بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي
بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي، الحرية مطلب من المطالب الضرورية التي لا تستقيم الحياة إلا بها، الحرية ليست كلمة نسمعها في الأحاديث لكنها شعور بالراحة والاستقلال يسعى الإنسان إلى الحصول عليه بشكل مستمر، يختلف مفهوم الحرية في المنظور الإسلامي لها وفي المنظور الاجتماعي وغيرها، لهذا سوف نقدم لكم بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي خاصة أن مفهوم الحرية يختلف في المدن الإسلامية عن مفهوم الحرية في المدن الغربية.
مقدمة بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي
الحرية هي قدرة الإنسان على القيام ببعض الأنشطة والممارسات والأفعال التي يرغب فيها دون وجود قيود تتحكم في ذلك، أو هي الحق الذي يمنح للفرد الذي يمكنه من القيام بالأفعال التي يرغب بها ولكن بشرط ألا يضر بهذه الحرية الآخرين، قد يختلف مفهوم الحرية عند الغرب عن مفهومها لدى الشرق، لأن الدول الغربية تعطي مساحة من الحرية أكبر بكثير من المساحة التي تحدها الدول العربية خاصة المجتمعات الإسلامية.
شاهد أيضًا: بحث عن سعد زغلول والحرية
مفهوم الحرية
تعدد المفاهيم حول الحرية إلى المفاهيم التالية:
- الحرية هي قدرة الفرد على فعل شيء دون وجود إجبار أو شروط على فعل هذا الشيء.
- الحرية هي عبارة عن التحرر من الضغوط والقيود التي قد يكتسبها الإنسان، وتكون أكثر من قدراته وهي عكس العبودية.
- يقول البعض أن الحرية هي الاستقلال عن الآخرين، أو التخلص من التبعية مع الآخرين سواء للقوم أو الجماعة أو العشيرة، خاصة أن معظم الجماعات تقيد علاقة الفرد بالآخرين طالما أنه يخضع لهذه الجماعة أو القبيلة.
- تعرف الحرية أيضًا على أنها الفعل الذي يقوم به الإنسان دون الشعور بأي تقييد من أي جانب.
- الحرية هي الخطوة الأولى في طريق تحمل المسؤولية، لأن الدولة التي تعطي للأفراد الحرية فهي تجعلهم يكونوا أصحاب القرار المصيري لما سوف تصل إليه دولتهم، لهذا نجد أن الكثير من الشعوب يعتمد على الحرية في المقام الأول في رفض النظام الحاكم.
نشأة الحرية في المجتمعات
الحرية هي في الأصل كلمة لاتينية تعني قدرة الإنسان على التصرف في أي عمل يقوم به دون وجود أي قيود، قد ظهر هذا المصطلح أول مرة بعد أن صدر في مرسوم رسمي يقر بمنح الحرية الدينية للمسيحيين.
بعد ذلك تطور مفهوم الحرية في عام 313م في القسطنطينية، عندما ورد هذا المفهوم عن الكنيسة الكاثوليكية، التي تقول إن الإنسان قد خلق حر ولكن عليه عدم إساءة استخدام الحرية.
الحرية في الإسلام
لقد كلف الله تعالى المسلم بفعل بعض الأمور والابتعاد عن بعض الأمور المحرمة وجعل الإنسان حر في اختياره ما بين فعل الصواب ودخول الجنة وفعل الحرام ودخول النار.
قال الله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا*إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، وقال أيضاً: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).
قال علماء الدين إن مفهوم الحرية لم يقتصر على مفهوم التكليف لكنه أهتم أيضًا بالحرية الإنسانية، لأن الإنسان مكلف وحر في نفس الوقت، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)
أنواع الحرية
تتعدد أنواع الحرية وتتمثل في التالي:
الحرية الفردية
هذه الحرية هي الحرية الخاصة بالفرد فقط، هي ترتبط بقول الحرية الداخلية، التي تنبع من قرارات الفرد الداخلية الذي يتشكل داخل قناع الشخص نفسه.
الحرية الجماعية
تتعلق هذه الحرية بحرية الجماعة أو الأعداد الكبيرة التي تحيط بالفرد، في هذه الحالة لا يستطيع الفرد الشعور بالحرية إلا إذا ابتعد عن هذه الجماعة.
الحرية التامة
هي الحرية التي يتحرك فيها الشخص ضمن القوانين الطبيعية الموجودة في الحياة.
الحرية الموجبة
هذه الحرية هي التي يقوم فيها الشخص بالتعبير عن رأيه بالشكل الذي يخدم به نفسه ويخدم مجتمعه، بحيث يتم توظيف الإمكانيات الخاصة بالشخص مع المعطيات الموجودة.
الحرية السالبة
هي الحرية التي تؤدي إلى اتخاذ قرار دون وجود أي مانع من تنفيذ الإجراءات الحقيقة.
شاهد أيضًا: أقوال سعد زغلول عن الحرية
أهمية الحرية
تتمثل أهمية الحرية في التالي:
- تساعد في فتح العديد من المجالات أمام الشخص حتى يستطيع إثبات قدراته في المكان الذي يختاره بدون وجود ضغط من أي شخص.
- يستطيع الشخص من خلال الحرية نشر المعلومات التي يمتلكها دون أن يشعر بخوف أو تردد.
- تساهم في تنظيم أبعاد الحياة الاجتماعية، وتحدث تجانس بين مختلف فئات المجتمع من أجل الوصول إلى السعادة.
- تحمي المجتمع من الدخول في المشاكل التي تظهر بسبب كبت الحرية وانعدام وجودها، مما قد يتسبب في الأذى في الفرد في البداية وللمجتمع بعد ذلك.
- تعمل الحرية على زيادة الإبداع عند الفرد وفتح العديد من المجالات أمامه حتى يبتكر وينفذ ويواجه التحديات التي تقف في طريقه.
حدود الحرية في الحياة
- لا نستطيع أن نقول إن هناك حرية مطلقة، لأن الحرية في الغالب تكون مقيدة بضوابط دينية أو أخلاقية تتلاءم مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
- يمكن للشخص أن يمارس ما يريد من تصرفات دون وجود قيود لحرية الآخرين وبالتالي يحافظ على مصلحة الآخرين.
- يعيش الإنسان في هذا العصر في نطاق واسع من الحريات التي كانت غير موجودة قبل ذلك، السبب في ذلك يرجع إلى كثرة الاطلاع والمعرفة التي سادت الشعوب وانتشر في جميع أنحاء العالم، مما ساعد على إلغاء الخصوصية.
أشكال الحرية
حرية التعبير
هذا النوع من الحرية يكون من خلال تعبير الشخص عن الأفكار الخاصة به ومناقشة هذه الأفكار، هذا النوع من الحرية يساعد الشخص على امتلاك كرامته ويصبح قادر على المعيشة في سلام.
حرية العبادة والمعتقدات الدينية
بعض الشعوب تعرضت إلى الاضطهاد بسبب المعتقدات الدينية الخاصة بهم، ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يتعرض للأذى من قومه بسبب نشره الإسلام إلى أن تركوه يهاجر من مكة إلى المدينة.
حرية المسكن والحركة
هذا النوع من الحريات يعبر الإرادة الكاملة للتنقل من مكان إلى آخر أو الإقامة أو السكن في المكان الذي يرغب فيه الشخص.
حرية العمل
هذه الحرية تجعل الشخص يكون قادر على ممارسة العمل الذي يريده دون أن يشعر بالإجبار.
ضوابط الحرية
- يجب أن يراعي الشخص أن يبتعد عن المساس بالأديان خاصة في المجتمعات التي تضم أكثر من ديانة، حتى يسود جو من الحب والاحترام بين الشعوب.
- عدم الإفراط في ممارسة الحرية الشخصية للفرد بالشكل الذي يتنافى مع حياة الفرد وعاداته وتقاليده.
- يجب تجنب إيذاء الجماعات أو الأفراد الآخرين بهذه الحرية، التي يمارسها الشخص، كما يجب ألا تكون هذه الحرية ضد النظام العام ولا تحدث اضطرابات أمنية.
- يجب عدم المجاهدة بالمعاصي أو ارتكاب الأفعال السيئة، التي تجرح مشاعر الآخرين.
شاهد أيضًا: مقال عن ضوابط الحرية في الإسلام وأنواعها
خاتمة موضوع بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي
الآن في نهاية رحلتنا مع بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي، بعد أن تعرفنا على بحث عن الحرية بمعناها الإيجابي وتعرفنا على أنواع الحرية التي تمارس في المجتمع والحرية وفق الدين الإسلامي وكيف نشأت الحرية والمفهوم الواسع للحرية وضوابطها، في النهاية نرجو أن يكون الفرد على علم بنطاق الحرية الذي يحصل عليه، وأن يحافظ على هذه الحرية ويستغلها بالشكل الصحيح دون أن يؤثر بشكل سلبي على نفسه أو على المجتمع الذي يعيش فيه أو يمارسها بشكل خاطئ.