الحياء في الاسلام وخصائصها

يعتبر الحياء هو من الأخلاق النبيلة التي يجب أن يتمتع بها المؤمن، فهو يتقدم على الأخلاق، كما أنه يعد من جزأ لا يتجزأ عن الشعب الإيمانية، فهو يدل على مدى قوة إيمان صاحبه، ويعد بمثابة الحائط التي تمنع من فعل المحرمات وترك المنكرات؛ فهو يقود المسلم إلى الهدى والخير.

الحياء في الإسلام

  • تملك الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحياء في حديث له وقال: “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”،[٥] وقال في حديث آخر أن: “الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”.
  • وأينما وصف الشخص بصفة الحياء، فإن هذا دليل واضح على حسن سيرته، وتأدبه وسيره على قواعد الدين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن: “الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ”.
  • فكان ديننا الإسلام قد دعا إلى ضرورة التحلي بالحياء، وأوضح الرسول أن أهم ما يتمتع به الإسلام من الفضائل هو الحياء، وقال “”إنّ لكلّ دين خلقًا، وخلقُ الإسلامِ الحياء”.
  • وإذ اتخذ الفرد من الحياء صفة له يتمتع بها، منع من اقتراف أي منكر وأي شيء قبيح، ومشى إلى كل ما هو جيد وحسن.
  • ولكن إذا ضعف الحياء عن الفرد، وهجر هذه الصفة منه فيحل محله في هذا الوقت صفة الوقاحة والسفاهة، وسوف يسير في طريق مليء بالفواحش والرذائل، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا لم تَستحِ، فاصنَعْ ماشِئتَ”.
  • فإذا تحلى أي فرد بصفة الحياء؛ فهي منة من الله تعالى على عباده، لأنه يجعل هناك مانع بين العيد وبين فعل المنكرات.
  • وقد نقل عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قوله: “إنّي لأغتسل في البيت المظلم فأنطوي حياء من الله عز وجل”.

شاهد أيضًا: عبارات عن الحياء والعفة، كلمات مميزة

ثمرات الحياء

يمتلك الحياء مجموعة من الفضائل والثمرات التي ترجع على صاحبها، وهي كالتالي:

  • من استحى وخاف من الله تعالى، فالله عز وجل سوف يستره في حياته وفي مماته، وسوف يجنبه من أي شر.
  • الابتعاد عن المعصية والقرب من الله عز وجل من خلال فعل الطاعات والعبادات المختلفة.
  • الحياء يعد صفة من صفات المؤمنين المتقين، الذي يساعد يجعل الشخص يتمتع بصفة العفة والوفاء.
  • الشخص الذي يتحلى بالحياء يقبل على فعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات وتركها، وهذا لهه أجر وفضل عليه عظيم.
  • لا يقوم بأذية غيره ولا يقدم للآخرين سوى الخير.
  • ينال الفرد محبة ورضا الله عليه، كما أنه سوف يتحلى بالتواضع والسكينة.
  • يصبح الإنسان غارق في نعم الله عز وج، كما أنه سوف يستشعر علو وشرف وقيمة النفس.
  • يساعد على حماية العرض والشرف، ونشر التسامح بين الناس.
  • يكون بمثابة الصرح المحصن من الوقوع في المعاصي.

أنواع الحياء:

تم تقسيم الحياء إلى عدة أنواع، وهما كالتالي:

  • الحياء والخوف من الله عز وجل.
  • والحياء من الملائكة.
  • الحياء من الآخرين.
  • الحياة من الذات.

“أولاً”: الحياء والخوف من الله تعالى:

  • عندما يقتنع العبد بأن الله يراه، ويطلع عليه في كل عمل وفعل يقترفه.
  • ويدرك أن الله معه ومطلع عليه في جميع الأوقات، ويشعر باستحياء بأن الله يراه وهو مقصر في فريضة أو ارتكب خطأ.
  • فقال الله تعالى في كتابه العزيز ” {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق:14]. وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}
  • ولم تغفل السنة عن ذكر الحياء؛ حينما قالت أن الله مطلع عليهم ورقيب على أفعالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «استحيوا من الله حق الحياء».
    • فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي. قال: «ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» (صحيح الترمذي).

“ثانياً” الحياء من الملائكة:

  • قال الله عز وجل في كتابه العزيز {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:10- 12].
  • وقال عدد من الصحابة ” إن معكم من لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم”.
  • قال ابن القيم رحمه الله:[أي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم.
    • والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنوآدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟!”.
  • وكان أحدهم إذا خلا يقول: أهلاً بملائكة ربي.. لا أعدمكم اليوم خيرًا، خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.

شاهد أيضًا: الفرق بين الحياء والخجل في علم النفس

“ثالثاُ”: الحياء من الناس:

  • فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال: “لا خير فيمن لا يستحي من الناس”.
  • وقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال: «ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت»

“رابعاً”: الاستحياء من الذات:

  • على الإنسان أن يعف نفسه بأن يتحلى بالسيرة الحسنة، والتحلي بالعفة.
  • فعليه أن يحفظ الخلوات، فإذا كبرت الذات في نظر العبد.
    • فسوف يستحي أن يقوم بفعل الفواحش أمام نفسه أكثر من الناس.

قصة عن الحياء في الإسلام

  1. قصة سيدنا موسى والفتاتين:

  • عندما وجد سيدنا موسى امرأتين يرعين الغنم نيابة عن والدهما.
    • وكانا يسقيان الغنم، ولكنهم كانوا عاجزين بسبب تزاحم الرجال في المكان.
  • وبعد ذلك توجه إليهم وسألهم عن أمرهم، فكانت الإجابة هي حيائهم من الرجال.
    • فالمرأة التي تتصف بالحياء والعفاف؛ هي من تستحي المكان المزدحم بالرجال.
    • فسارع سيدنا موسى، ليسقي الغنم لهم.
  • فقال الله تعالى في كتابه العزيز فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ” ( القصص: 25 – 26 ).
  • فذهبت تنادي سيدنا موسى حتى يرد دعوة أبيها، فاستجاب وطلب منها أن تمشي خلفه.
    • وإن أخطأ في الطريق تخبره بحجر مثلاُ بأنه على خطاً وتخبر بالطريق الصحيح.
  1. حياء من الضيوف:

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بالحياء، عندما دعا أصحابه إلى الطعام في بيته.
    • احتفالاً بالعرس، وبعد ذلك ظلوا متواجدين لفترة طويلة.
  • فاستحى النبي أن يطلب منهم أن يغادروا المنزل، فراح يزور زوجاتهن، حتى يطمئن عليهم.
    • وبهد ذلك تيقنوا أنه يجب عليهم الانصراف.
  • فجاء قول الله تعالى “” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ” ( الأحزاب: 53 ) .

شاهد أيضًا: حوار بين شخصين عن الحياء

وبهذا يجب علينا أن نتحلى بصفة الحياء، لأنها من الصفات المحمودة والمطلوبة.

فهي من الصفات التي كان يتحلى بها الأنبياء، وعلى كل المسلمين أن يتبعوا هذه السنة المذكورة في الكتب والأحاديث النبوية، لأنها تمنع الناس عن اقتراف المنكرات.