معنى اللعان في الاسلام

معنى اللعان في الاسلام، يعتبر اللعان في الإسلام من الأمور المغلظة والتي يجب أن ينتبه إليها الإنسان قبل أن يقع فيها، كما أن اللعان في الإسلام له مفهوم صريح بالإضافة إلى أحكامه وقواعده.

مفهوم اللعان

  • يمكن تعريف اللعان على أنه الطرد من رحمة الله والابتعاد عنه، حيث أن الله عندما لعن إبليس طرده من رحمة الله ومن الجنة وذلك المفهوم من الناحية الاصطلاحية.
  • أما من الناحية الشرعية فيشير إلى الطريقة التي يمكن من خلالها اتهام الرجل للمرأة بالزنا بشرط أن تكون زوجته، أو نفي الرجل نسب الابن له.
  • ويكون اللعان من خلال شهادة كل من الرجل والمرأة، بحيث يبرأ كل شخص نفسه من الاتهام، حيث يكون مقترن باللعن للرجل، ومقترن بالغضب في يمين المرأة.

حكم اللعان

تختلف المذاهب الأربعة في حكم اللعان، حيث لكل منهم رأي شرعي، ويتضح الحكم في التالي:

اللعان عند الشافعية

بالنسبة للشافعية فإن اللعان لابد أن يقع بين الرجل وزوجته حتى تتمكن المرأة من الدفاع عن نفسها وتبرأ نفسها من اتهامها بالزنا أو تبرئته من نسب ابنها لغير زوجها عندما يعلم الزوج بأن الابن ليس بابنه.

اللعان عند الحنفية

  • في حالة قام الرجل باتهام زوجته بالزنا، فعليه أن يتم اللعان واستدل بذلك من الآيات في القرآن الكريم:
  • “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ*وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”.
  • لذلك يروا أن القيام بقذف الزوجة واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى وجوب اللعان بين الأزواج.

واللعان عند المالكية

ألزم المالكية وجوب اللعان بين الأزواج في 3 حالات وهي:

  • الرؤية من الزوج لزوجته وهي تزني.
  • نفي الزوج حمل الزوجة منه.
  • قيام الزوج بقذف زوجته واتهامها بفعل الزنا وذلك دون أن يراها بنفسه ودون أن يكون هناك نفي من الحمل من قبله.

اللعان عند الحنابلة

أجاز الحنابلة وقوع اللعان بين الأزواج وذلك حتى يتم إسقاط حد القذف عن الزوج وذلك بسبب ما ارتكبه من قذف في حق زوجته.

شروط صحة اللعان

يوجد عدد من الشروط التي يتم معها صحة اللعان وهي بالشكل التالي:

  • أن يتم اللعان بين زوجين مكلفين أي أنهما عاقلين وبالغين.
  • أن يقوم الرجل بقذف زوجته مثل قوله لها يا زانية أو أننى رأيتك تزنين أو زنيت وغيرها من الكلمات التي تدل على الزنا.
  • أيضا أن تبرأ المرأة نفسها من هذا الكلام والاتهام، ويستمر على هذا التكذيب حتى ينقضي اللعان.
  • يتم اللعان حكم من الحاكم أو القاضي.

طريقة اللعان

يعتبر اللعان من الأمور التي يلزم معها طريقة صحيحة وهي:

  • يقول الزوج اللعان ” يقول أمام عدد من الناس بأنه يشهد بأنه من الصادقين وذلك بما جاء به زوجته من قذفها بالزنا.
    • ويشير إلى هذا الكلام 4 مرات بحيث يشير إليها في حالة حضورها، أو يسمى باسم زوجته إن كانت غائبة.
  • وبعد ذلك يعظه القاضي ويحذره من عاقبة كذبه ومن لعنة الله.
  • ثم يقوم الرجل في الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
  • ثم ترد عليه المرأة إن كانت بريئة بالشهادة 4 شهادات أنه من الكاذبين نتيجة لما قذفها بها من الزنا.
    • وفي المرة الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين.
  • وهذه الطريقة هي الترجمة الشرعية لما جاء في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى:
  • “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ”.

مشروعية اللعان في الإسلام

  • يعتبر اللعان من الأمور المشروعة في الإسلام، وذلك نتيجة للأدلة التي يتم استنباطها من الآيات القرآنية ومن الأحاديث النبوية الصحيحة.
  • شرع الله اللعان ليكون للرجل الذي لم يكن له شهود على زوجته إلا نفسه عندما يتهمها بالزنا، وكذلك لإسقاط هذه الجريمة عن المرأة لتبرئة نفسها منها ومن الأمور التي تثبت ذلك هي:

يقول الله تعالى:

  • “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ*وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”.
  • أما من الأحاديث النبوية “فعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما:
  • أنَّ هِلالَ بنَ أُمَيَّةَ، قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَرِيكِ ابْنِ سَحْماءَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: البَيِّنَةَ أوْ حَدٌّ في ظَهْرِكَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إذا رَأَى أحَدُنا علَى امْرَأَتِهِ رَجُلًا يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ البَيِّنَةَ، فَجَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: البَيِّنَةَ وإلَّا حَدٌّ في ظَهْرِكَ فقالَ هِلالٌ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ إنِّي لَصادِقٌ، فَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ ما يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنَ الحَدِّ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ وأَنْزَلَ عليه: “والذينَ يَرْمُونَ أزْواجَهُمْ” فَقَرَأَ حتَّى بَلَغَ: “إنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ” فانْصَرَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأرْسَلَ إلَيْها، فَجاءَ هِلالٌ فَشَهِدَ.
    • والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أنَّ أحَدَكُما كاذِبٌ، فَهلْ مِنْكُما تائِبٌ ثُمَّ قامَتْ فَشَهِدَتْ، فَلَمَّا كانَتْ عِنْدَ الخامِسَةِ وقَّفُوها، وقالوا: إنَّها مُوجِبَةٌ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فَتَلَكَّأَتْ ونَكَصَتْ، حتَّى ظَنَنَّا أنَّها تَرْجِعُ، ثُمَّ قالَتْ: لا أفْضَحُ قَوْمِي سائِرَ اليَومِ، فَمَضَتْ.
    • فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْصِرُوها، فإنْ جاءَتْ به أكْحَلَ العَيْنَيْنِ، سابِغَ الألْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فَهو لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْماءَ، فَجاءَتْ به كَذلكَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَوْلا ما مَضَى مِن كِتابِ اللَّهِ لَكانَ لي ولَها شَأْنٌ”.

الأثر المترتب على اللعان

بعد القيام باللعان يترتب عليه بعض الآثار وهذه الآثار هي:

سقوط الحد

يترتب على اللعان إسقاط الحد عن الزوج في حالة قيامه بلعن زوجته، كما أن الزوجة يسقط عنها حد الزنا في حالة ملاعنة الزوجة.

التفريق بين المتلاعنَين

  • من خلال السنة النبوية فإن الزوجين المتلاعنين يجب أن يتم التفريق بين الزوجين وللأبد وذلك لما وقع بينهما من البغضاء والقطيعة التي حدثت بينهما.
  • حيث أنه في حالة صدق الزوج عندما رأى زوجته بالزنا فإن هذا يؤدي إلى فضح المرأة أمام الناس.
  • أما في حالة كانت المرأة صادقة فيؤدي إلى تكذيبه بين الناس، ووجبت عليه اللعنة.
    • مما يؤدي إلى النفور والبغضاء وإن كانت كاذبة فهذا يؤدي إلى الخيانة، وهذا يعمل على البغضاء والكراهية والتي لا يقوم معها زواج.

 وقت وقوع الفرقة بين الزوجين المتلاعنين

اتفق العلماء على وجوب الفرقة بين الزوجين المتلاعنين ولكنهم اختلفوا في توقيت التفريق وذلك:

التفريق عند الشافعيّة

يقول الشافعية أن التفرقة بين الزوجين المتلاعنين تتم بمجرد ملاعنة الزوج، حتى وإن لم تقم الزوجة بالملاعنة.

التفريق عند المالكية

يقول مالك بأن التفريق بين الزوجين يقع عندما تتم الملاعنة بين الزوجين.

الرأي عند الحنابلة والحنفية

  • قال الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد أن التفريق بين الزوجين المتلاعنين لا يتم إلا عند تمام اللعان، ويوم القاضي بالتفريق بينهما.
  • وفي حالة كذب الرجل نفسه بعد أن تمت الملاعنة بين الزوجين فيوجد بعض الآراء وهي:
  • يقول جمهور العلماء  من الشافعيّة والمالكيّة والحنابلة.
    • بأن في حالة تمت الملاعنة بين الزوجين، وكذب الرجل نفسه فتتم الفرقة بينهما بشكل أبدي.
  • أما الحنفية فالرجل الذي يكذب نفسه بعد الملاعنة فيحق له أن يراجع الزوجة.
    • وذلك بعد أن يقام حد القذف، وذلك لأنهم يعتبروه كاذب وليس ملاعن.

امتناع أحد الزوجَين عن اللعان

في حالة امتناع طرف من الأطراف عن اللعان فإن العلماء اختلف في الحكم، حيث يوجد عدد من الآراء وهي:

القول الأوّل

يقول الجمهور سواء من المالكية والشافعية والحنابلة بوجود حد القذف في حالة رفض واحد من الزوجين اللعان فيؤدي ذلك إلى تطبيق حد القذف، حيث ذلك يعتبر تعويض عن الزنا.

القول الثاني

  • فإن الحنفية ترى أن الزوج يتم حبسه حتى يقوم باللعان مع زوجته، أو يقوم بتكذيب نفسه ويراجع عما اتهم به زوجته، ويقر بكذبه.
  • وفي حالة امتناع الزوجة عن الملاعنة فيؤدي ذلك إلى حبسها في المنزل.
    • أو في مكان حتى تقوم بالملاعنة أو تقر بالأمر الذي ادعى زوجها عليه به.
  • ففي حالة أقرت الزوجة بذلك فلا يوجد عليها حد، وإنما يخلي سبيلها حيث يقول الله تعالى “ويدرأ عنها العذاب”.

وفي نهاية مقالنا حول معنى اللعان في الاسلام نكون عرضنا المعلومات حول الموضوع، ونتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.

مقالات ذات صلة