السلوك السلبي، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة