موضوع تعبير عن معلقة طرفة بن العبد

الشاعر طرفة بن العبد كان من أصغر الشعراء سنًا وأفضلهم شعرًا، فكان يتميز الشعر الذي يقوم بإلقائه بالصيغة البدوية الخالصة، متميزًا بالمتانة في تركيبه، وقد كان مشهورًا بالهجاء في أشعاره.

وفي هذا الموضوع سنتعرف على معلقة طرفة بن العبد، كما سنذكر بعض من تفاصيل حياته الشخصية حتى وفاته.

طرفة بن العبد

إن موضوع طرفة بن العبد من أروع وأمتع المواضيع التي تحدثنا فيها عن الشعراء، فكان هذا الشاعر من الشعراء العصر الجاهلي بالطبقة الاولى، وكان اسمه عمرو بن العبد بن سفيان، وكان يُدعى باللقب الشهير ” طرفة “، وله خال يدعى المتلمس وهو شاعر أيضًا.

ولد طرفة بن العبد يتيم الأب، ولم يكن هناك من يرعاه من اعمامه، بل عملوا على ظلمه بحرمانه من ميراث ابيه، مما اتسمت حياته بالشقاء والبؤس مع والدته.

فنشأ طرفة بن العبد في حياة صعبة لأنه كان يعاني من الظلم بين القوم الذي كان يعيش معهم، وكان اذى الاخرين يطوله وخاصة بمن كان يظن أنهم سيكونون ظهرًا له في يوم من الايام.

وانغمس طرفة بن العبد في الحياة المليئة باللهو وبالمجون ظنًا منه أنه بذلك يعترض على ظلم قومه، وكانت والدته غاضبة عليه بسبب ذلك، وخاصة أنه كان يستنفذ جميع الاموال التي تملكها، كما أنه أفقد حقوق أخوته الذي كان يجب عليه أن يقوم بإعالتهم بعد وفاة أباه.

ونظرًا لتصرفات طرفة الغير مسؤولة فعملت قبيلته على إبعاده عنها ونبذه، فقام بتأليف قصيدة مشهورة له حتى الأن، ليصف فيها نفسه أنه كالبعير الأجرب المُبعد، وظل يطوف بالصحاري وبالقفار.

وكان يحتمي بشعره المُبجل، واثناء طوافه وتشرده قام بتنظيم معلقة كان سببًا في رفعه للصف الأول من الشعراء العرب بالرغم من صغر سنه.

وكانت معلقة طرفة بن العبد تتميز بالحس الانساني والتي جعلته فريدًا من نوعه في العصر الجاهلي للقصائد العربية، وكانت جميع أشعاره تتميز بهذه الميزة أيضًا، كما كان ينظر للحياة وللموت بنظرات عميقة بتصريف فلسفي للشعر قلّما كان ينتبه شعراء جيله إليها.

وبعد أن أنهى طوافه وترحاله ليصل لقصر الحيرة بدأ يتعايش هناك، ولكن كان دائمًا ما يتردد على ثلاث اشياء وهم (تناول الخمور، مقابلة النساء، ركوب الخيل)، وأدى ذلك إلى وقوعه في الكثير من المشكلات المختلفة، فكان يتمتع بالحياة فهذه الأشياء الثلاثة فقط.

وقيل إن طرفة بن العبد قد هجى عمرو بن هند بشعره حيث قام بالتباهي عليه بالفروسية التي يمتلكها، مما ادى إلى انزعاج الملك من طرفة وحكم عليه بالقتل، لأنه كان دائمًا ما يبدي خوفه من الهجاء الصادر عن طرفة لأنه كان يمتلك لسانًا سليطًا، ولذلك فأمر العامل الخاص به بقتله في البحرين.

شاهد أيضًا: نبذة مختصرة عن الشاعر أحمد شوقي

طرفة بن العبد والملك وكيف كانت نهايته؟

في احدى لقاءات الملك مع طرفة بن العبد، كان الأخير يمشي مختالًا أمام عمرو بن هند، وقد نظر إليه الملك نظرة تتسم بالقسوة الشديد مما أخافت المتلمس الذي أخبره أنه يخاف عليه من الملك ونصحه لمغادرة الارض التي عليها، ولأن الشاعر كان مطمئن لوجوده بجانب الملك يهتم بنصحه واستمر مكانه.

حتى أرسل عمرو بن هند ” الملك ” رسالة إلى عامله بالبحرين وكانت الرسالة بيد طرفة، وهذه الرسالة كانت تنص على أن يقتل العمال طرفة عند رؤيته، ولكن تم سجنه فقط بواسطة والي البحرين، وابدى رفضه لقتل طرفة بسبب القرابة التي تربطهما.

ثم أرسل الملك احدى رجاله من تغلب حتى يُحضر طرفة بن العبد إليه، وعند مثوله بين يديه أخبره بأنه سيقتله لا محالة، وخيره في طريقة القتل، فرد عليه طرفة وقال إن كان ضروري أن تقتلني فعليك أن تسقيني الخمر قبل قتلي.

قتل الملك طرفة بن العبد وهو شاب صغير، فكان عمره حينها 26 عام، وبالرغم من قلة القصائد التي قام بتأليفها، إلا انها كانت تحمل الفلسفة الحياتية له والتي كان ينتهجها باستمرار، وهي أن على أي فرد أن يقطف ثمرة لذة الحياة قبل فوات أوانها.

شعر طرفة بن العبد

كما ذكرنا في هذا الموضوع أن طرفة بن العبد مات شابًا صغيرًا في بداية حياته، فلم يتعدى عمره 26 عام، ولذلك فإن شعره كان قليلًا.

وبالرغم من ذلك فإن الشعر الذي كان يقوم بتأليفه كان مليئًا بجميع الاحداث المثيرة والمشوقة، فكان يعكس رؤيته عن الحياة والموت، ومن أشعاره الجميلة معلقة طرفة بن العبد، والتي تجاوز عدد ابياتها المائة بيت.

ومن أهم المواضيع التي ذكرها في المعلقة الخاص به، هو الوصف للناقة، والغزل، وعتب بن عمله وما وجده منه، وبنهايتها قام بذكر الوصية الخاصة به في حياته، وقام بذكر أبنة اخيه وأوصاها بأن تقوم بندبه عندما تسمع خبر وفاته، ومن دواوين الشعر التي أبدع فيها طرفة بن العبد ما يلي:

فكيف يرجّي المرء دهرًا مخلّدًا

فكيف يرجي المرء دهرًا مخلدًا        واعماله عما قليل تحاسبه

ألم تر لقمان بن عاد تتابعت           عليه النسور ثم غابت كواكبه

وللصعب اسباب نجلّ خطوبها         أقام زمانًا، ثمّ بانت مطالبه

إذا الصعب ذو القرنين أرخى لواءه    إلى مالك ساماه قامت نوادبه

يسير بوجه الحتف والعيش جمعه    وتمضي على وجه البلاد كتائبه

شاهد أيضًا: معلومات عن الشاعر أحمد بن إبراهيم الغزاوي

من عائدي الليلة أم من نصيح

من عائدي الليلة أم من نصيح        بتّ بنصب، ففؤادي قريح

في سلف أرعن منفجر                يقدم أولى ظعن، كالطّلوح

عالين رقمًا، فاخرًا لونه                من عبقريّ، كنجيع الذّبيح

وجامل، خوّع، من نيبه               زجر المعلّى أصلًا والسّفيح

موضوعها زول ومرفوعها             كمرّ صوب لجب وسط ريح

فليت لنا مكان الملك عمرو

فليت لنا مكان الملك عمرو         رغوثًا حول قبّتنا تخور

من الزّمرات، أسبل قادماها        وضرّنها مركّنة درور

يشاركنا لنا رخلان فيها             وتعلوها الكباش فما تنور

لعمرك إنّ قابوس بن هند           ليخلط ملكه نوك كثير

قسمت الدّهر في زمن رخيّ      كذاك الحكم يقصد أو يجور

لنا يوم وللكروان يوم                  تطير البئسات ولا نطير

فأما يومهنّ، فيوم نحس            تطاردهن بالحدب الصّقور

وأما يومنا فنظل ركبًا وقوفًا         وما نحلّ وما نسير

ولقد شهدت الخيل وهي مغيرة

ولقد شهدت الخيل وهي مغيرة    ولقد طعنت مجامع الرّبلات

ربلات جود تحت قدّ بارع             حلو الشمائل خيرة الهلكات

ريلات خيل ما تزال مغيرة           يقطرن من علق على الثّنّات

أسلمني قومي ولم يغضبوا

أسلمني قومي ولم يغضبوا        لسوءة حلّت بهم فادحة

كلّ خليل كنت خاللته               لا ترك الله له واضحة

كلهم أروغ من ثعلب               ما أشبه الليلة بالبارحة

إذا شاء يومًا قاده بزمامه

إذا شاء بومًا قاده بزمامه                 ومن يك في حبل المنيّة ينقد

إذا أنت لم تنفع بودّك قربةً              ولم تنك بالبؤسي عدوّك فابعد

أرى الموت لا يرعي على ذي قرابة    وإن كان في الدنيا عزيزًا بمقعد

ولا خير في خير ترى الشر دونه         ولا قائل يأتيك بعد التلدد

لعمرك ما الأيام إلا معارة                  فما استطعت من معروفها فتزوّد

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه    فكل قرين بالمقارن يقتدي

شاهد أيضًا: معلومات عن الشاعر أمل دنقل

وفي نهاية موضوع التعبير عن معلقة طرفة بن العبد، وبعد أن تعرفنا عليه وذكرنا كيف كانت نهايته، مع ذكر بعض من اشعاره ودواوينه، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة