هل الحب حرام ولماذا ؟

هل الحب حرام ولماذا ؟، العلاقة التي تنشأ بين رجل وامرأة غير محرمة، ولكن هناك بعض الأمور التي يطلق عليها الناس “الحب” وهي مزيج من الأشياء المحرمة التي تتعدى الشريعة والقيود الأخلاقية، واليوم سوف نتعرض بالتفصيل لهذا الأمر.

حقائق حول الحب والزواج

أظهرت الدراسات أن معظم الزيجات القائمة على الحب المسبق بين الرجل والمرأة تفشل، في حين تنجح معظم الزيجات التي لا تستند إلى علاقات حرام، والتي يطلق عليها الناس “الزيجات التقليدية”.

في دراسة ميدانية أجراها عالم اجتماع فرنسي، كان الاستنتاج هو أنه من المرجح أن ينجح الزواج عندما لا يقع الطرفان في الحب قبل الزواج.

شاهد أيضًا: هل التداول بالعملات حلال أم حرام

اسباب فشل الزيجات القائمة على الحب

في دراسة أخرى لـ 1500 عائلة، أجراها الأستاذ إسماعيل عبد الباري، استنتج أن أكثر من 75٪ من زيجات الحب انتهت بالطلاق، في حين أن معدل الزيجات التقليدية تلك التي لم تكن قائمة على الحب السابق، كان أقل من 5 ٪.

يمكن أن نذكر أهم أسباب هذه النتيجة:

  • العاطفة تعمي المرء عن رؤية العيوب والتعامل معها، كما يقال: “الحب أعمى”، قد يكون لدى أحد الطرفين أو كلاهما عيوب تجعلهما غير مناسبين للطرف الآخر، لكن هذه العيوب تصبح واضحة فقط بعد الزواج.
  • قد يعتقد العشاق أن الحياة هي رحلة حب لا تنتهي، لذلك نرى أنهم يتحدثون فقط عن الحب والأحلام، وما إلى ذلك، ولكن لا يتحدثون أبدًا عن مشاكل الحياة وكيفية التعامل معها، يتم تدمير هذه الفكرة بعد الزواج، عندما يواجهون مشاكل ومسؤوليات الحياة.
  • لا يتم استخدام العشق في النقاش والمناقشة، بل يستخدمون التضحية والتوفيق من أجل إرضاء الطرف الآخر، غالبًا ما يكون لديهم حجج لأن كل طرف يريد التسوية وإرضاء الطرف الآخر.
  • ثم يحدث العكس بعد الزواج، وتؤدي حججهم إلى حدوث مشكلة، حيث إن كل واحد اعتاد على الآخر أن يتفق معه أو معها، دون أي جدال.
  • الصورة التي يحملها كل عاشق عن الآخر ليست صورة حقيقية، لأن كل طرف لطيف ويحاول إرضاء الآخر، هذه هي الصورة التي يحاول كل منها تقديمها إلى الآخر خلال مرحلة “الحب” المزعومة، لكن لا يمكن لأحد أن يواصل القيام بذلك طوال حياته، وبالتالي تظهر الصورة الحقيقية بعد الزواج، وتؤدي إلى حدوث مشاكل.

الزواج القائم على الحب

  • تعتمد فترة الحب عادة على الأحلام والمبالغة التي لا تتوافق مع الواقع الذي يظهر بعد الزواج، قد يظن الحبيب أنه سيحضر لها قطعة من القمر، ولن يكون سعيدًا أبدًا ما لم تكن أسعد شخص في العالم، وما إلى ذلك.
  • لكن في المقابل، ستعيش معه في غرفة واحدة وعلى الأرض، وليس لديها طلبات أو مطالب طالما فازت به، وهذا يكفيها، وكما قال أحدهم، “العش الصغير يكفي لنا” و “لقمة صغيرة تكفي لنا” و “سأكون راضياً إذا أعطيتني قطعة من الجبن والزيتون”!
  • هذا كلام عاطفي مبالغ فيه، وسرعان ما ينسى الطرفان ذلك بعد الزواج، وتشتكي المرأة من بؤس زوجها، وفشله في تلبية احتياجاتها، ثم يبدأ الزوج في الشكوى من وجود الكثير من المطالب والنفقات الكثيرة.
  • لكن الاتصال بين الاثنين اللذين يعجبان بعضهما البعض بطرق غير مقبولة من الناحية الإسلامية هي المشكلة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة، في هذه الحالة، لا يجوز للرجل أن يتصل بالمرأة أو بالاتصال بالرجل، ويقول إنه يريد الزواج منها.
  • لهذه الأسباب وغيرها، نحن لا نتفاجأ عندما يقول كل طرف بعد الزواج أنه قد تم خداعة وأنهم اندفعوا إليه، ويندم الرجل على عدم الزواج من فلان الذي اقترحه عليه والديه، وتندم المرأة على عدم الزواج فلمن وافق عليه والديها، لكنهم في الحقيقة رفضوه بسبب رغباتهم.
  • وبالتالي فإن النتيجة هي ارتفاع معدل الطلاق في الزيجات التي اعتقد الناس أنها ستكون أمثلة على أسعد الزيجات في العالم.

شاهد أيضًا: الزواج المدني حلال أم حرام في الإسلام

هل الحب حرام ولماذا؟

  • الأسباب المذكورة أعلاه حقيقية، وقد حدثت في الحياة الحقيقية، لكن لا ينبغي لنا أن نتجاهل السبب الحقيقي لفشل هذه الزيجات، والتي تقوم على عصيان الله تعالى.
  • لا يمكن للإسلام أن يوافق على هذه العلاقات الخاطئة، حتى لو كان الهدف هو الزواج، لذلك لا يستطيعون الهروب من العقاب الإلهي العادل، وبالتالي تكون الحياة الصعبة هي نتيجة عصيان الله والابتعاد عن الصواب.
  • ومن ثم، يجب أن تقطع اتصالك بهذا الشاب، ونأمل أن تتوقف عن المقابلة أيضًا، لأن المراسلات هي واحدة من أعظم أبواب الفساد التي فتحت للناس في الوقت الحاضر.
  • هذا لا يعني أنه يحرم على رجل أو امرأة الإعجاب بشخص معين يختار هو أو هي زوجته، ويشعر بالحب لذلك الشخص ويريد الزواج منه إذا أمكن ذلك.
  • الحب له علاقة بالقلب، وقد يظهر في قلب الشخص لأسباب معروفة أو غير معروفة، ولكن إذا كان ذلك بسبب الاختلاط أو البحث أو المحادثات الحرام، فهو أيضًا حرام، أما إذا كان ذلك بسبب معارف سابقة أو علاقة أو بسبب سماع ذلك الشخص، ولا يستطيع المرء تجنبه، فلا حرج في هذا الحب طالما التزم المرء بالحدود المقدسة التي حددها الله تعالى.
  • إذا تطور الحب لسبب غير حرام، فلا يمكن إلقاء اللوم على شخص ما، مثل شخص يحب زوجته أو امرأته، ثم يتركها ولكن هذا الحب يبقى ولا يتركه، لا يجب أن يُلام على ذلك.

نصائح للحصول على الحب الحلال

  • قد يسمع الشخص أن المرأة ذات طبيعة جيدة وفاضلة ومعرفة، لذلك قد يرغب في الزواج منها، أو قد تسمع امرأة أن الرجل يتمتع بحسن الخلق والفضيلة والمعرفة والملتزم دينياً، لذلك قد ترغب في الزواج منه.
  • بدلاً من ذلك، يجب عليه إخبار الوالي (الوصي) بأنه يريد الزواج منها، أو إخبار الوالي بأنها تريد الزواج منه، كما فعل عمر (رضي الله عنه) عندما عرض على ابنته حفصة في الزواج من أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما، لكن إذا اتصلت المرأة بالرجل مباشرة، فهذا ما يؤدي إلى الفتنة.
  • نصيحتنا لك هي أنه من الضروري التوقف عن المقابلة، واختبار الشاب أن عليه أن يتقدم إليك من خلال الوالي الخاص بك، إذا كان يريد بالفعل الزواج، ولا ينبغي له اعتبار ظروفه المادية أو أي شيء آخر كحاجز.
  • الأمر بسيط، إن شاء الله، وإذا كان الشخص قانعًا بالقليل، فسوف يجعله الله مستقلًا عن الوسيلة بنعمته وفضله، يجب أن يتصل على الأقل بوالدك وينفذ عقد الزواج الشرعي، وإذا تأخر الإكمال، فلا حرج في ذلك.
  • لكن إذا بقي وعدًا بالزواج، واستمرت المراسلات بينكما على هذا الأساس، فهذا وفقًا لأحكام الشريعة وتجربة الحياة الحقيقية، هو طريق خاطئ يفتح الباب أمام الخطيئة والفساد.
  • يمكنك أن تكون على يقين من أنك لن تجد السعادة أبدًا إلا من خلال طاعة الله والالتزام بالحدود التي وضعها شرعه، الطرق المسموح بها كافية وليست هناك حاجة إلى الحرام، لكننا يصعب الأمر على أنفسنا ويستغل الشيطان ذلك.

شاهد أيضًا: هل تربية الكلاب حلال ام حرام ؟

وفي نهاية رحلتنا مع هل الحب حرام ولماذا؟، تعتبر العلاقة غير القانونية التي نشأت من خلال كلمات أو أفعال غير أخلاقية غير قانونية في الشريعة الإسلامية، ومن غير المسموح أن يكون لرجل وامرأة علاقة خارج الزواج.

مقالات ذات صلة