معلومات عن خان الخليلي قصيرة
أحياء القاهرة القديمة لها منذ قديم الأزل دورًا محوريًا في تعزيز مكانتها الاستراتيجية والتاريخية في قلوب الجميع، كما تمثل بدورها أساس الحياة في مصر كلها لما فيها من أماكن حيوية وأنشطة وربما بعض المعالم السياحية التي طالما كانت ولا تزال عامل جذب كبير لسكان القاهرة.
لذلك يمكننا القول أن أكثر ما يدفع الناس للسكن في تلك الأحياء هو إحساسهم الدائم بالألفة و توافر الكثير من سبل الحياة القاهرية التي اعتاد عليها المصريون.
فمثلًا إذا قمت بزيارة قصير لخان الخليلي أو درب البرابرة أو الفسطاط أو بركة الفيل أو غيرهم من الأحياء القديمة ستجد هناك روح وحيوية ليس لها مثيل في أي من أنحاء المعمورة وهنا سوف نتخصص عن واحد من أكثر تلك الأحياء شهرة وروعة ونقاء وهو خان الخليلي .
خان الخليلي
هو واحد من أعرق أسواق الشرق القديم حيث يزيد عمره على 600 عام ومازال حتى الآن محتفظ بالمعمار الذي بني عليه من عصر المماليك.
وقد هاجر إليه عدد كبير من تجار مدينة الخليل الفلسطينية وسكنوه والآن تسكنه جالية هي من اهل الخليل وتعمل بالتجارة وإليهم ينسب خان الخليلي بالقاهرة وقد سمي الحي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه وهو أحد الأمراء المماليك وكان يدعى جركس الخليلي وهو من مدينة الخليل.
شاهد أيضًا: أسماء 8 أماكن رخيصه للتسوق في القاهرة
معنى خان الخليلي
وبالبحث عن معنى اسم خان الخليلي فسوف نجد أن المؤرخ العربي الشهير الذي يدعى المقريزي قال أن الخان هو عبارة عن مبنى مربع كبير يحيطه فناء وشبيه للوكالة.
ويشمل الطبقة السفلى منه حانوت والطبقات العليا به تخصص للمخازن والمساكن وقد سمي بخان الخليلي نسبة إلى منشئ هذا الخان وهو الشريف الخليلي الذي يعد من كبار التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400 م .
مميزات خان الخليلي
يتميز خان الخليلي بالعديد من الأشياء التي تأتي من حيث لا تعلم كرائحة البخور والعطور والمشربيات وأصوات باعة العرقسوس والعناب ودقات الأزاميل.
وهي تعمل في صواني النحاس والروحانيات من الزمن القديم وكذلك عبق التاريخ في أشياء لها حالة خاصة والمقاهي ذات السحر الخاص والمآذن الأثرية.
والعديد من الأشياء التي مهما كبر عمر الحي وعدت السنوات عليه ومر الزمان لا تتغير ويبقى الحي أحد أفضل المزارات التي لن تنساها بمجرد خطو رجلك خطوات على أرضه.
نشأة خان الخليلي
وعن نشأة خان الخليلي كونه يقع في شارع موازي لشارع المعز لدين الله الفاطمي ويوجد به اثنان من أشهر مساجد مصر الاسلامية القديمة هما الجامع الأزهر الذي تم بناؤه في العهد الفاطمي ومسجد الحسين الذي يحظى بمكانة كبيرة في نفوس المصريين.
كما أن للحي تاريخ ونشأة مميزة فقد كان يقع في قلب الدولة الفاطمية خلف القصر الغربي الصغير الذي كان مخصصًا لإقامة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
ومن بعده سكن الخلفاء الفاطميين ولايزال إلى الآن شوارع خان الخليلي تحمل فخامة الفاطميين والتي تجسدت في واجهات مبانيهم التي بني معظمها علي طراز العمارة الفاطمية وكذلك احتوي الشارع علي مباني من العصور المتتالية الأيوبية والمملوكية والعثمانية.
شاهد أيضًا: أفضل فنادق القاهرة على النيل للعوائل
سوق خان الخليلي
ولعل ما يجعل خان الخليلي هدفاً لزوار القاهرة أنه في مجمله عبارة عن سوق رائجة للتحف، والمجوهرات داخل دروبه المتشعبة.
وهو ما يفسر شغف النساء بالتجول في طرقاته وحواريه، حيث يجمع بين عراقة القديم وتكنولوجيا الحديث.
فتوجد به أحدث ما أنتجه العصر مع أقدم الصناعات والمنحوتات اليدوية التي أبدعها الفنان المصري البسيط.
ومن أبرز منتجاته والتي تحظى باهتمام زواره سواء كانوا عربً من بلاد شبه الجزيرة العربية.
أو أوروبيين أو أمريكان، الأيقونات، والتماثيل، والمشغولات الفنية من سجاجيد مزركشة بالرسومات النادرة.
وجميع هذه المنتجات مستوحاة من مختلف الطرز الفنية للحضارات التي مرت على مصر ابتداء من الحضارة الفرعونية، والرومانية، ومرورًا بالقبطية، وانتهاء بالحضارة الإسلامية.
فهو عبارة عن مجموعة متناسقة ومتعانقة من الحواري والممرات.
والدروب والأزقة التي تشبه بمحلاتها الصغيرة والمتلاصقة لوحة تشكيلية فاتنة تجمع بين الدقة الهندسية الحديثة، وغرابة العالم الأسطوري القديم.
مواصفات خان الخليلي
وخان الخليلي هو مزار السواح الكبير حيث يجد السائح كل ما يرغب في شرائه من القاهرة بدءً من القطع الأثرية الفرعونية المقلدة بحرفية ودقة شديدة.
وكذلك المشغولات النحاسية والأرابيسك الذي يخطف العين عندما تقع عليه والعباءات.
وبدل الرقص الشرقي التي تجذب السائحين من كل الجنسيات.
وأخيرًا محلات الفضة التي تضم أرقى المشغولات الفضية التي لا توجد إلا في خان الخليلي.
وتحظى بإقبال شديد من السائحين العرب والأجانب.
كما أن المصنوعات الجلدية والنحاسية لها مكان مخصص في خان الخليلي.
ويعد أحد مقاصد العاملين في مجال التمثيل من الذين يحضرون لشراء الملابس والإكسسوارات التاريخية التي يظهرون بها في الاعمال التاريخية.
مواصفات خان الخليلي
وأسعار تلك المنتجات متفاوتة حسب حجم الشغل الموجود فيها والخامات المصنوعة منها.
وتبدأ من أسعار قليلة ويمكن لأي سائح شراء ما يرغب به من هدايا حسب ذوقه وامكانياته.
ومن أهم الآثار الموجودة في خان الخليلي هو الفندق القديم.
الذي أصبح مرسم للفنانين فندق المسافر خانة ويحتوي الفندق على غرف كثيرة مبنية على الطراز الإسلامي.
كما يوجد في الحي العديد من الأزقة والحواري متراصة بشكل مركب متداخلة متعددة الألوان.
ولم يتوصل أحد حتى الآن إلى الفلسفة المعمارية التي تم بناء خان الخليلي على أساسها.
ومن أفضل أوقات الزيارة لخان الخليلي هو شهر رمضان المبارك.
حيث يمتلك طقوس خاصة تجعل الفرد يشعر بالألفة والمتعة في زينة الخان وسكانه الذين يملؤون الشوارع.
والمشروبات التي تقدم مساءً والحلويات الشرقية والغربية التي لها مذاق لا ينسى.
كما أن حي خان الخليلي مشهور بجودة الطعام فيه فهناك العديد من محلات الأكل والتي تشهد الازدحام الكبير.
وتجد هناك المصريين والسياح العرب والأجانب يقفون في صفوف متوازية ينتظرون دورهم.
ومن بعدها يذهبون للتحلية بالرز واللبن وطبق عاشوراء والمقهى الأشهر في مصر كلها.
وهو مقهى الفيشاوي الذي يضم طوائف العالم كله داخله.
ويستقبل يوميا حوالي الآلاف من الزبائن حيث يحظى بشهرة واسعة ويشهد على ذلك أقدميته.
حيث يعود مقهى الفيشاوي إلى عام 1769م وكان مقصد للعديد من المشاهير كسيد درويش وحافظ إبراهيم.
ونجيب محفوظ الذي كان يعشق خان الخليلي حتى كتب روايته العظيمة التي حملت اسم الحي.
روائح خان الخليلي
وتأتي شهرة الحي الأكبر من العطور والبخور الذين يسبحون دائمًا في شوارع خان الخليلي كاملة خصوصًا أثناء الذهاب لشارع الموسكي.
حيث يوجد به العطور العربية والآسيوية والأوروبية وعطور الفل والياسمين.
والعنبر والفل والزجاجات ذات الأشكال والألوان الغير مألوفة.
ويتم تصنيع تلك العطور من مادة الأسانس دون إضافة أي من الكحول فهناك عطر زيتي الملمس.
وهناك فاقع الأريج وهناك وعل المسك الذي يستخرج من ذكور الغزال.
وهناك العنبر الذي يفرزه حيتان العنبر وهو يتلفظ أنفاسه الأخيرة وبالنسبة للبخور.
فيعتقد الناس في الخان ويؤمنون بأن دخان المستكة يوقي الإنسان من العين والحسد والكزبرة هي زعيمة مملكة البخور هناك.
وبطلق عليها الفك والفكوك بمعنى أن من يشمها تذهب عنه جميع العقد والمشاكل بدون رجعة.
شاهد أيضًا: أجمل الاماكن السياحية في القاهرة للعوائل