معلومات لا تعرفها عن الاعتكاف

معلومات لا تعرفها عن الاعتكاف الاعتكاف في الشريعة الإسلامية يختلف تماماً عن تعريفه بالاصطلاح، ففي اللغة يعرف بأنه إلزام شخص لنفسه بالحبس، أياً كان ما يفعله في فترة حبسه لنفسه، فيمكن أن يرتكب فيها معاصي وذنوب.

ولكن في الشريعة الإسلامية الاعتكاف يكون في المسجد ويلزم على المعتكف عبادة الله تعالى في فترة اعتكافه، وهو من أفضل الأمور والسنن الموجودة في شريعتنا الإسلامية.

ومسموح به في القرآن الكريم والسنة والنبوية وبالإجماع، وسوف نتحدث في هذا المقال عن الاعتكاف بشيء من التفصيل.

ما هو الاعتكاف

  • يعرف الاعتكاف في الشريعة الإسلامية بأن يعزل الشخص نفسه عن الناس في المسجد لفترة معينة.
    • وتخصص هذه الفترة لعبادة الله عز وجل فقط، والاعتكاف مستحب في الدين الإسلامي، وذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع.
  • في القرآن الكريم دليل على مشروعية الاعتكاف، وذلك بقول الله تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) صدق الله العظيم.
    • ودلل عليه النبي صل الله عليه وسلم بأنه كان يعتكف بالعشرة الأواخر في شهر رمضان الكريم.
  • تحدث عنه الكثير من العلماء بأنه من الأمور المستحبة والمندوبة والمسنونة في الدين الإسلامي، وبذلك يكون مثبت ومستحب بالإجماع أيضاً.

شاهد أيضًا: معلومات عن شهر رمضان المبارك

ما هي شروط الاعتكاف

يلزم توافر بعض الشروط في المعتكف وفي مكان الاعتكاف حتى يكون الاعتكاف صحيح، وهذه الشروط هي:

  • يلزم أن يكون المعتكف مسلم، فلا يقبل الاعتكاف من الشخص الكافر، ويشترط فيه التمييز، فيمكن أن يكون المعتكف مميزاً وغير بالغ.
    • فلا يصح الاعتكاف من صبي صغير غير مميز، ومن الممكن للأنثى المميزة أن تعتكف أيضاً.
  • لا يصح الاعتكاف من شخص مجنون، فيلزم أن يكون المعتكف عاقل ومميز، وأيضاَ أن يكون طاهر.
    • فبالنسبة للأنثى لا يصح لها الاعتكاف في فترة الحيض، والراجل أيضاً يلزم عليه أن يتطهر من الجنابة والحلم حتى يصح اعتكافه.

هناك بعض الآراء حول اعتبار الصوم من الشروط الأساسية للاعتكاف أم لا، وهذه الآراء هي

  • بالنسبة للحنفية، اشترطوا أن يكون الصوم شرط أساسي للاعتكاف، وأيضاً في حالة النذر يكون الصيام أمر واجب على من يقوم به.
    • ولكن بالنسبة للاعتكاف المندوب فلا يشترطوا به الصيام، واستدلوا على ذلك من الحديث النبوي الشريف.
    • (ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أما بالنسبة للمالكية: اشترطوا الصيام في جميع حالات الاعتكاف، فالصوم بالنسبة لهم شرط مطلق من شروط الاعتكاف.
  • أما الشافعية والحنابلة: اشترطوا الصوم في حالة النذر بالاعتكاف مع الصوم فقط، وبغير ذلك لم يشترطوا الصوم كشرط من شروط الاعتكاف.

هناك شروط أخرى للمكان الذي يتم فيه الاعتكاف، وهذه الشروط هي

  • ألا يصح للرجل الاعتكاف إلا في المسجد، وذلك بدليل قول الله تعالى في القرآن الكريم (وأنتم عاكفون في المساجد) صدق الله العظيم.
    • وقد اتفق الفقهاء على أفضل المساجد التي يفضل بها الاعتكاف، وأفضلهم هو المسجد الحرام.
    • ويليه المسجد النبوي، ويليه المسجد الذي تقام به صلاة الجماعة كل يوم.
  • لكن هناك بعض آراء الفقهاء حول شرط المسجد، الحنابلة والحنفية اشترطوا أن يكون الاعتكاف في مسجد الجماعة فقط.
    • فلا يقبل في أي مسجد أخر، ولكن الشافعية والمالكية أصحوا الاعتكاف بأي مسجد.
    • وذلك حتى لا يقطع المعتكف اعتكافه في صلوات الجمعة، ولا يضطر بالاختلاط مع الناس في أوقات صلاة الجماعة.
  • يمكن للمعتكف أن يعتكف في مسجد آخر غير المسجد الذي حدده، فالله تعالى لم يشترط مكان معين لعبادته.
    • ولكن إذا نذر بالاعتكاف في المسجد النبوي أو المسجد الحرام أو المسجد الأقصى يلزم أن يوفي بنذره.
    • وذلك لأنه ورد عن نبينا الكريم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا)  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • مما يثبت أن العبادة بهم افصل بكثير من المساجد الأخرى.

لم يتفق الفقهاء على مدة معينة يتم الاعتكاف بها، ولكنهم اتفقوا على شرط الاعتكاف في المسجد، وآرائهم هي:

  • الحنفية: لم يشترطوا مدة محددة، بل أن الاعتكاف يكون مندوب بمجرد الجلوس في المسجد مع نية الاعتكاف حتى لو كانت الفترة قصيرة.
  • أما الشافعية: اشترطوا أن تكون مدة الاعتكاف طويلة، ولا يصح له الإعتكاف لفترة قصيرة حتى يبلغ طمأنينة الاعتكاف.
  • وأما المالكية: اشترطوا ألا يقل الاعتكاف عن مدة عشرة أيام، وإذا قل عن ذلك لا يعد اعتكاف في أي حال.
  • أما الحنابلة: فلم يشترطوا آن يكون المعتكف مكث فترة معينة في المسجد.
    • فبمجرد مكوثه لحظة واحدة يصح له الإعتكاف، فأهم شيء بالنسبة لهم هو نيته.

نية الاعتكاف تثبت بمجرد دخول المعتكف للمسجد، فالنية بأي أمر في الدين الإسلامي تعد هي الأساس، فلا تصح أي عبادة إلا بها.

والحنفية اشترطوا العزم بالعبادة كنية بالاعتكاف، والشافعية اشترطوا استحضار النية أولاً، وهناك الكثير من الفقهاء اشترطوا على المعتكف أن يقوم بالنذر طوال فترة وجوده في المسجد.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا محمد والرجل الذي رآه في الغار

ما هو الحكم في اعتكاف الرجل والمرأة

يوجد بعض الآراء حول اعتكاف الرجل والمرأة، فالاعتكاف على الرجل سنة ولكن ليست واجبة إلا على ناذرها، ولكن هناك رأيين مختلفين حول اعتكاف الأنثى:

  1. الرأي الأول: هذا الرأي لجمهور العلماء، وهو أن المرأة كالرجل في سنة الاعتكاف.
  2. الرأي الثاني: هذا الرأي لقاضي بالحنابلة، وهو أن الاعتكاف للمرأة الشابة أمر مكروه ولا يصح.

يعتبر الاعتكاف سنة بشهر رمضان الكريم، ويفضل بالعشرة الأواخر، وهذا ما اجمع عليه جميع الفقهاء والعلماء، ويكون جائز بالنسبة للمالكية في باقي الشهور أيضاً.

شروط اعتكاف المرأة

يلزم على المرأة قبل أن تعتكف أن يأذن لها زوجها، وذلك ما اتفق عليه جمهور الفقهاء (الحنابلة، والحنفية، والشافعية)، فيلزم ذلك حتى يصح الاعتكاف للمرأة، حتى لو كانت نذرت به، وإذا اعتكفت بدون موافقته لا تأخذ ثوابه وتأثم عليه.

يوجد بعض الآراء حول مكان الاعتكاف للمرأة، وهي:

  • جمهور الفقهاء: يروا أن صحة الاعتكاف للمرأة تكون في المسجد كاعتكاف الرجل.
    • ولكن أن يكون المسجد في مكان بعيد عن الرجال حتى تتستر.
    • والمالكية لهم نفس الرأي أن المرأة كالرجل في كل شروط الاعتكاف بدون أي اختلاف.
  • أما الحنفية: يروا أن الاعتكاف يصح في المنزل، وذلك باعتكافها في المكان الذي تصلي فيه.
    • ولكن في حالة عدم تعيين مكان محدد للصلاة يلزم عليها أن تعتكف في المسجد فقط.
    • ولا يصح لها غير ذلك إذا نذرت بالاعتكاف بالمسجد.

وقت الاعتكاف 

رأي الجمهور أن الاعتكاف يمكن القيام به بأي وقت، وذلك ما اتفق عليه الحنفية والشافعية والحنابلة، وهذا توضيح لرأيهم بالتفصيل:

  1. رأي الشافعية: الاعتكاف أمر غير واجب إلا إذا نذر به، ويمكن القيام به بأي وقت، ويفضلوا أن يكون وقت الاعتكاف بالعشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك ليدرك المعتكف ليلة القدر.
  2. ورأي الحنفية: أجازوا الاعتكاف في أي وقت حتى لو غير شهر رمضان.
  3. رأي الحنابلة: أن الاعتكاف أفضل في رمضان، ويمكن الاعتكاف بدون صيام.

شاهد أيضًا: ما هي شروط الاعتكاف في رمضان ومبطلاته

لقد تحدثنا في هذا المقال عن كل ما يخص الاعتكاف في الدين الإسلامي، ونتمنى أن نكون قد قدمنا كافة المعلومات والشروط الواردة في القرآن والسنة، ولكم جزيل الشكر.

مقالات ذات صلة