معلومات عن الاسلام وبناء المجتمع

إن الحياة في الإسلام حياة مترابطة بكل المقاييس، فلا انفصام فيها ولا تضارب بين جوانبها، بل إن كافة جوانبها متداخلة ومتكاملة ومتناسقة، لتتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهذا التناسق والانسجام يزيد الحياة إشراقةً ونورًا، بفضل المنهج العظيم والسبيل القويم الذي أنزله الحق سبحانه.

إن تعاليم الإسلام تهدف من الناحية الاجتماعية، إلى ترابط المسلمين ليكونوا على قلب رجل واحد، يأخذ القوي منهم بيد الضعيف، ويساعد الغني منهم الفقير، كما يظهر التكافل الاجتماعي في المجتمع حتى تتحقق أهدافه ومضامينه مع المجتمع.

خصائص المجتمع الإسلامي

أنشئ المجتمع الإسلامي من أجل ركيزة واحدة، وهي أن يتحرر كمجتمع، ويتخلص من الضعف والقصور، ويصبح ذا قوة وشوكة، توضع في ظهور الأعداء، والمجتمع الإسلامي ليس مجتمعًا صاحب جماعة بعينها، ولا صاحب جنس إنساني معين.

ولكن المجتمع الإسلامي يجمع بين كافة أجناس البشر، بمختلف ألوانهم ولغاتهم وأماكنهم.

ووجد المجتمع الإسلامي ليعمل على تحرير البشرية من العادات الخاطئة، كالعبودية والرق والخرافات والكهانة، والعبادات التي كانت تقام على عبادة الأصنام والأوثان، والشرك بالله عز وجل، يتميز المجتمع الإسلامي بأنه يمتلك سيادة على الظلم والفاحشة والمنكر.

شاهد أيضًا: الخطوبة في الإسلام وأحكامها

الإسلام وبناء المجتمع

لقد من الله على عباده بأجل وأعظم نعمة في هذا الوجود وهي نعمة الإسلام، حيث أن الدين الإسلامي دين شامل لكل جوانب حياة المسلم، وحتى يكون الإسلام دينًا واقعيًا فلابد ألا يظل كعبارة بكلمات مسطورة، بل لابد من أن يصبح حركة واقعية.

مما يتطلب من المسلمين تسخير كافة أمور الدنيا، بهدف خدمة الإسلام وعدم التوغل في الأمور الحياتية، وترك الهدف الأكبر والمتمثل في الآخرة.

وتلك المبادئ قد وعيها الصحابة وساروا عليها، لدرجة شهدت أن كل منهم كان بمثابة نموذجًا حيًا للإسلام، ففتحوا العديد من بلاد العالم لتصبح بلادًا إسلامية، وانتشر الإسلام في ربوع العالم فدخل الناس في دين الله أفواجًا، مكونين مجتمعًا اسلاميًا مثاليًا.

أسباب تقوية روابط المجتمع

لقد حرص الإسلام على ربط العلاقات بين أطراف المجتمع الإسلامي، حيث أن الإنسان له طوابع اجتماعيه، وشديد الحرص على مقابلة الأخرين من الناس، ويتم تقوية تلك الروابط الاجتماعية من خلال عدة أمور والتي منها ما يلي:

شرع الإسلام صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والجنازة

فلقد فرض الله سبحانه 5 صلوات في اليوم والليلة، كما أكد الدين الحنيف في الوقت ذاته على ضرورة أداء تلك الصلوات الخمس في جماعة، والهدف الأسمى وراء ذلك هو أن يرى المسلمون بعضهم البعض، ويلتقوا في مكان واحد.

كما أوجب الشرع الحنيف صلاة الجمعة على الرجال في المسجد جماعةً، حتى يلتقي أبناء المجتمع الإسلامي في لقاء أسبوعي، ورغب حضور كل من النساء والأطفال، كما أكد على صلاة العيدين حتى تكون لقاءً سنويًا لكافة المسلمين في أيام أعيادهم.

تشريع الإسلام للواجبات الاجتماعية الخاصة بتقوية الروابط الاجتماعية:

فقد أكد الإسلام على ضرورة تقوية الروابط الاجتماعية، والتي تظهر من خلال الواجبات الاجتماعية المتمثلة في بر الوالدين وطاعتهما، والإحسان إلى الجيران وتجنب إيذائهم، وصلة الأرحام والإحسان إليهم.

الدعوة إلى أسباب التآلف الاجتماعي:

والذي يتم من خلال إفشاء السلام في الطريق، وتوقير الكبار والعطف على الصغار، مساندة الأخرين، وكف الأذى عن الطريق.

الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة:

حيث عمل الإسلام على الاهتمام بالأخلاق اهتمامًا كبيرًا، فقد كانت الأخلاق هي المراد من دعوة الأنبياء.

والمقصود بالأخلاق الفاضلة هي التي تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية، والتي من خلالها يتحلى الإنسان بالإخلاص، ويبتعد عن الكذب، وأن تتأثر النفس بما يجب أن تكون عليه، وتتحلى بمكارم الأخلاق وتبتعد النفس عن الرذائل بهدف رضى الله عز وجل.

وتصنف الأخلاق إلى أقسام خمسة وهي: الفردية، والأسرية، والاجتماعية، والمتصلة بحق الله، والخاصة بالدولة.

ركائز المجتمع المسلم

إن لكل مجتمع مثالي علامات واضحة لا تخفى على أصحاب البصيرة والفهم، وتلك العلامات والأمارات قد ظهرت في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وهذه العلامات تبعد كل البعد عن هوى النفس الذي قد يبعد صاحبه عن طريق الحق، وتتعدد هذه الركائز الإسلامية، والتي منها:

إقامة الشريعة الإسلامية بكل أوامرها، وتطبيقها

وذلك حتى تكون منهج حياة للأمة الإسلامية، وتضم الشريعة الإسلامية كل ما جاء من النصوص الإلهية من اتباع الأوامر والنواهي والحدود وغير ذلك.

والواجب الحتمي من المسلمين تجاه تطبيق الشريعة والعمل بها والدفاع عنها.

كما يجب العلم من أن هذه الشريعة عامة لكل زمان ومكان، وهي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بتغير أي أحوال أو ظروف أو أزمنة.

وهذه الشريعة تتكفل بتنظيم حياة الإنسان وعلاقته مع ربه ومع الناس.

وذلك في حال تطبيق المسلم لها وعدم اعتبارها على أنها نظريات وأوامر وقصص تتلى عليه.

شاهد أيضًا: معلومات عن أمية بن خلف في الإسلام

حفظ الحقوق والحريات ضمن حدود الشريعة

حيث أن الشريعة تعمل على تنظيم علاقة المسلم بخالقه وعلاقته بالأخرين.

وتعمل على حفظ الحقوق وتكفل الحريات، ومن أمثلة ذلك حقوق المرأة.

وتحررها ضمن المجتمع المسلم، وأيضًا الحقوق التي يتمتع بها أهل الكتاب في الدولة المسلمة.

التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع

وهي التي تعني كفالة المسلم لأخيه المسلم، حيث يعطف عليه ويواسيه ويعاونه.

ومن صور التكافل التي شرعها الله تعالى في كتابه الزكاة الواجبة من الأغنياء على الفقراء.

وكف الأذى، ونصرة المظلوم، وإطعام الطعام وإفشاء السلام.

تعظيم المسؤولية العامة والخاصة وعدم التفريط بها

وهي التي تعني مسؤولية كل فرد في المجتمع، وقدرته على تحمل ما يفعل، ومن أمثلة ذلك:

  • المسؤولية الخاصة بالأسرة، فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد تنشئة صالحة.
    • تتماشى مع التعاليم الإسلامية ومبادئه وأخلاقه.
  • وهناك المسؤولية العامة وهي مسؤولية الدولة والقائمين عليها، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    • وهو يعد من الواجبات على كل مسلم، وكل حسب استطاعته، مع ضرورة الحرص على الالتزام بالشروط والآداب الخاصة بذلك.

مقومات المجتمع الإسلامي في عهد رسول الله

قبل بعثة الرسول” صلّى الله عليه وسلّم” كان المجتمع يسير وفق مبدأ الغابة والبقاء للأقوى.

فقد كان يعاني من الظلم والفساد بشتى أنواعه، فالقوي يأكل الضعيف.

وله السلطان عليه، إلى أن جاء الرسول الكريم ليضع الحدود لذاك المجتمع الذي يتسم بالهمجية.

فوضع مجموعة من الأسس والمقومات ليقوم عليها هذا المجتمع الإسلامي، والتي منها ما يلي:

  • الإيمان بوحدانية الله، حيث اجتمعت قلوب الناس على عبادة الله الواحد.
    • بعد أن كان المجتمع مشتت بين عبادة الأوثان والأصنام وغيرها مما لا يضر ولا ينفع.
    • فهذا التوحيد حول شخصيات المجتمع من الضياع والتفرق إلى عالم إسلامي موحد.
  • الآداب الأخلاقية والسلوكية وضوابطها، وذلك من خلال ضبط الفرد في مجتمعه ليسير بصورة هادفة ومهذبة.
    • حيث وضع الإسلام آدابًا للاستئذان، كما وضع الحدود على الجرائم التي تقع في المجتمع.
    • فقد شرع الإسلام الحدود والقصاص من أجل ضبط السلوكيات.
  • الشورى بين أفراد المجتمع، فعندما كانت غاية كل المسلمين واحدة ومشاكلهم المجتمعة متشابهة.
    • فكانت إيجاد الحلول لهذه المشاكل من خلال روح الجماعة واليد الواحدة.
  • التضامن بين أفراد الأمة الإسلامية، وهو ما يعني مبادئ التعاون والصفاء والإخاء.
    • مما يساعد على اندماج أفراد المجتمع فيما بينهم، ومن ثم القضاء على الفوارق فيما بينهم.

شاهد أيضًا: موضوع عن الشورى في الإسلام

وفي النهاية يجب التأكيد على أن الإسلام الحنيف جاء ليؤكد أن الناس جميعًا سواسية، باختلاف ألوانهم واجناسهم، وأن المسلمين جميعًا كالبناء المشدود يشد بعضه بعضًا.

مقالات ذات صلة