وسائل التكافل الاجتماعي في الإسلام

يُعرف التكافل الاجتماعي بالتزام جميع أفراد المجتمع بمساعدة الأشخاص المحتاجين، حيث يعتبر التكافل الاجتماعي ركن من الأركان التي يعتمد عليها بنية المجتمع الإسلامي، لأن دين الإسلام يرى المجتمع كأنه هيكل إنساني متكامل.

ويرى أنه يجب على الفرد أن يعيش حياة تتماشى مع أدميته وتليق بكرامته وحقوقه، ولسوف نوضح في المقال التالي وسائل التكافل الاجتماعي في الإسلام وبعض صوره، تابعوا معنا.

أنواع التكافل الاجتماعي في الإسلام

ينقسم التكافل الاجتماعي إلى قسمين أو نوعين وهما:

  • تكافل معنوي: والذي يعني الإحساس النفسي بباقي أفراد المجتمع الإسلامي، بحيث يشعر بألمهم وأفراحهم وألا يكره لهم الخير.
  • تكافل مادي: وهو عبارة عن مساعدة المحتاجين عن طريق المال والجهد والوقت حتى يحصلوا على حياة أفضل وظروف أحسن.

ويعتمد كلا النوعين على الإيمان بالله وهو ما يجعله يستمر لأن الإيمان بالله هو السبب الحقيقي في استمرار التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

فالمؤمن يقوم بهذا العمل كرمًا منه وحبًا في الله سبحانه وتعالى وهو على يقين تام أن ما يفعله سوف يعود عليه بالخير، مثل قوله تعالى:” وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون”.

فقد اهتم الإسلام دائمًا بالفقراء والمحتاجين فهم لهم الحق أن يحيوا حياه كريمة، حتى إن كان ضعفهم وقلة حيلتهم يمنعهم من تلك الحياة إلا أن الله سخر لهم أفرادًا من المجتمع المسلم ليساعدهم ويأخذ بيدهم ويعينهم في حياتهم الأليمة.

شاهد أيضًا: أبرز ما قيل عن المبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية

صور التكافل الاجتماعي في الإسلام

تختلف صور التكافل الاجتماعي في الإسلام تبعًا لما قسمه العلماء، من أبرزها:

  • التكافل الخلُقي: والذي يعني تعاون جميع أفراد المجتمع الإسلامي ينهون عن الفحشاء والمنكر ويأمرون بالمعروف.
    • مثل قوله تعالى:” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهمون عن المنكر”، فالإسلام يعتبر أي شخص مسئول سواء كان في عمله أو في بيته أو في أي مكان آخر هو شخص مسئول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    • بالإضافة إلى أن كل مجتمع مسؤول بدوره عن حماية الأفراد والخوف على دمائهم وأموالهم حتى يستمر الحب والإخاء والأمن بين جميع أفراد المجتمع.
  • التكافل الذاتي: والذي يعني بدوره اهتمام المرء بذاته وحفاظه عليها من خلال الإيمان بالله وأن يعمل عملًا صالحًا، مثل قوله تعالى:” قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها”.
  • التكافل الأسري: وهو عبارة عن اهتمام المرء بأهله وعشيرته وأبنائه وزوجته، فقد قال النسائي عن طارق المحاربي:” قدمت المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول:” يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول: أمك أباك، فأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك”.

وسائل التكافل الاجتماعي في الإسلام

لقد أوضح لنا ديننا الإسلامي الكثير من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي من أجل زيادة المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع ولنشر المودة والرحمة بيننا، وتتمثل تلك الوسائل في الآتي:

فريضة الزكاة

تعتبر فريضة الزكاة واحدة من أكثر الوسائل أهمية فهي ثالث ركن من أركان الإسلام فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:” بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”، وتتضمن الزكاة القادرين من أفراد المجتمع الإسلامي.

بالإضافة إلى أن الزكاة تشكل حوالي 2.5% من الثروة العامة، فإذا تم توزيعها بطريقة جيدة فمن الممكن أن تساعد في حل العديد من المشاكل الاجتماعية التي تنتج من الفقر.

كما أن الزكاة لها الكثير من التأثير المعنوي فهي تنهي عن الفحشاء والمنكر التي تنتج من انقسام أفراد المجتمع إلى فقراء وأغنياء.

ومن أمثلة العصور التي طبقت فرض الزكاة هي العصور الإسلامية فقد نجحت الزكاة في حل الكثير من المشكلات.

كما أنها حاربت الفقر وأحب المسلمين العطاء وبذل المال رغبةً في إرضاء المولى عز وجل.

الكفارات

يتم فرض الكفارة في حالة وقوع المسلمين في أي مخالفة دينية عن طريق ترك واجبات مفروضة عليه، ومن أمثلة الكفارة:

  • كفارة اليمين لقوله سبحانه وتعالى:” لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان.
    • فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد.
    • فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تشكرون”.
  • كفارة الظهار.
  • وكفارة عدم الصوم في رمضان بسبب مرض ما أو الكبر في السن، لقوله تعالى.
    • فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”.
  • كفارة قتل الصيد في الإحرام.

شاهد أيضًا: خاتمة بحث عن الخدمة الاجتماعية بالمراجع

صدقة الفطر

تعتبر صدقة الفطر مفروضة على كل المسلمين، كما أنها مفروضة على من هم في نفقته مثل زوجته أو أولاده أو والديه.

فقد قال ابن عمر رضى الله عنه:” فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر.

أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين”.

إسعاف المحتاج

إن علم المسلم أن أخاه المسلم جائع أو محتاج لمساعدة فعليه أن يساعده إذا كان في مقدرته ذلك.

فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به” رواه الطبراني في الكبير.

النذور

وهي واحدة من وسائل التكافل الاجتماعي التي يقوم فيها المؤمن بنذر قدر من المال من أجل مساعدة مسلم آخر.

وعليه أن يفي بهذا النذر لقوله تعالى:” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق”.

الوقف

واحدة من ضمن وسائل التكافل الاجتماعي التي تعني الاحتفاظ بالمال الذي يمكن أن ينتفع به المرء في شتى أمور حياته.

ويعتبر الوقف واحد من وسائب التكافل المستحبة والتي يدوم ثوابها في الدنيا قبل الآخرة.

الوصية

هي واحدة من وسائل التكافل الاجتماعي والتي يقوم فيها المرء عند وفاته بتوصية أهله أو أقاربه بإعطاء ماله لشخص ما.

أو جمعية محددة أو جهة خير أو ما يرغب به وعليهم بتنفيذ تلك الوصية.

الهدية والهبة

تعتبر من ضمن وسائل التكافل الاجتماعي التي اهتم ديننا الإسلامي بها.

فهي تساعد في تقوية العلاقات الاجتماعية وانتشار الحب والمودة بين المسلمين.

فهي من الصدقات المحببة لأنها تظهر المرء بعز وكرامة ولا يرفض الفقير أخذها.

لأنها تكون تحت مسمى الهدية، وقد قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم:” تهادوا تحابوا” رواه البخاري.

شاهد أيضًا: معلومات عن التكافل الاجتماعي

وبعد أن انتهينا نجد أن التكافل الاجتماعي يساعد في نشر الحب والإخاء والمودة بين المسلمين، ومن رحمة المولى عز وجل أن من علينا بتلك الوسائل حتى نستطيع ولو بقدر بسيط أن نتقرب منه ونزداد إيمانًا على إيماننا.

مقالات ذات صلة