الحيوان الصنم الذي عبدته بني إسرائيل؟

إن بنو إسرائيل من الأقوام التي لها تاريخ كبير، ولها العديد من الهدم لرسالات الأنبياء والرسل، وهم أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام.

ونزل عليهم سيدنا موسى بالتوراة والرسالة التي أتى بها من عند الله تعالى، ولكنهم كذبوه واتخذوا آلهة من غير الله، وفي مقالنا هذا نتحدث عن الصنم الذي تم عبادته من دون الله.

الحيوان الصنم الذي عبدته بني إسرائيل

إن عجل الذهب هو الصنم الذي صنعه بنو إسرائيل خلال غياب سيدنا موسى عليه السلام واتخذوه للعبادة، وذلك عندما ذهب ليصعد جبل سيناء.

والذي صنع هذا الصنم هو السامري وذلك حسب ما ذكر في القرآن في قصة سيدنا موسى والسامري، بينما يدعي اليهود في التوراة المحرفة بأن من صنعه هارون لإرضاء بنو إسرائيل.

شاهد أيضًا: ما هو الحيوان المنقرض الذي يشبه الفيل؟

خطيئة العجل

تعرف هذه الحادثة العبرية بخطيئة العجل، وهي مذكورة في سفر الخروج، وفي سورة طه وسورة الأعراف وكان العبرانيون قد أتوا من مصر حيث كان يعبد شيء مشابه لذلك وهو عجل أبيس، والذي أحيا العبرانيون ذكراه في الصحراء.

وقد انتشرت عبادة عجل بري هو الأرخص في الشرق القريب ومنطقة بحر إيجة، واعتبر عجل القمر ومخلوق الإله إيل.

ولكن في الحضارة المينوية كان هناك عجل كريت في الثقافة والمعتقدات الإغريقية.

قصة العجل في الإسلام

وقد ذكرت هذه الحادثة في القرآن الكريم، وذلك حين ذهب سيدنا موسى عليه السلام إلى جبل الطور ليناجي ربه.

فصنع رجل يدعى السامري عجلاً وذلك انتهاز فرصة غياب سيدنا موسى.

ولما رجع سيدنا موسى إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل.

ومعه الألواح المنزلة عليه من لله تعالى والمتضمنة التوراة ثم أقبل على أخيه هارون.

قال له (يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي) أي لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا، فقال: (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ)، أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم.

وذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة الأعراف الآيات 148- 154، (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ.

وَلَمَّا رَجَعَ موسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتمونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتمْ أَمْرَ رَبِّكمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ.

قَالَ ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفونِي وَكَادوا يَقْتلونَنِي فَلا تشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ.

وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ.

وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).

شاهد أيضًا: أين تقع حيفا في إسرائيل

قصة السامري والعجل

إن قصة السامري مع موسى عليه السلام وإضلاله.

لقوم موسى من بعده بعبادة العجل تم تناولها باستفاضة في كتب التفسير كالطبري وابن كثير والقرطبي.

وأصلها في القرآن الكريم، ولكن تفاصيلها من قصص بني إسرائيل.

ونحن نقرأ هذه التفاصيل غير مصدقين لها ولا مكذبين.

وكما هو في مذهب أهل السنة والجماعة حيال قصص بني إسرائيل التي لم يأت في كتابنا تصديقها ولا تكذيبها.

فقد جاء في القرآن الكريم ذكر العجل، وأن السامري عليه لعنة الله قد صنعه لبني إسرائيل من الذهب الذي جمعه منهم.

وقذف فيه قبضة من التراب الذي أخذه من موضع حافر فرس جبريل عليه السلام.

وقذفه في جوفه فصار له خوار كخوار العجل الحقيقي.

وقيل إنه صار عجلاً حقيقياً من لحم ودم، لقول الله تعالى: (فَأَخْرَجَ لَهمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خوَارٌ) سورة طه الآية (88).

وكان مصير هذا العجل الذهبي هو أن حرقه موسى عليه السلام وذره في البر.

وقد ذكر العجل في عدة مواضع من القرآن الكريم.

لكن ما ذكر فيه هذه القصة في موضعان فقط في سورة الأعراف وسورة طه.

عقوبة اتخاذ العجل

الحمد لله الكريم ونحمده على ما هدانا وأولانا، ونشكره على وما وهبنا وأعطانا.

فإن الله تعالى أنزل القرآن هدى للناس وهدانا إياه لنحكم عقلنا عما يدور حولنا من خرافات ومن كفر بكتاب الله وعبادة ما دونه.

ونذكر أن من مواطن العظة في تاريخ بني إسرائيل، هي اتخاذهم العجل، وافتتانهم به.

وعقوبة الله تعالى لهم على ذلك، وقد كرر هذا الخبر في القرآن.

ليحذر قارئ القرآن من الوقوع في الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وذلك أن فتنة بني إسرائيل بعبادة العجل كانت بعد نجاة الله تعالى لهم من بطش فرعون وظلمه.

وكان واجبًا عليهم أن يشكروا الله تعالى على ذلك، ويتبعوا نبيه موسى عليه السلام.

ولا سيما بعد ظهور الآيات البينات لهم أنه نبي مرسل من عند الله تعالى.

وهذا يدل على أنه لا عذر لهم في ذلك، وأن من قامت عليه الحجج والبينات.

فإن الله تعالى وصم بني إسرائيل بالظلم لأنهم اتخذوا العجل.

وظهرت عقوبة بني إسرائيل لاتخاذهم العجل كما ذكر في كتاب الله تعالى.

(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتمْ ظَالِمُونَ * ثمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكرونَ * وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

وَإِذْ قَالَ موسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكمْ ظَلَمْتمْ أَنْفسَكمْ بِاتِّخَاذِكم الْعِجْلَ فَتوبوا إِلَى بَارِئِكمْ فَاقْتلوا أَنْفسَكمْ ذَلِكمْ خَيْرٌ لَكمْ عِنْدَ بَارِئِكمْ فَتَابَ عَلَيْكمْ إِنَّه هوَ التَّوَّاب الرَّحِيم ) سورة البقرة: الآيات من 51: 54.

وهذه الآيات فيها تعداد نعم الله تعالى على بني إسرائيل، وكان واجبًا عليهم أن يشكروها، حيث إنهم اتخذوا إله غير الله ليعبدوه.

فقال لهم سيدنا موسى إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا، فتوبوا إلى خالقكم بأن يقتل بعضكم بعضًا.

وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الأبدي في النار، فامتثلتم ذلك، فمن الله تعالى عليكم بقبول توبتكم.

العظة والعبرة من القصة

فواجب على أهل القرآن أن يأخذوا العظة والعبرة من هذه الحادثة العظيمة.

وأن يكثروا من الشكر في السراء، والصبر في الضراء، واجتناب أسباب الفتن.

وكثرة حمد الله تعالى على جميع نعمه التي أنعم علينا بها.

كما يجب علينا تربية أولادنا على التمسك بالدين الحق، والتزام شريعته، ومجانبة أسباب الفتن.

ويجب أن ننشئهم على كثرة حمد الله تعالى وشكره، ليكون ذلك ديدنهم.

فإن أمة بني إسرائيل ما فقدت مكانتها، ولا سلبت نعمها إلا بعدم شكرها نعمة ربها سبحانه.

شاهد أيضًا: من هو إسرائيل عليه السلام ؟

وختامًا وبعد أن تحدثنا عن الحيوان الصنم الذي عبدته بني إسرائيل، وتعرفنا على كيفية نشأة عبادة هذا الصنم الذي صنع للعبادة من دون الله عز وجل.

وكيفية عقوبة عبادة ما دون الله لبني إسرائيل، نتمنى أن ينال المقال على اعجابكم.

مقالات ذات صلة