حقن الانسولين والصيام

حقن الانسولين والصيام هل الأنسولين مع الصيام له آثار سلبية على صحة مريض السكر؟ سؤال يتردد في أذهان الكثيرين من مرضى السكر الذين يحتاجون للعلاج بِاستخدام حقن الأنسولين، ومع هذا يصعب عليهم ترك ثواب فريضة الصيام حتى لو بسبب مرض السكر.

لهذا سنتحدث في مقالنا هذا عن حقن الأنسولين والصيام، وكذلك تأثير الصيام م على مستوى السكر في الدم، والمخاطر التي قد يتعرض لها المريض، وكذلك أهم النقاط الواجب مراعاتها أثناء الصيام لمريض السكر.

مرض السكر والصيام

  • يعد الطبيب المعالج هو الشخص الوحيد القادر على تحديد حالة مريض السكر، إذا كانت تسمح بالصيام، أو أن الصيام قد يشكل خطر على صحته. 
  • لذلك وجب على كل مريض سكر أن يرجع للطبيب قبل البدء في الصيام حفاظاً على صحته وحياته أيضاً.
    • ويعرف من الطبيب التعليمات والإرشادات الواجب مراعاتها أثناء الصيام. 
  • وكذلك الجرعات المناسبة والنظام الغذائي الأمثل حتى لا يتعرض لمشاكل جسيمة قد تؤدي بحياة المريض.

المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض السكر أثناء الصيام 

من أهم المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض السكر في حالة الصيام بدون إستشارة الطبيب المختص أو عدم اتباع التعليمات والإرشادات الخاصة بالصيام لمريض السكر :

هبوط سكر الدم “Hypoglycemia”

وهو يعني حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم عن المعدلات الطبيعية وهو( 70 ملجم/ديسيلتر أو ما يعادل 3.9 مليمول/لتر).

إرتفاع سكر الدم “Hyperglycemia”

  • وهو يعني حدوث ارتفاع شديد في مستوى سكر الدم أعلى من المعدلات الطبيعية وهو (200 ملجم/ديسيلتر أو ما يعادل 11.1 مليمول/لتر).
  • وهذا قد يتسبب في حدوث حالة ” الحمض الكيتوني السكري” أو ما يعرف بغيبوبة السكر عند المرضى المصابين بالسكر من النوع الأول.

غيبوبة السكر

تحدث غيبوبة السكر عندما لا يصل لخلايا الجسم نسبة الجلوكوز الكافية، فتقوم الخلايا بحرق الدهون حتى تحصل على الطاقة، وعندما يقوم الجسم بحرق الدهون بدلا من الجلوكوز حتى ينتج الطاقة فينتج عن هذا إنتاج فضلات حرق الدهون وهي الكيتونات. 

  • وتؤدي الزيادة في نسبة الكيتون إلى حدوث زيادة في حموضة الدم، مما يمثل خطر كبير على المريض.
  • كما أن حدوث انخفاض كبير لنسبة الأنسولين المفرزة، والذي يحدث فرضياً نتيجة انخفاض كمية الغذاء الذي يدخل الجسم في أيام الصيام.
  • قد يسبب هذا ارتفاع خطر التعرض لحالة “الحمض الكيتوني السكري.

الحِمض الكيتوني السكري 

هو يحدث نتيجة حدوث مضاعفات خطيرة لمرض السكر، وهو يحدث عندما يقوم الجسم بإنتاج كميات كبيرة من الكيتونات، ومن أهم أعراض الحِمض الكيتوني السكري:

  • الشعور بالعطش الشديد
  • كثرة التبول والذهاب إلى دورة المياه.
  • الشعور بالغثيان والقيء
  • الشعور بألم في البطن
  • حدوث وهن وتعب
  • حدوث ضيق في التنفس
  • رائحة النفس غريبة تشبه الفاكهة.
  • حدوث تشوش وصعوبة تركيز.

فإن مرضى السكر من النوع الأول الذين يرغبون في الصيام في شهر رمضان المعظم هم أكثر عرضة للإصابة بحالات “الحمض الكيتوني، وغيبوبة السكر.

الجفاف والخثرات الدموية

  • قد يتسبب الصيام في شهر رمضان إلى حدوث جفاف لمريض السكر، بسبب فقدان الجسم للسوائل.
    • بالإضافة إلى حدوث  إرتفاع في  معدل الحرارة والرطوبة أيضاً خلال فصل الصيف.
    • وحدوث الجفاف قد يسبب زيادة في لزوجة الدم، وهذا ما قد يسبب زيادة فرصة تكون خثرات دموية وتجلطات.
  • ولذلك فإنه يجب  على مرضى السكر الذين يرغبون في صيام  شهر رمضان.
    • أن يقوموا بتناول كميات كبيرة من الماء والسوائل خلال فترة الإفطار من بعد أذان المغرب إلى ما قبل أذان الفجر.
    • وهذا لحماية نفسهم من حدوث الجفاف وما ينتج عنه من حدوث مضاعفات خطيرة.

أهم الإرشادات الواجب إتباعها عند الصيام لمريض السكر

في حالة مرضى السكر من النوع الأول 

  • فى هذا النوع من مرض السكر يعتمد  المريض فيه  على استخدام حقن الأنسولين كعلاج، وهو يحتاج إلى أن يتناول الإفطار بعد أخذ جرعة الأنسولين مباشرة،
  • وفي حالة ما لم يتناول مريض السكر الطعام سَيحدث هبوط في سكر الدم، وقد يؤدي إلى حدوث غيبوبة بسبب نقص السكر
  • لذلك في هذا النوع من مرض السكر يفضل عدم الصيام، ولكن إذا كان المريض مصر على أن يصوم يجب أن يحافظ على مستوى السكر في الدم بمعدل منتظم.
    • حتى لا يحدث نقص في معدل مستوى السكر في الدم على الأقل لمدة شهرين قبل رمضان.
  • هناك بعض الحالات التي لا يسمح فيها بالصيام ابداً للخطر الشديد الذي قد يتعرض له مريض السكري ويؤثر على حياته.
    • بسبب أن مستوى السكر بالدم يكون غير منتظم ومتأرجحاً. 
  • وكذلك أيضاً المرضى الذين يتعالجون بمضخة الأنسولين، وكذلك مصاب مرض السكر الذي يعانون من مضاعفات أخرى مثل أمراض القلب.

أما في حالة مصابي السكر من النوع الثاني 

  • فهؤلاء المرضى يعتمدون في العلاج على تناول أقراص علاج السكر من خلال الفم، وأغلب هؤلاء المرضى يفيدهم الصيام كثيراً في تنظيم مستوى السكر، ولكن يجب عليهم الحذر وتنظيم الوجبات أثناء الإفطار والسحور.

الأنسولين والصيام 

أفضل طريقة لأخذ الأنسولين في رمضان :

يجب على مريض السكر الذي يتناول الأنسولين أخذه  قبل تناول الطعام بحوالي نصف ساعة، أما في الحالات التي تستخدم الأنسولين من نوع Lispro (وهو أنسولين سريع التأثير) فيجب  أن يُؤخذ مباشرةً قبل تناول الطعام.

كيفية متابعة السكر في حالة مرضى السكر أثناء الصيام 

غالباً ما يُنصح بقياس ومتابعة نسبة السكر بين على فترات على مدار اليوم خصوصاً للمرضى الذين يستخدمون الأنسولين، وفي هذه الحالة  يفضل أن يتم قياس نسبة السكر بمعدل أربع مرات على مدار اليوم على سبيل المثال:

  • من 10:00 صباحًا – إلى 11:00 صباحًا.
  • من 03:00 مساءً – إلى 04:00 مساءً.
  • بعد 3 ساعات من الإفطار.
  • قبل السحور مباشرةً.

وفي حالة ملاحظة ارتفاع في نسبة السكر فيُنصح بقطع الصيام على الفور والإفطار مباشرةً ثم قم بِإستشارة الطبيب بعدها وهذا لمنع حدوث المضاعفات وتجنب حدوث هذا مرة أخرى.

بعض الأسئلة الهامة التي يبحث عن إجابة لها أصحاب مرض السكر:

هل الصيام يرفع السكر أم إنه يسبب انخفاض لمستوى السكر ؟

يؤدي الصيام وعدم تناول الطعام إلى حدوث إنخفاض فى مستوى السكر بالدم.

هل يعتبر الصيام لمريض السكرى مفيد أم ضار ؟

يختلف على حسب نوع السكر، وكذلك معدل السكر ومتابعة المريض له، حيث يعتبر الصيام بالنسبة لمريض السكر قد يمثل خطراً كبيراًعلى حياته.

لهذا يتوجب على مريض السكر إِستشارة الطبيب قبل البدء في الصيام، وبعدها يقرر الطبيب ما إذا كان الصيام أمن على هذا المريض أو قد يسبب له مضاعفات خطرة.

هل تبحث عن وسيلة للمساعدة في الحفاظ على نسبة السكر طبيعية ؟

  • يجب على مريض السكر إتباع نظام غذائي يتناسب مع حالته، بحيث يكون قليل في السكريات والدهون.
  • ويجب علي مريض السكر أن يتناول أدويته في مواعيدها وأيضاً بالجرعات التي يحددها الطبيب المعالج، وهذا ضروري جدًا للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.

ما حكم الشرع في أخذ حقن الأنسولين مع الصيام

  • تعتبر حقن الأنسولين غير مفطرة، حيث انها ليست طعاماً ولا شراباً، والأصل في صحة الصوم، فلا يمكن الحكم بزوال هذا الأصل إلا بدليل، لهذا فصوم مريض السكر المتناول الأنسولين صحيح. 
  • ويحكم في هذا الطبيب المعالج المتابع للحالة، وعلى المريض التكفير عن كل يوم بإطعام مسكينًا لقول الله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184].
  • قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعِمان مكان كل يوم مسكينًا. رواه البخاري. والله أعلم.

وفي النهاية يجب الحرص لمريض السكر عند الصيام وإتباع نظام غذائي مناسب واستشارة الطبيب المعالج قبل الصيام.

مقالات ذات صلة