عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام

عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام، إن دراسة موضوع عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام من الدراسات التي تكون مهمة ويجب معرفتها، حيث يعرف الزواج بأنه هو نظام من عند الله شرعه عز وجل لحكمته الإلهية العظيمة والتي تكون في حفظ النوع الإنساني.

عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام

  • الزواج مشروع بكتاب الله تعالى وسنة رسوله والإجماع، ففي القرآن الكريم قول الله تعالى “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم “.
  • وقوله تعالى “وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم “، السنة قول الرسول “من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه.
  • وقول الرسول “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”، الإجماع فقد أجمع المسلمون على مشروعية الزواج.
  • إن الزوج والزوجة يُعتبروا من سنن الحياة ومن سنن المجتمع ولهذا فقد حرص دين الإسلام على تشكيل علاقة تكون قوية ومقدسة بينهما ويزداد كلاً من الزوجين بها إلى مستوى المسئولية.

شاهد أيضًا: ما يقوله المأذون عند عقد القران والزواج

أحكام الخطبة

  • إن الخطبة في اللغة تكون من خلال إذا تم كسر الخاء فهي القيام بطلب المرأة من أهلها ليتزوج بها، أما الخطبة إذا تم ضم الخاء فتكون الكلام المنظم لكي يتم شرح أياً من الموضوع.
  • في الاصطلاح فلها عدة تعريفات يكون منها ما يقوم به الخاطب من الاستلطاف بالفعل والقول، أو قيام الخاطب بالتماس النكاح من المخطوبة، الطلب والتقدم للزواج بامرأة وانتظار رغبتها.
  • أو تكون لأهلها سواء كان هذا الطلب من خلال أهله أو من يفوضهم لهذا الأمر ويتضح من هذه التعريفات أن الخطبة تكون من خلال حديث الرجل للمرأة أو لأهلها بالكلام الصريح أو الضمني.
  • يكون حكم الخطبة جائزاً شرعاً وأدلة مشروعيتها من القرآن الكريم والسنة النبوية، لقد شرع الله سبحانه وتعالى وجاز من التعريض بخطبة المتوفى عنها زوجها ونفي الذنب على من يقوم بهذا.
  • ففي القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى “ولا جناح عليكم يكون الركن فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن، ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً “.
  • ويكون من السنة النبوية الشريفة ما تمت روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر.
  • إن رسول الله قد نهى عن خطب المسلم لخطبة أخيه المسلم فهذا يعني أن الخطبة تكسب صاحبها حقاً من الضروري على الآخر القيام باحترامه وهذا من خلال عدم التقدم لخطبة امرأة مخطوبة.
  • تترتب على الخطبة مجموعة من الآثار ويكون منها جلوس الخاطب مع امرأته المخطوبة فهذا يعني أنه يجوز للخاطب أن يجلس مع مخطوبته، الشيء الكافي الذي يجوز للخاطب أن يراه.

أركان عقد الزواج

1- ركن الصيغة

  • يكون من أهمها ركن الصيغة ويعبر عن الإرادة بالقبول والإيجاب باتخاذ موقف لا تدع ظروف الحال شكاً في دلالته على حقيقة المقصود، ولقد أجمع العلماء عليها بأن تكون ركناً بعقد الزواج.
  • في ركن الصيغة يتم اشتراط الفقهاء حتى ينعقد الزواج عدة شروط ويكون منها الشرط الأول هو اتحاد مجلس الإيجاب والقبول.

2- موافقة القبول للإيجاب

  • أما الشرط الثاني حتى ينعقد الزواج يكون موافقة القبول للإيجاب.
  • فإذا قال الولي للزوج زوجتك ابنتي سعاد فقال الخاطب قبلت الزواج من ابنتك زينب لا ينعقد في هذه الصورة الأخيرة بسبب مخالفة القبول للإيجاب في المحل في هذه الصورة التي قُدمت.

3- الصيغة في عقد الزواج منجزة

  • أما الشرط الثالث تكون الصيغة في عقد الزواج منجزة، ويقصد بها أن يكون القبول والإيجاب كلاهما منجزين غير معلقين على شرط في المستقبل، سواء أكان الشرط محقق الوجود في المستقبل.
  • أو كان الشرط محتمل الوجود، وألا يكون مضافاً لزمن المستقبل، فإذا قال الولي لرجل زوجتك ابنتي لمدة سنة فقبل هذا الرجل.
  • أو قال الرجل لولي المرأة تزوجت ابنتك مدة إقامتي في هذه البلد فقبل الوالي، مهما كانت المدة قصيرة أو طويلة فلا يتم انعقاد هذا العقد، لأن الزواج يكون شرع على سبيل البقاء والاستمرار.

حكم نكاح المتعة

  • لقد عرف الفقهاء نوعين من النكاح غير المؤبد وهما يكونوا نكاح المتعة والنكاح المؤقت، فنكاح المتعة يكون عبارة عن لفظ الاستمتاع أو التمتع ونحوهما، وقد اجمع العلماء أنه يكون باطل.
  • وهناك أدلة على بطلان نكاح المتعة، فاستدلوا من القرآن في قوله تعالى “والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ” والمستمتع بها ليست مملوكة ولا زوجة.
  • وفي قوله تعالى “فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ” فان القرآن سمى من تجاوز هذين النوعين من الزوجات المملوكات بأنه يكون باغياً وعادياً، فيكون جميع أنواع الاتصال بسواهما حرام.
  • ويستدل على بطلان نكاح المتعة في السنة على ما تمت روايته من خلال على رضي الله عنه الذي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عن متعة النساء وعن تناول لحوم الحمير الإنسية.
  • أما استدلال الجمهور بالمعقول من خلال قولهم بأن النكاح ما شرع لاقتضاء الشهوة، بل لأغراض ومقاصد يتوسل بها إليها، واقتضاء الشهوة بالمتعة لا يقع وسيلة إلى المقاصد فلا يتم شروعه.

شروط عقد الزواج

  • يشترط في عقد الزواج عدة شروط فمنها شروط الانعقاد ومنها شروط الصحة ومنها شروط النفاذ ومنها شروط اللزوم، ويظهر أثر الاختلاف بين هذه الشروط الآثار المترتبة على العقد.
  • إذا تخلف شرط من شروط الصحة كان عقد الزواج غير صحيح وغير منتج لأثاره، وإذا تخلف شرط من شروط النفاذ أصبح عقد الزواج صحيحاً لكنه غير نافذ بمواجهة من توقف عليه نفاذ العقد.
  • إذا تم فقد شرط من شروط اللزوم أصبح العقد في هذه الحالة سليماً وصحيحاً ونافذاً ولكنه لا يلزم صاحب المصلحة في فسخه، من المهم معرفة عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام بكل دقة.

المحرمات من النساء

  • المحرمات من النساء له قسمان، الأول يحرم التزويج به حرمه مؤيدة لا نزول بحال من الأحوال، إن هذا القسم له ثلاثة أنواع ويكون منها المحرمات بسبب النسب، والمحرمات بسبب المصاهرة.
  • والنوع الثالث والأخير يكون المحرمات بسبب الرضاع، وقد ثبت التحريم بالرضاع في الكتاب والسنة، ففي كتاب القرآن الكريم تم تحريمه في قوله سبحانه وتعالى “وأخواتكم من الرضاعة “.
  • وأما في السنة أنه روى عن الرسول صلاة الله عليه وسلم لما طلب إليه أن يتزوج ابنة عمه حمزة فقال إنها لا تحل له، إنها ابنة أخي من الرضاعة ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب.
  • أما القسم الثاني فهو يكون قسم حرم التزويج به حرمة مؤقتة تبقى ما دام سببها باقياً وإذا زال السبب انتفى المانع، فالمحرمات تحريماً مؤقتاً هن اللاتي حرمن لوجود أي سبب يقتضي التحريم.
  • فإذا تم زوال هذا السبب فإن التحريم يزول، والمحرومات تحريماً مؤقتاً يكونوا بالجمع بين محرمين، والمطلقة ثلاثاً حتى تتزوج غيره، ومن تعلق بها حق الغير بزواج أو يكون من خلال عدة.
  • ومن المحرمات أيضاً الزواج بالمرأة التي لا تدين بدين سماوي، كما الزواج بخامسة وفي عصمته أربعة، لأن الله سبحانه وتعالى أحل للرجل زواج أربعة نسوة كحد أقصى ولا يجوز الجمع بأكثر منهم.

الولاية والوكالة

1- الولاية

  • تعرف الولاية بأنها سلطة شرعية يتمكن بها صاحبها من إنشاء العقود والتصرفات وتنفيذها، أو تعرف بأنها تنفيذ القول على الغير شاء أم أبى، يتم تقسيمها إلى ولاية قاصرة وولاية متعدية.

شاهد أيضًا: شروط عقد الزواج الجديد

2- الوكالة

  • أما الوكالة تُعرف بأنها إقامة الغير مقام نفسه في التصرف الجائز المعلوم في الشرع ممن يملكه، أو هي القيام بتفويض شخص ما له فعله أو مما يقبل النيابة عن غيره لكي يقوم بفعله في حياته.
  • الوكالة مشروعة بالقرآن والسنة والإجماع والمعقول، ففي القرآن قول الله تعالى “فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ” فالحكم هنا في الأية يكون الوكيل، ويكون هذا دال عن مشروعية الوكالة.
  • السنة ما روى عن الرسول صلاة الله عليه، أنه بعث رجلاً من الصحابة لإقامة حد الزنا قال أعذ على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها، فوكل الرسول بسماع اعتراف المرأة وإقامة حد عليها.
  • انعقد الإجماع من لدن النبي صلاة الله عليه على مشروعية الوكالة، ومن المعقول أن الوكالة من العقود التي يحتاجها الناس في معاملاتهم، لأن بعضاً منهم لا يستطيع مباشرة أعماله بنفسه.
  • إن عقد الزواج يسمح يقبل النيابة فيجوز فيه الوكالة، إذا أن الموكل له الحق في مباشرة عقد الزواج، وعلى هذا يجوز للرجل البالغ والعاقل الحر توكيل غيره في مباشرة عقد الزواج نيابة عنه.

الكفاءة في عقد الزواج

  • عُرفت الكفاءة بأنها مساواة مخصوصة بين الزوجين، ويتضح أن الكفاءة هي المساواة بين الزوجين في أوصاف مخصوصة بحيث يكون وجودها عامل استقرار بينهما والكفاءة بالزواج لها اشتراط.
  • أنه يكون في غاية الكفاءة هو تحقيق المساواة في أمور اجتماعية من أجل توفير استقرار الحياة الزوجية، وتحقيق السعادة بين الزوجين بحيث لا تُعير المرأة وأولياؤها بالزوج على حسب العرف.

الحقوق الزوجية

ينشأ عن عقد الزواج الصحيح بحقوق للزوج على زوجته، وحقوق للزوجة على زوجها، وحقوق مشتركة بينهما فيترتب على عقد الزواج الصحيح النافذ بحقوق مشتركة هو المعاشرة بالمعروف.

1- المعاشرة بالمعروف

  • وفي قول الله تعالى “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ” فالمعاشرة بالمعروف من الأسس الهامة من أجل بناء حياة زوجية ناجحة ومستقرة.

2- الاستمتاع الجنسي

  •  فقد أحل الله للزوجين أن يستمتع كل واحد منهما بالآخر استمتاعاً جنسياً استجابة لدواعي الشهوة التي أودعها الخالق سبحانه وتعالى ببنى البشر حتى لا يقعا في الفاحشة.

3- الإرث

وفي حق الإرث، جعل الله الزوجية سبباً من أسباب الميراث، فالزوج يرث من زوجته إذا ماتت قبله، وهي ترثه إذا مات قبلها بشرط أن يكون عقد الزواج صحيحاً عند وفاة أحدهما الآخر.

4- الحقوق الخاصة بالزوج

حق الطاعة من زوجته، حسن مظهر وهيئة زوجته، أن يكون هناك تودد إلى الزوج، القرار في البيت فلا يجب خروج الزوجة إلا بإذن، حق القوامة والتأديب.

5- الحقوق الخاصة بالزوجة،

  •   فقد تم الإقرار بأن هناك حقوقاً مادية ومعنوية واجتماعية للمرأة على الرجل ومنها يكون حسن المعاملة والعدل ففي قول الله تعالى “وعاشروهن بالمعروف “.
  • يجب توفير السكن المستقل لهم ففي قوله تعالى “أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن “، المهر في الزواج كما في قول الله تعالى “وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة “.
  • كما يجب توفير النفقة، وتعرف النفقة بأنها توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام وخدمة ومسكن ودواء، المرأة لها الحق في المتعة فالمتعة هي مال يجب على الزوج دفعه لامرأته عند الطلاق.

شاهد أيضًا: صيغة عقد الزواج في مصر

ها قد أوضحنا كل ما يتعلق بموضوع عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام، من خلال أحكام الخطبة وأركان الزواج ومنها ركن الصيغة وشروط الزواج والمحرم نكاحهن والحقوق الزوجية والولاية والوكالة.

مقالات ذات صلة