فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو ADHD، هو حالة مزمنة تؤثر على ملايين الأطفال وتستمر حتى مرحلة البلوغ، ومن المشاكل التي تُعزى إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي.

فرط الحركة وتشتت الانتباه

  • يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، المعروف أيضًا باسم اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو اضطراب فرط النشاط عند الأطفال (ADHD).
  • أحد أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعًا في الصغار، ما يتم تشخيصه لأول مرة في مرحلة الطفولة، ويستمر المريض في معاناته حتى سن الرشد.
  • ويمكن أن نستنتج من تسمياته المختلفة أن المصابين يميلون إلى المعاناة من الانحرافات وصعوبات في التحكم في سلوكهم العاطفي.
  • أي أنهم يتصرفون دون التفكير في عواقب الأشياء، بالإضافة إلى حقيقة أن نشاط حركتهم أعلى من الحد الطبيعي.
  • وفي العموم تتحسن هذه الأعراض مع تقدم العمر، وقد تستمر في حالات أخرى، ويجدر التأكيد على أهمية اتخاذ التدابير التي تسمح بالسيطرة على المرض.
  • وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تحقيق الشفاء التام من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن هناك طرقًا يمكن أن تقلل من أعراضك وتتحكم فيها.
  • ويمكن وضع خطة علاج مناسبة لكل حالة، والتي تتضمن عادةً تلقي الدعم التعليمي المناسب، وتقديم المشورة وإرشاد الأطفال المصابين بالحالة وأسرهم.
  • بالإضافة إلى استخدام الأدوية المناسبة عند الضرورة، وتعتبر الأدوية خط العلاج الأول في حالات البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام العلاجات النفسية، مثل: العلاج المعرفي السلوكي.

علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه

  • عادةً ما تتضمن خطة العلاج المستخدمة في حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مزيجًا من العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، وتبدأ عملية العلاج للأطفال المتأثرين في سن ما قبل المدرسة.
  • أي أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات، مع استخدام العلاج السلوكي وحده قبل دار رعاية المسنين.
  • الأدوية والعلاج السلوكي في هذه الحالة يعتمد بشكل أساسي على تدريب الوالدين، وتجدر الإشارة إلى أن خطة العلاج الأكثر فاعلية تعتمد بشكل أساسي على الطفل المصاب وعائلته.
  • ويمكن تعديلها في بعض الحالات، خاصة إذا كان المصاب توقف عن الاستجابة للعلاج المتبع ثم ينتقل الأخصائي إلى خيار علاجي آخر.
  • وقد سبق الإشارة إلى أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن تتحسن في مرحلة البلوغ، وفي بعض الحالات يمكن أن تتلاشى، لذلك يمكن للطبيب عندئذٍ إيقاف العلاج.
  • وبالتالي يمكن القول إن الكثير من المصابين بهذا الاضطراب يستطيعون أن يعيشوا حياتهم بسعادة ومرضية، خاصة عند الالتزام بالعلاج المناسب، مع مراعاة المراقبة الدقيقة والمتابعة الدورية مع الأخصائي.

العلاجات الدوائية

  • يحدث تبني دواء معين لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد تجربة أنواع مختلفة من الأدوية والجرعات؛ لضمان اختيار الدواء والجرعة المثلى لحالة الشخص، يجب مراقبة حالة الشخص بعناية طوال فترة العلاج.
  • بشكل عام، تقلل هذه الأدوية من فرط النشاط والاندفاع، وتحسن القدرة على التركيز والعمل والتعلم، فضلاً عن تحسين التنسيق البدني لدى المريض.

الأدوية المُنبهة النفسية

  • المنبهات النفسية هي أفضل علاج للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث أنها فعالة في كثير من المرضى، وتساعد هذه الأدوية الطفل المصاب على زيادة قدرته على التركيز وترتيب أفكاره.
  • بالإضافة إلى تجاهل المشتتات، وتشمل هذه المجموعة نوعين أكثر العقارين استخدامًا هما: methylphenidate وdextroamphetamine، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن استخدام هذه الأدوية يمكن أن يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية.
  • مثل فقدان الشهية، اضطرابات النوم والتهيج، ولكن هذه الأعراض خفيفة وتظهر لفترة قصيرة؛ هذا عادة في بداية استخدام الدواء.
  • ويستحسن استشارة الطبيب في حالة استمرار معاناتك من الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام الدواء، أو إذا كان يؤثر على حياة الطفل المصاب، بحيث يمكن للطبيب حينها اتخاذ الإجراءات.
  • قد يشمل ذلك تغيير الدواء المستخدم أو تقليل الجرعة كقاعدة عامة، تؤخذ في الاعتبار الفوائد والآثار الجانبية الناتجة عن استخدام هذه الأدوية.
  • إذا كانت الفائدة التي تم الحصول عليها تفوق الآثار الجانبية المصاحبة، ينصح الطبيب بالاستمرار في تناول الدواء مع اتخاذ الخطوات التي يمكن أن تتحكم في الآثار الجانبية.

تقليل الآثار الجانبية

  • ومن الممكن تقليل الآثار الجانبية أو تقليلها، تجنب هذه الآثار الجانبية باتباع بعض النصائح، بما في ذلك ما يلي:
  • عليك العمل بحرص مع طبيبك لاستخدام أقل جرعة فعالة ممكنة للسيطرة على هذه المشكلة.
  • تناول الدواء مع الطعام. خاصة إذا كان المريض يعاني من اضطراب في المعدة عند استخدامه.
  • اسأل طبيبك عما إذا كان بإمكانك الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع بدون هذه الأدوية.
  • تناول وجبات صحية لمنع طفلك من فقدان الوزن أثناء تناول الدواء.
  • تناول الدواء قبل الأكل بـ 30-45 دقيقة، ويمكن للأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة تناول الدواء المخصص للغداء المدرسي.
  • وإذا لم يكن ذلك ممكنًا؛ يمكن للطبيب أن يصف الشكل طويل المفعول للدواء، ومن ثم من الضروري الإشارة إلى أهمية بلع الحبة كاملة، دون كسرها أو سحقها أو مضغها قبل بلعها.

الأدوية غير المُنبهة

  • يصف بعض الأطباء أدوية غير منشطة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ويمكن استخدامها كعلاج إضافي.
  • وهذا هو، جنبا إلى جنب مع الأدوية المنشطة لزيادة فعاليتها، ولكن في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب استخدامه بمفرده بدون أدوية نفسية. مثل الحالات التي تكون فيها أدوية المنبهات النفسية غير فعالة.
  • أو إذا كانت الآثار الجانبية المرتبطة باستخدامها مؤلمة وغير محتملة، وبشكل عام؛ يمكن تقسيم الأدوية غير المنشطة المستخدمة في علاج هذا الاضطراب إلى ثلاث مجموعات كبيرة موضحة أدناه:

1- الأدوية غير المنشطة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

  • تشمل هذه المجموعة الأدوية المصممة خصيصًا لعلاج هذا الاضطراب والتي حصلت على موافقة من إدارة الغذاء والدواء لاستخدامها في هذه الحالات، ومثال على ذلك عقار Atomoxetine (باللغة الإنجليزية: Atomoxetine).
  • حيث أنه أول عقار غير منشط معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء ليتم استخدامه لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى المرضى فوق سن السادسة، حيث وجدت الدراسات أن تناوله يساعد في تحسين أعراض الاضطراب وتقليل القلق.
  • السلوكيات المعارضة والصعبة التي تظهر بين المصابين، ومن الجدير بالذكر أن أتوموكسيتين يُنسب إلى عائلة مثبطات امتصاص النوربينفرين (SNRIs) وأنه قد تظهر بعض الآثار الجانبية عند استخدامه.
  • أمثلة آلام في المعدة، فقدان الشهية يؤدي إلى فقدان الوزن، غثيان، قيء، دوار، إرهاق، جفاف الفم، سرعة دقات القلب، ارتفاع ضغط الدم، والتهيج.

2- أدوية ارتفاع ضغط الدم

  • تشمل هذه المجموعة العديد من الأدوية التي تساعد في السيطرة على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتخفيف أعراضه.
  • على الرغم من أنها كانت تهدف في الأصل إلى علاج ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك عقار كلونيدين وGuanfacine hydrochloride، ويمكن استخدام هذه الأدوية بمفردها أو مع أدوية المنبهات النفسية.

مميزات الأدوية الغير منبه

  • وتتميز هذه الأدويةبقدرتها على تقليل بعض الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام العقاقير المنشطة، مثل الأرق والسلوكيات العدوانية.
  • مضادات الاكتئاب، تستهدف مضادات الاكتئاب في المقام الأول المواد الكيميائية في الدماغ وبالتالي تساعد في علاج العديد من الاضطرابات.
  • الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا، وهنا بعض مضادات الاكتئاب المستخدمة في هذه المواقف:
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهذا النوع من الأدوية يشبه أنواع المنشطات من حيث مبدأ عملها، ويعتمد على زيادة كمية النورأدرينالين في الدماغ.
  • لكن الاختلاف بينهما يكمن في الوقت الذي يستغرقه رؤية النتائج علاجي، حيث أن العديد من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تحتاج إلى أيام أو حتى أسابيع لإظهار الفائدة المرجوة من استخدامها.
  • ويستمر تأثيرها العلاجي طوال اليوم بمجرد وصولها إلى هذا المستوى، ويوصى بتناول هذه الأدوية يوميًا، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من مضادات الاكتئاب مفيد للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في وقت واحد.
  • مع أحد اضطرابات المزاج الأخرى؛ مثل الاكتئاب أو القلق، ومن الأمثلة على مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات الأكثر استخدامًا في اضطراب فرط الحركة.
  • ونقص الانتباه: نورتريبتيلين، وأميتريبتيلين، وإيميبرامين، وديسيبرامين.
  • أنواع أخرى من مضادات الاكتئاب، مثل بوبروبيون، الذي يخفف أعراض الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى كثير من الناس، وفينلافاكسين الذي يحسن التركيز والمزاج لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

العلاجات غير الدوائية

  • تتضمن خطة العلاج العديد من الخيارات المختلفة التي لا تقل أهمية عن الأدوية الموصوفة، ويمكن أيضًا استخدامها لعلاج الحالات من مختلف الأعمار.
  • بالنسبة للأطفال والمراهقين والبالغين، فإن العلاجات غير الدوائية فعالة أيضًا في إدارة بعض المشكلات الأخرى التي يمكن أن تصاحب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مثل الاضطرابات السلوكية والقلق.

العلاج النفسيّ

  • يمكن استخدام أنواع مختلفة من العلاج النفسي لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على سبيل المثال؛ يهدف العلاج المعرفي السلوكي.
  • كغيره من العلاجات النفسية المتاحة، إلى مساعدة المريض على التكيف مع التغيرات الحياتية المختلفة التي تصاحب رحلة العلاج، بالإضافة إلى العمل على تحسين صورة الشخص أمام نفسه من خلال مراجعة التجارب التي مررت بها.
  • قد يشمل العلاج السلوكي الحاجة إلى تقليل المساعدة العملية التي يمكن تحقيقها عن طريق أمر الشخص بمكافأة ومدح نفسه عندما ينجح في تغيير هذه السلوكيات؛ كيفية التحكم في الغضب، أو التفكير في عواقب أفعالك قبل القيام بها.
  • ويهدف العلاج السلوكي إلى تنظيم المهام والوفاء بالواجبات الموكلة إليك، ويساعدك على التغلب على صعوبات الحياة العاطفية.
  • ويحقق الأخصائي هذه الأهداف من خلال استخدام وسائل مختلفة؛ بما في ذلك، استخدام تقويم أو دفتر ملاحظات لتدوين المواعيد المهمة، واستخدام قوائم محددة وملاحظات تذكيرية.
  • وتخصيص مكان معين لوضع أشياء مهمة لتجنب فقدانها؛ مثل المفاتيح والفواتير والملفات الورقية، بالإضافة إلى تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام بسيطة وصغيرة للقيام بها بشكل تدريجي وسهل؛ هذا يعزز الشعور بالإنجاز في تحقيق كل منها.

التعليم والتدريب

  • يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى فهم الأشخاص من حولهم ومساعدتهم. بصفتهم آباء وأفراد الأسرة والمعلمين، من أجل تحقيق النجاح في علاجهم.
  • من المعروف أن أطفال المدارس الذين يعانون من هذا الاضطراب يمكن أن يعانون من مشاعر الإحباط والغضب والذنب.
  • والتي تنشأ بشكل عام داخل الأسرة قبل حتى معرفة التشخيص المحدد لابنه، لذلك يحتاج المريض وعائلته إلى المساعدة للتغلب عليها.
  • هذه المشاعر السلبية، وهنا يأتي دور اختصاصي الصحة النفسية في توعية الوالدين وتوعيتهم بطبيعة هذا الاضطراب وأثره على المريض وعائلته، إضافة إلى تدريبهم على اكتساب مهارات جديدة، والطرق المختلفة للتواصل مع الآخرين.

 تلخيص أساليب التعليم والتدريب

  • تدريب الوالدين على إدارة السلوك، من المهم تدريب الوالدين على الاستجابة بشكل إيجابي لسلوك من يعاني، وأن يكونوا على دراية بجميع الحقائق حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • والسبب في ذلك يرجع إلى دور كبير في العلاج السلوكي، حيث أنهم يمثلون مقدم الرعاية الأول للطفل، ويمكن تحقيق هذه التمارين من خلال أخذ دروس خصوصية مع أولياء الأمور الآخرين الذين يعانون من نفس المشاكل.
  • ولكنهم يواجهون سلسلة من التحديات، فقد تتطلب مساعدة استشاري متخصص تحقيق أهداف التدريب وتحسين حالة المصاب، مع ملاحظة ضرورة رعاية الآباء لأنفسهم أيضًا.
  • نظرًا لأن وظيفتك كوالدين قد تكون مرهقة للغاية، يجب عليك طلب المشورة في حال شعرت باليأس أو الإرهاق من ذلك.
  • التعامل مع الإجهاد، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يتعلمها الآباء لمساعدتهم على زيادة قدرتهم على التعامل مع أي إحباط يمرون به، مما يؤدي إلى استجابة هادئة منهم لسلوك طفلهم ADHD.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم، يعتمد مبدأ مجموعات الدعم على ربط العائلات ذات الاهتمامات والمشكلات المتشابهة، بحيث يجتمع أعضاء المجموعة بانتظام لمشاركة تجاربهم الخاصة.
  • وتبادل أي معلومات تتعلق بهذه المشكلة بالإضافة إلى قراءة واستشارة التوصيات أو طرق العلاج، كما يمكن القيام به من خلال هذه المجموعة تأكد من تواصل العائلات مع المختصين.

وفي نهاية رحلتنا مع فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، يمكن القول إنه اضطراب في النمو العصبي يحدث في الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ، بأشكال وأعراض مختلفة، ولا توجد أسباب واضحة ودقيقة لحدوثه؛ لكن هناك بعض الدراسات التي أظهرت أنه مرتبط ببعض العوامل.

مقالات ذات صلة