ما هي الكفارة الكبرى والكفارة الصغرى؟
ما هي الكفارة الكبرى والكفارة الصغرى؟، تعني الكفارة عند العلماء العمل الصالح لدفع عمل طالح أو معصية، ويتمثل في عبادة محددة تقربه من الله كالصدقة وإطعام المسكين والصيام وعتق الرقاب، وسنوضح ما هي الكفارة الصغرى والكبرى وما حكمهما.
الكفارة الصغرى (الفدية)
- لا يلزم في الكفارة الصغرى ذنب فقد تكون لسبب عدم القدرة على أداء فريضة فيخرج المسلم فدية.
- مثل أن يعجز الشخص عن صيام رمضان ولأسباب مزمنة لن يستطيع القضاء فيدفع بدلًا عن ذلك فدية من إطعام مسكين.
شاهد أيضًا: تعريف كفارة النذر وأنواعه
الكفارة الكبرى
المراد بالكفارة دفع السيئة بالحسنة بمحو المعصية بالثواب قال تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (سورة هود 144)
أنواع الكفارة
للكفارة خمسة أنواع:
1- كفارة الصيام
- ترتُبها عند الشافعية والحنابلة إلزام كفارة الرجل إذا تم له مجامعة زوجته حتى لو كان بدون إنزال غير ناسيًا وغير مرغم ولا تجب عليه في الصيام في غير رمضان أو إذا كان ظان أن الفجر لم يبزغ بعد.
- لا تجب على المرأة إلا إذا كانت طائعة راغبة.
- ترتُبها عند المالكية والحنفية لا تجب الكفارة على المفطر في غير رمضان ولا تجب على المنزل بغير الفرج إنما تجد على من أفطر متعمدًا سواء بتناول طعام أو شراب.
- على أن يكون الطعام أو الشراب قد وصل إلى الجوف فلا كفارة إن وصل الحلق ووجوب لكفارة في الجماع إذا وصل إلى ما يستلزم الغسل.
- مقدار كفارة الجماع بنهار رمضان تجب كفارة الجماع في نهار رمضان عتق رقبة سليمة من العيوب مؤمنة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين وإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا من الطعام الغالب لأهل البلد.
2- كفارة الحج
تتوجب كفارة الحج على من أتى أحد محرمات الإحرام أو ترك أحد واجبات الحج (كعدم رمي الجمرات عدم الوقوف بعرفة عدم المبيت في مني …).
أنواع كفارة الحج
توجد كفارات مختلفة مترتبة على كل ذنب ولها ترتيبها وهي:
- الجماع في الحج من كان محرم وجامع زوجته عليه ذبح بُدنة، وما لم يجد فذبح بقرة، ما لم يجد فذبح سبعًا من الغنم.
- إن لم يجد ما يمكنه ذبحه عليه تقيم ثمن البُدنة والتصدق به طعامًا للفقراء وعليه إن لم يستطع صيام يوم على كل مُدّ يوميًا من الطعام.
- قتل الصيد عليه ذبح مثلما ما قتل فإذا كان قد قتل غزالًا يمكنه ذبح ماعز وإن كانت بقرة ببقرة وإن لم يجد ذبحًا فعليه تقييم ثمنها وإخراجه طعامًا، وإن لم يجد فعليه صيام كل يوم مقدار مُدّ طعام من ثمنها.
- الإحصار وهو عدم إتمام مناسك الحج أو العمرة، كفارته ذبح شاة أو بُدنة أو بقرة، فإن لم يجد فعليه تقيم ثمنها وإخراجه طعامًا أو الصوم عنه بمقدار مُدّ يوميًا.
- القيام ببعض المحرمات في الحج كوضع الطيب أو الحلق وكفارته ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين نصف صاع من الطعام.
3- كفارة اليمين
قال تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان كفارة إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) سورة المائدة 89.
أنواع كفارة اليمين
توجد أربعة أنواع لليمين إثنين لا يوجب فيهما كفارة، وإثنين لهما كفارة وهما:
- يمين في الماضي لشيء لم يقم به الشخص فيحلف أنه فعله فيقول والله فعلت كذا، أو شيء فعله وقال والله لم أفعله، ويقع في يميني اللغو والغموس، وهذا اليمين لا كفارة له لكنه إثم وجب عليه الاستغفار والتوبة.
- يمين لاستقبال فعل كأن يقول الشخص والله لأفعل كذا فلا يفعله، أو ألا أفعل كذا ويفعله ويقع في اليمن المنعقد.
- على الحانث بيمينه أن يبدأ بالإطعام أو الكسوة فيطعم عشرة مساكين وجبتي طعام وعشاء لكل منهم.
- أو كسوة عشرة مساكين لكل منهم ويمكن إخراج قيمة الطعام نقدًا كما أجاز الحنفية، على أن هذه الكسوة لها شروط وهي تحشم عن العري ويمكن الصلاة بها لكل الرجل أو المرأة.
- يمكن أن يكفر المسلم بذلك فيمكنه تحرير رقبة على أن تكون كما قال بعض الفقهاء مؤمنة سليمة.
- قال بعض ومنهم الحنفية أنه لا يشترط أن تكون رقبة مؤمنة، وإن لم يجد الحانث أي من هذه الكفارات فعليه صيام ثلاثة أيام.
شاهد أيضًا: كفارة الزنا في الإسلام
شروط كفارة اليمين
- توجد أربعة شروط يجب تبينها قبل أداء الكفارة وهي:
- التكليف فلا تجب على صبي لم يبلغ الحلم ولا على مجنون.
- نية اليمين ألا يكون يمين لغو.
- نوع اليمين فلا كفارة اليمين الغموس.
- التحقق من الحنث باليمين.
قد اختلف العلماء فيما إذا كان أداء الكفارة قبل الحنث باليمن أم بعده، وكان رأي أبو حنيفة أن من أدى كفارة اليمين قبل الحنث به فعليه أن يؤديها مرة أخرى بعد الحنث به.
متى تسقط كفارة اليمين؟
لكفارة اليمين أربع حالات يمكن أن تسقط فيهم وهم:
- الإكرام وهو نوعًا إما أن يكره أحد المسلم أن يحنث بيمينه، أو أن يرهب أحد المسلم إن لم يحنث ليلقي عقابًا من ضرب أو غيره.
- يرى جمهور العلماء النوع الثاني أنه غير محدث ولا يوجب عليه كفارة، بينما يرى أبو حنيفة أنه حانث وتجب عليه الكفارة.
- النسيان وقد تجاوز الله عن عباده النسيان، لذا يرى العلماء أن لا كفارة على من حنث ناسيا، إلا أن أبو حنيفة يرى أن الناسي عليه كفارة.
- الخطأ أو الجهل وهي أن يظن الحالف أنه قد أدى اليمين لصاحبه أو موضعه وقد أداه لشخص أخر أو موضع أخر، فيذهب الشافعي وابن حزم بأن لا كفارة عليه بينما يرى الحنفية والمالكية أن عليه كفارة.
- فقدان العقل وهي عندما يفقد الشخص وعيه داخلًا في حالة إغماء أو يجن فترة من الزمن، لا يعي من الواقع شيئًا.
4- كفارة الظهار
- عرفت في الجاهلية مظاهرة الرجل لزوجته وهي أن يقول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي، وجاء الإسلام محرمًا للمظاهرة وأوجب على الرجل الذي يظاهر زوجته كفارة.
- قال تعالى (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير* فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم) سورة المجادلة.
مقدار كفارة الظهار
جاءت الآية واضحة في ترتيب مقدار الكفارة، فقد جاء أولها عتق رقبة مؤمنة سليمة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يقدر بسبب فإطعام ستين مسكينا.
5- كفارة القتل
- قال تعالى (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطأ ومن قتل مؤمنًا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما) سورة النساء 92
- تدفع الدية كعقوبة القتل الخطأ أو القتل شبه العمد ثم بعدها تؤدي الكفارة من تحرير رقبة أو دفع ثمنها إن لم يجد وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
- أما في حالة القتل عمدًا فقد رأى الإمام مالك بعدم وجوب الكفارة في القتل العمد إذ يحل بدلًا من القصاص إلا إذا حصل عفو أو وجد مانع شرعي للقصاص، كما رأى الإمام أحمد وأبو حنيفة بعدم وجوب الكفارة.
- إلا أن الإمام الشافعي يذهب بوجوبها حيث يرى أنها إذا فرضت على القتل الغير عمد والشبه عمدًا فالأولى لها أن تكون للقتل العمد.
شاهد أيضًا: معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا
هكذا نكون قد أوضحنا عبر مقال ما هي الكفارة الكبرى والكفارة الصغرى؟، أحكام الكفارة الكبرى ومتى وجوبها، والفارق بينها وبين القضاء أو الكفارة الصغرى والأولى للمسلم أن يتجنب المعصية وأن يلتزم بأداء الكفارة إذا وقع فيما توجبه.