فترة حضانة الالتهاب السحائي وعلاجه

فترة حضانة الالتهاب السحائي وعلاجه، يُعتبر مرض الالتهاب السحائي من الأمراض الخطيرة التي يجب الإسراع في علاجها، في هذا المقال، سوف نتحدث عن الالتهاب السحائي، أسبابه وأعراضه وعلاجه وفترة حضانته، وطرق الوقاية منه.

نبذة عن الالتهاب السحائي

  • الالتهاب السحائى هو مرض يصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، والتي يُطلق عليها اسم السحايا Meninges، ولها العديد من الأسباب كالعدوى أو البكتيريا، أو غيرها من الأسباب.
  • ومن الممكن أن يكون الالتهاب السحائي Meningitis شيء طارئ يستوجب العلاج بسرعة، نظرًا لكونه قريبًا من الدماغ والنخاع الشوكي.

أعراض الالتهاب السحائي

  • من أكثر الأعراض شيوعًا الصداع الشديد الذي يصيب نسبة كبيرة من مصابي الالتهاب السحائي، ثم تيبس العنق، وهو صعوبة في ثني الرقبة للأمام، بسبب تصلب الرقبة وتوتر العضلات.
  • ومن أعراضه الشائعة أيضًا ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وتعتبر تلك الأعراض الثلاثة من أشهر الأعراض، ومن الممكن وجودهم معًا بنسبة ضئيلة.
  • وإذا لم يكن هناك أي عرض هذه الأعراض الثلاثة، فإن وجود الالتهاب السحائي غير محتمل.
  • ومن أعراضه وجود رهاب الصوت أو الضوء، وهو عدم القدرة على تحمل الأصوات العالية والضوضاء، أو الأضواء الساطعة.
  • ومنها أيضًا وجود صداع مع القيء أو الغثيان، والارتباك، والنوبات والشعور بالنعاس، وصعوبة في الاستيقاظ، وصعوبة التركيز، وفقدان الشهية للطعام والمشروبات.
  • وفي حالة ظهور أي من تلك الأعراض خصوصًا الحمى والصداع الشديد وتيبس الرقبة، يجب زيارة الطبيب على الفور، لأنه من الأمراض الخطرة التي يجب الكشف عنها فورًا.

أعراض الالتهاب عند الأطفال حديثي الولادة

  • يظهر الالتهاب السحائي عند الأطفال على هيئة أعراض مختلفة عن الأعراض السابقة، حيث ينفعل الطفل بسرعة، ويكون متهيجًا، وليس على ما يرام.
  • وقد يحدث بروز أو تورم في اليافوخ عند الأطفال في سن ستة أشهر، وقد يوجد ألم في ساق الطفل، وتكون الأطراف باردة، ويكون لون الجلد غريبًا.
  • كما تظهر أعراض مثل وجود حمى، وارتفاع في درجة الحرارة، وبكاء الطفل بشكل مستمر، والهياج الزائد والنعاس، وتيبس جسم الطفل، وسوء في التغذية.

أسباب الالتهاب السحائي

  • يجب تحديد أسباب التهاب السحايا ونوعه، لأن كل نوع له خطورته، وتُعتبر العدوى البكتيرية من أخطر الأنواع، والتي يجب علاجها فورًا.
  • يحدث الالتهاب السحائي نتيجة العدوى بالكائنات الحية الدقيقة، وتكون العدوى بسبب الفيروسات، ومن الممكن أن تحدث نتيجة البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات.
  • كما أنه من الممكن عدم حدوث الالتهاب نتيجة العدوى، ولكن لأسباب أخرى مثل الفيروسات، أو عدوى بكتيرية تم علاجها من قبل بشكل جزئي.
  • قد تكون الأسباب بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو طفيلية أو غير معدية، وسيتم الحديث عن أنواع الالتهاب السحائي المختلفة وأسبابها في الفقرة القادمة من المقال.
  • ومن الأسباب الأخرى لالتهاب السحايا حدوث أشياء غير معدية مثل الحساسية من بعض الأدوية، أو التفاعلات الكيميائية، أو أمراض أخرى كالساركويد.
  • ومن أسبابه تفويت الحصول على اللقاحات، التي يُوصى بها للأطفال في مرحلة الطفولة، أو عند البلوغ.
  • ويكون الذين يتواجدون في بيئة مجتمعية مزدحمة، أو الطلاب الجامعيين الذين يسكنون بالمدن الجامعية، عرضة للالتهاب السحائى بالمكورات السحائية.
  • وكذلك لمن هم يعملون في القواعد العسكرية، أو الأطفال في مراكز رعاية الأطفال، أو المدارس الداخلية، والسبب في ذلك إمكانية انتقال البكتيريا بالتنفس.
  • وتحدث حالات الالتهاب السحائي الفيروسي غالبًا عند الأطفال أقل من خمسة أعوام، أما الالتهاب السحائي البكتيري، فيحدث غالبًا لمن هم في عمر أقل من 20 عامًا.

أنواع الالتهاب السحائي

1- الالتهاب السحائي البكتيري

  • ينتج هذا النوع من الالتهاب بسبب دخول البكتيريا مجرى الدم، وبالتالي فهي تذهب إلى الحبل النخاعي أو الدماغ، مسببة ذلك النوع من الالتهاب.
  • وينتج الالتهاب البكتيري الحاد بسبب أنواع من السلالات البكتيرية منها البكتيريا العقدية الرئوية، وهي من أشهر أسباب الالتهاب البكتيري عند الاطفال و الرضع والبالغين في أمريكا.
  • ومن الممكن أن يسبب هذا النوع حدوث التهاب رئوي أو عدوى في الجيوب الأنفية أو الأذن، ويمكن الوقاية من هذا النوع من العدوى عن طريق اللقاح.
  • ومن تلك السلالات أيضًا البكتيريا المستدمية من النوع b، حيث كانت من الأسباب الأساسية لظهور الالتهاب السحائي البكتيري عند الأطفال، ولكن وجود التحصينات الحديثة خفضت عدد الحالات.
  • ومنها البكتيريا الليسترية، وتوجد أحيانًا في اللانشون أو السجق أو الأجبان الغير معقمة، ويُصاب بها بشكل أكبر الأطفال حديثي الولادة، وكبار البالغين، و المصابين بضعف المناعة.
  • وقد تصل هذه البكتيريا الحائل المشيمي وتعبره، فتسبب العدوى في الحمل، وقد تؤدي إلى وفاة الجنين.
  • ومنها البكتيريا النيسرية السحائية، وهي من الأسباب الرئيسية للالتهاب البكتيري، وقد تسبب عدوى الجهاز التنفسي، وهذا النوع من البكتيريا معدي، وقد يصيب المراهقين.
  • ومن واعراضه، غثيان وقيء، وحمى، وصداع، وحساسية للضوء، و تيبس الرقبة، وعدم الراحة، ووجود قشعريرة، وتيبس الرقبة، وكدمات وردية على الجلد، والشعور بالنعاس.
  • ومن الممكن تجنب الإصابة بتلك العدوى عن طريق اللقاح.

2- الالتهاب السحائي الفيروسي

  • هذا النوع من الالتهاب بسيط، ويمكن شفاؤه تلقائيًا بدون الحاجة إلى زيارة الطبيب، ووفقًا للحالات المُصابة به في أمريكا، فإن سببها بعض الفيروسات يُطلق عليها الفيروس المعوي.
  • هذا النوع من الفيروسات ينتشر في أوائل فصل الخريف وأواخر الصيف، ومن هذه الفيروسات فيروس النكاف، وفيروس غرب النيل، وفيروس الحلأ البسيط.
  • ومن أعراض هذا النوع من الالتهاب السحائي فقدان الشهية، و النعاس والكسل، وعدم الشعور بالراحة، ووجود ارتفاع في درجات الحرارة، وحمى، وتيبس الرقبة، وغثيان وقيء.

3- الالتهاب السحائي الفطري

  • يُعتبر هذا النوع من الالتهاب غير منتشر، وقد يتشابه في الأعراض أو الأسباب مع الالتهاب السحائي البكتيري الحاد، ولا تسبب العدوى أو تنتقل من مريض إلى شخص آخر.
  • ومن الفطريات المسببة له المستخفيات، وتقوم بإصابة ذوي المناعة الضعيفة، ويجب زيارة الطبيب ومعالجة هذا النوع من الالتهاب فورًا لخطورته.
  • ومن أعراضه القئ والغثيان، والحساسية للضوء، و وجود حمى وصداع وارتباك.

تشخيص الالتهاب السحائي

  • في حالة وجود اشتباه في الإصابة بالالتهاب السحائي يتم القيام بخطوات لتشخيص المرض، حيث يتم عمل اختبارات وتحاليل الدم الواسمات الالتهاب للكشف عن العدوى.
  • ومنها بروتين سي التفاعلي CRP و تعداد الدم الكامل وزرع الدم، ومن الاختبارات الهامة التي يجب القيام بها تحليل السائل النخاعي بواسطة البزل القطني، ولكن يُمنع القيام ب البزل القطني في بعض الحالات.
  • ومن تلك الحالات ارتفاع ضغط الجمجمة، أو وجود كتلة في الدماغ، أو ارتفاع ضغط الجمجمة، فعندها يجب تجنب عمل البزل القطني.
  • وإذا كان هناك خطر ما في وجود كتلة أو ارتفاع ضغط الجمجمة، فيستحسن القيام بعمل التصوير الطبقي المقطعي المحوسب، أو صورة الرنين المغناطيسي قبل البزل القطني.
  • ويجب تناول المضادات الحيوية لتجنب تأخير العلاج، خصوصًا إذا كان أكثر من نصف ساعة، ويتم التصوير لاحقًا.
  • وفي بعض الأحيان، مثل الالتهاب السحائي الشديد، تُراقب الشوارد في الدم، كنقص الصوديوم، قد يؤدي إلى حدوث التهاب جرثومي، وينتج ذلك لبعض الأسباب، منها الجفاف.
  • ومن الأسباب أيضًا إفراز غير ملائم لهرمون فازوبريسين، الذي يُطلق عليه اسم ADH وهو الهرمون المانع لإدرار البول، أو وجود مبالغة في إدخال السوائل الوريدية.

علاج الالتهاب السحائي

  • يجب علاج الالتهاب السحائي، وعدم الإهمال فيه، لأنه خطير ومهدد، وله عواقب وخيمة، ويجب أخذ المضادات الحيوية واسعة المجال وعدم التأجيل في ذلك، حتى يتم إجراء التحاليل.
  • وإذا كان هناك اشتباه، فيُنصح بإعطاء المضاد الحيوي بنزيل بنسلين، وذلك قبل نقل المريض إلى المستشفى، ويجب إعطاء السوائل بواسطة الوريد إذا كان هناك انخفاض في ضغط الدم أو صدمة.
  • ويتم إعطاء السوائل للأطفال بواسطة الوريد لمدة يومين، ويجب استشارة الطبيب فورًا بمجرد الشعور بأي أعراض للالتهاب.
  • وإذا كان هناك انخفاض في مستوى الوعي نتيجة للإصابة بالالتهاب، أو تأثر التنفس، فيمكن استخدام التنفس الصناعي للمريض.
  • وإذا كان هناك ارتفاع في ضغط قحف الجمجمة، يتم استخدام طرق من شأنها تحسين الوضع، وتخفيف ضغط الجمجمة مثل أدوية المانيتول.
  • كما يتم علاج نوبات الصرع بمضادات الصرع، وتُعرف باسم مضادات النوبات أو مضادات الاختلاج.
  • ويعتمد نوع العلاج على نوع الجراثيم المسببة للالتهاب، يُعتبر العلاج التجريبي هو الجيل الثالث من مضاد الحيوي سيفالوسبورين مثل سيفترياكسون أو سيفوتاكسيم.
  • أما في أمريكا، وُجد أنه يُنصح بإضافة مضاد الحيوي فانكوميسين إلى العلاج الأولي، وكذلك يمكن استخدام المضاد الميكروبي الكلورامفينيكول منفردًا أو مع مضاد الحيوي الأمبيسيلين.

فترة حضانة الالتهاب السحائي

  • تكون فترة حضانة مرض الالتهاب السحائي في المتوسط أربعة أيام، وتتراوح بين يومين وعشرة أيام.
  • ويتم إعطاء العلاج المناسب حسب لنوع الالتهاب ومسبباته، فإذا كان الالتهاب السحائي البكتيري، يجب الذهاب للمستشفى فورًا، حيث يحمي ذلك الدماغ والنخاع الشوكي من وجود أضرار.
  • وإذا كان الالتهاب فيروسي، فيمكن شفاؤه تلقائيًا بدون الحاجة إلى الذهاب للطبيب.
  • وإذا كان التهاب جرثومي، فمن الضروري الحرص على إعطاء المضادات الحيوية فورًا حتى قبل ظهور نتائج تحليل السائل النخاعي، ونتائج البزل القطني.

إرشادات للوقاية من الالتهاب السحائي

يمكن الوقاية من الالتهاب السحائي بواسطة اتباع بعض من النصائح والإرشادات، ومنها:

  • غسل اليدين بعناية وانتظام، لأن ذلك يحد من انتشار الجراثيم، لذلك يجب الحرص على تعليم الأطفال الانتظام في غسل اليدين وشطفها جيدًا قبل وبعد الأكل، وبعد استخدام الحمام.
  • كذلك يجب عليهم غسل اليدين عند تواجدهم في أماكن مزدحمة، أو عند ملامسة الحيوانات.
  • الحرص على أخذ التطعيمات المناسبة قبل السفر إلى الدول التي يوجد بها عدد كبير من الإصابات بالالتهاب السحائي، ويتم أخذ التطعيمات تحت إشراف الطبيب.
  • الحرص غسل اليدين بعد استخدام المرحاض، أو بعد تغيير حفاضات الأطفال، وعند العطس، يجب تغطية الفم والأنف.
  • ممارسة العادات الصحية الجيدة، كعدم مشاركة الأطعمة ومعداتها، والمشروبات والملاعق والشفاطات، وفرشاة الأسنان والمرطبات مع الأشخاص الآخرين، ويجب تعليم الأطفال هذا.
  • الحصول على الراحة الكافية، والانتظام في عمل التمارين، والحرص على تناول الأطعمة الصحية والفواكه والخضروات الطازجة.
  • وبالنسبة للمرأة الحامل، فيجب طهي اللحم لدرجة حرارة مناسبة، وذلك لتجنب الإصابة بمرض الليستريات، ويجب تجنب الأجبان المصنوعة من الألبان الغير مُعقمة.

إرشادات الوقاية من الالتهاب للأطفال

  • إعطاء الأطفال التطعيمات الوقائية، وهي تطعيم الأنفلونزا البكتيري، للأطفال في سن أقل من عامين، وتطعيم المكورات الرئوية، وذلك للحد والوقاية من الالتهاب البكتيري.
  • بالإضافة إلى إعطائهم تطعيم الالتهاب السحائي، للأطفال في سن سنتين، ويتم تكرار التطعيم للطفل كل عامين.
  • الحرص على تهوية المكان الذي يتواجد فيه الأطفال، وكذلك أتوبيس المدارس، والفصول الدراسية ومنع التكدس لمنع انتقال الجراثيم في الهواء.

تطعيمات للوقاية من الالتهاب السحائي

  • يوجد العديد من التطعيمات واللقاحات، للحد من الإصابة بالالتهاب السحائي البكتيري، ومنها:
  • لقاح عدوى النزلة النزفية (ب)، يُعطى هذا اللقاح للأطفال في أمريكا، وهو من التطعيمات الإجبارية، ويبدأ إعطاؤه للأطفال من عمر شهرين، كما يُعطى لبعض البالغين.
  • لقاح المكورات الرئوية المتقارنة، ويُرمز له PCV13، وهو من التطعيمات الإجبارية أو الدورية بأمريكا، ويُعطى للأطفال أصغر من سنتين، وتُعطى جرعات إضافية لمن هم بين عامين وخمسة أعوام.
  • وكذلك للأطفال المعرضين للإصابة بالمكورات الرئوية.
  • لقاح المكورات الرئوية متعدد السكريد، ويُرمز له PPSV23، يُعطى للأطفال الكبار والبالغين للوقاية من المكورات الرئوية، كما يُنصح بإعطاء اللقاح للبالغين والبالغين من يتعدى 65 عامًا، والأطفال عند عمر عامين، وذوي المناعة الضعيفة.
  • وكذلك يُوصى بإعطائه لمن عندهم أمراض مثل أنيميا الخلايا المنجلية، أو من لا يملك طحالاً.
  • لقاح المكورات السحائية المتقارنة، يُنصح من قِبل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء جرعة واحد من هذا اللقاح للأطفال ذوي الأعمار بين 11 و12 عامًا.
  • كما يتم إعطاء حقنة معززة عند وصولهم لسن 16 عامًا، أما إذا تم إعطاء اللقاح لأول مرة بين 13 و15 عامًا، فتكون الجرعة المعززة في عمر بين 16 و18 عامًا.
  • وإذا تم إعطاء جرعة اللقاح الأولى عند سن 16 عامًا، فلا يتم إعطاء جُرعة مُعززة، ويتم إعطاء اللقاح أيضًا للأطفال في عمر بين شهرين وعشرة أعوام، والذين قد يتعرضون إلى التهاب سحائي بكتيري.
  • كذلك يُعطى اللقاح لمن يحتك بالمصابين بالالتهاب، أو الذين لم يُطعموا من قبل، وتعرضوا للمرض، ونسأل الله السلامة.

وفي نهاية هذا المقال عن فترة حضانة الالتهاب السحائي وعلاجه، نكون قد تحدثنا عن الالتهاب السحائي، وأنواعه وأعراضه، وأسبابه وتشخيصه وعلاجه وفترة حضانته، وطرق وإرشادات وتطعيمات للوقاية منه، ونسأل الله السلامة، وأن يحفظ الجميع، اللهم آمين.

مقالات ذات صلة