خمسة معتقدات خاطئة في حياتنا

خمسة معتقدات خاطئة في حياتنا، المعتقدات الخاطئة في حياتنا هي ما تم نقله لنا من السابقين دون سند علمي أو تاريخي أو جغرافي، وتتميز بسهولة وسرعة انتشارها بين الأفراد، الأمر الذي قد يسبب آثارًا سلبية على المجتمع بأسره.

المعتقدات الخاطئة

  • أحيانًا ما يبدأ الناس في تناقل بعض النصائح في المجالات المختلفة حتى تتحول إلى معتقدات راسخة في ذهن المجتمع بأكمله، كما أنها تنتشر بين مختلف الأعمار من الذكور والإناث.
  • ولكن المشكلة تكمن في أن معظم تلك المعتقدات خاطئة لا أساس لها، لا سيما إن كانت تخص المجال الطبي أو العلمي عمومًا، حيث تنتشر الكثير من المعتقدات المبنية على الخرافات التي لا تمس الطب أو العلم بأي صلة.
  • كما يمكن للمرء أن يشكل في مخيلته أيضًا بعض المعتقدات التي تمس الحياة بشكل عام قد لا تكون صحيحة بالكامل، ومن الممكن أن تسبب خطورة إن أسس عليها الشخص خطة مستقبله بالكامل.
  • لذلك فإن المعتقدات التي نشكلها أو نستقبلها من المجتمع يجب أن تُعاد هيكلتها من جديد، وذلك من خلال دراستها من حيث الصحة أو الخطأ، كما أن الشخص يجب أن يعيد ترتيب حساباته ويعلم ماذا يريد وعلى ماذا يعتمد.

أثر المعتقدات الخاطئة على الفرد

  • تتسبب المعتقدات الخاطئة بآثار مختلفة على الفرد، فإن كانت أفكاره ومعتقداته إيجابية وصحيحة تنعكس عليه بشكل إيجابي، وتلك الإيجابية تساعده في عملية التخطيط والتنفيذ، وبالتالي تتحول أحلامك إلى حقيقة.
  • ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يستطيع الاستمتاع بالحياة لحظة بلحظة، لان عقله وأفكاره تمشي في الاتجاه السليم، كما أنه يتأكد من صحة ما يدور حوله من معتقدات مختلفة على ألسنة الناس.
  • أما إذا كانت معتقدات الفرد الشخصية أو التي يستقبلها من المجتمع أو أيا كان مصدرها خاطئة وسلبية، فإنها تنعكس عليه بشكل سلبي، وقد تؤثر على حياته الحالية ومستقبله القادم.
  • لأن الشخص المحاط بذلك الكم من السلبية لا يستطيع وضع الخطط وتنفيذها، وفي حالات أسوء قد لا يستطيع الفرد أن يحلم بالأساس أو أن يعيش حتى لحظته الحالية باستمتاع ورضا.
  • بالإضافة إلى الآثار السلبية التي تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، لأن مشاعر اليأس والإحباط والفشل التي تسببها تلك المعتقدات ما هي إلا بوابات للمرض النفسي التي يجد المرء نفسه يعبر من خلالها دون أن يشعر.

أثر المعتقدات الخاطئة على المجتمع

  • كما ذكرنا سابقًا أن المعتقدات الخاطئة أيًا كانت مصدرها تؤثر بشكل قد يضر الفرد بدرجة كبيرة، ونتيجة أن الأفراد هم مكونات المجتمع الأساسية، فإن المجتمع يتأثر بها أيضًا عاجلاً أو أجلاً.
  • والمجتمع بالنهاية عبارة عن معتقدات وأفكار ونشاطات وحياة أفراده، فلا تستطيع أن تجد مجتمعًا متطورًا أفراده متأخرين، أو مجتمعًا غنيًا وأفراده فقراء، أو مجتمع متعلم وأفراده غير متعلمين إلى غير ذلك.
  • لذلك فإن نشر المعتقدات الخاطئة بين أفراد المجتمع يؤدي إلى الانحدار بالمجتمع ككل، كما أنه يؤثر على عملية التقدم أو التطور أو التنمية التي يسعى إليها المجتمع.

ثلاث معتقدات خاطئة في حياتنا

يوجد من حولنا الكثير من تلك المعتقدات التي لا أساس لها من الصحة، وهي:

المعتقد الأول

  • وأحدها أن الحياة يجب أن تكون دائمًا حلوة وسعيدة، وهذه من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعًا بين الناس.
  • حيث يعتقد البعض أن هناك أناس يتمتعون بالسعادة الدائمة دون وجود مشاكل أو عقبات، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالحياة ليست ثابته بعضها حلو وبعضها مر، وهذا حالها مع جميع الناس دون تفرقة.
  • فالبعض منا يجد السعادة والراحة في بعض أيامه، وفي بعضها الآخر يمكن أن تحدث له العديد من المشاكل، فينسي ما أعطته الحياة ويركز على ما أخذته منه وتلك طريقة خاطئة في التفكير.

المعتقد الثاني

  • يخص المال، فالكثير من الناس يرى السعادة في وجود المال، وهذا أيضًا معتقد خاطئ، لأننا عندما نفكر في الأمر نجد أن المال من الممكن أن يعمل على توفير كثير من الأشياء.
  • لكنه في المقابل لا يستطيع شراء الصحة، فكم ذا مال مريض لا يجد دواء دائه في أي بلاد العالم، كما أنه لا يستطيع أن يشتري السعادة، لأنه إن سيطرت عليه الأفكار السلبية أو القلق أو الخوف فماذا يُغني عنه ماله.
  • كما أن المال لا يستطيع شراء الصدق أو الحب أو الأصدقاء وإن فعل في بعض الأحيان فيكون على غير أساس أو أساس زائف، يمكن أن ينهار في أي لحظة نفخة هواء.

المعتقد الثالث

  • يخص الأحلام، حيث يعتقد الناس أن الحياة مثالية إلى الحد أن جميع الأحلام يجب أن تتحقق، وهذا خطأ تمامًا، فيمكن للفرد أن يخطط لأحلامه ثم تحدث أمور لم يكن يتوقعها تجعله ينحرف عن طريقه.
  • ولهذا فإن السعادة تكمن في العمل والسعي بالإضافة إلى المرونة، فيجب أن نتعلم كيف نستطيع أن نتكيف مع بعض الظروف التي قد تصيبنا دون ترتيب وعدم الشعور نحوها بالسخط بل بالرضا التام والسعي مرة أخرى.

معتقدات صحية

  • هناك بعض المعتقدات الصحية مثل ضرورة شرب ثمان أكواب من الماء يوميًا، وهذا ليس دقيقًا كما أثبتت بعض الدراسات الحديثة التي ذكرت أن الأمر مختلف من جسم لآخر.
  • حيث أن الكمية المطلوبة تعتمد بالأساس على وزن وطول والتاريخ الصحي لكل فرد، بالإضافة إلى طبيعية عمله، وطقس البلاد التي يعيش فيها.
  • وهناك أيضًا المعتقد الذي يخص النوم، حيث يقال دائمًا أن الفرد يجب أن ينام لمدة لا تقل عن ثمان ساعات، وهذا الأمر غير مسلم به، ويعود بالأساس إلى ما يحتاجه المرء من الوقت لكي يرتاح ويستطيع استئناف نشاطه.

كيف نصحح معتقداتنا الخاطئة حول حياتنا؟

  • إن التحكم في معتقداتنا وأفكارنا هي أقصر الطرق للحصول على حياة جيدة لا يشقى بها المرء، وذلك لأن ترك النفس للأهواء والأفكار والمعتقدات التي لا أساس لها سواء شخصية أو مجتمعية أمر مهلك لا محالة.
  • لذلك يجب على المرء أن يتعلم كيف يسيطر على معتقداته المختلفة بالإضافة إلى كيفية استغلالها لصالحه، لكن يجب الإشارة إلى أنه أمر صعب قد يحتاج للكثير من التدريب.
  • يجب أن يدرب الإنسان نفسه على صعوبة الحياة وتغيرها الدائم، كما يجب أن يتحلى بالمرونة التي تجعله يعمد إلى خطط جديدة، وكيفية مواجهة ما قد تضعه الحياة في طريقه فجأة.
  • أحد طرق التدريب المهمة تذكر أنه لا شيء دائم، فلا يوجد حزن دائم ولا فرح دائم، وهذا الأمر سوف يهون عليه الصعب، ويشعره بالتفاؤل نحو ما هو قادم.

معتقدات خاطئة حول الطعام

  • يعتقد الكثير من الناس وخصوصًا ربات البيوت وأصحاب المطاعم أن الأطعمة المجمدة لا تفسد وهذا غير دقيق، في المبردات بأنواعها المختلفة تستخدم لحفظ الطعام لمدة متوسطة أو طويلة إلى حد ما.
  • ولكن بعد فترة يمكن لتلك الأطعمة أن تفقد طعمها المميز، بالإضافة إلى قيمها الغذائية المختلفة، أي أنها بعد فترة ما قد تفسد تمامًا ولا تعد صالحة للأكل.
  • يرجع البعض الزيادة في الوزن إلى تناول الطعام ليلاً، الأمر الذي نفاه بعض المتخصصين والأطباء، فالأشخاص الذين لا يعانون من السمنة لا يسبب لهم تناول الطعام ليلاً أي زيادة أو ضرر.
  • والأصح في ذلك الأمر أنه كلما قلت عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد كلما قل وزنه والعكس صحيح، فلا يهم توقيت تناول الطعام وإنما المهم هو سعراته الحرارية.
  • كما أنه ينتشر بين معظم الناس أن قشور الفاكهة مثل البرتقال لا يجب أن تؤكل بسبب المبيدات التي يستخدمها المزارعون أثناء عملية الزراعة، وهذا اعتقاد خاطئ.
  • حيث أثبتت بعض الدراسات أن معظم الفيتامينات في الفاكهة موجودة في قشورها.

معتقدات طبية خاطئة

  • أحد أشهر المعتقدات الطبية الخاطئة هي ضرورة تعاطي المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالإنفلونزا، وهذا خطأ تمامًا لأن ذلك المرض عبارة عن فيروس لا يمكن مواجهته بالمضادات الحيوية.
  • كما يعتقد البعض أن لقاح الإنفلونزا من الممكن أن يتسبب في الإصابة بها وهذا أيضًا لا أساس له من الصحة، وما يظهر من أعراض مثل الصداع أو ارتفاع درجة حرارة الجسم عند أخذ اللقاح ما هو إلا آثار جانبية له.
  • وهناك الكثير من النساء اللاتي يتحدثن على أن الخروج إلى مكان مفتوح أو التعرض للهواء بأي شكل بشعر مبلل يمكن أن يتسبب في الإصابة بالبرد، وهذا خطأ، حيث أن سبب الإصابة يعود إلى وجود الفيروس في الجسم.
  • يرجع بعض الأشخاص الإصابة بالتهاب المفاصل عند تقدم السن إلى فرقعة الأصابع في فترة الشباب، وهذا لا صحة له لأن ذلك المرض أحد الأعراض المصاحبة للتقدم في العمر التي تحدث للجميع بنسب متفاوتة.
  • هناك أيضًا معتقد منتشر أن هناك مجموعة من الناس يستخدمون الجزء الأيمن من العقل وهم المبدعون، أما المنطقيون يستخدمون الجزء الأيسر، وهذا ما تم نفيه من قِبل كثير من مراكز الأبحاث والأطباء.

معتقدات علمية خاطئة

  • في بداية القرن العشرين نشأت نظرية تُعرف الانفجار العظيم، التي كانت توضح أن نشأة الكون جاءت نتيجة حدوث انفجار هائل، وقد أحدثت تلك النظرية جدلاً ونقاشًا واسعًا في مختلف الأوساط وقتها.
  • إلا أنه تم إثبات خطأ ذلك المعتقد، حيث تبين أن ما حدث لم يكن انفجارًا بالمعنى اللفظي، فقط هناك كتلة تمددت إلى مساحة كبيرة خلال أجزاء صغيرة جدًا من الثانية.
  • كما أن ما حدث لم ينشأ عنه الكون كما يتحدث ذلك المعتقد، بل ساهم في اتساع الكون على أقصي تقدير.
  • أحد أكثر الاعتقادات شيوعًا بين الناس هو أن فصل الصيف يكون حارًا أكثر من الشتاء لأن الكرة الأرضية تكون أقرب للشمس وهذا طبعًا أمر خاطئ تمامًا.
  • والصحيح أن زاوية سقوط أشعة الشمس على كوكب الأرض هي التي تخلق فرقًا في درجات الحرارة صيفًا وشتاءً، في الصيف على سبيل المثال تكون الأشعة عمودية وبالتالي ترتفع درجة الحرارة.
  • على عكس الشتاء الذي تنخفض فيه بفضل السقوط المنحرف للأشعة على الكوكب، وغير هذا من التفسيرات هو عبارة عن معتقدات خاطئة انتقلت بين الناس دون التحقق من صحتها.
  • هناك أحد المعتقدات العلمية التي تتحدث عن أن سور الصين العظيم يمكن ملاحظته من سطح القمر، وهذا ليس له أي أساس من الصحة، ولم يثبته أيًا من مراكز علوم الفضاء المختلفة.

معتقدات خاطئة في الحياة العملية

  • يسعى الجميع في حياته العملية إلى تحقيق النجاح المقترن بالكمال، أي يجب ألا يرتكب أي خطأ أو لا ينسي أي معلومة حتى يُطلق عليه ناجح، وهذا خطأ ومدعاة للشعور بالإحباط بشكل كبير.
  • حيث لا يمكن الوصول إلى درجة الكمال في أي شيء، مهما اتخذت من الطرق فلا يوجد ما هو كامل بالأساس، لذلك فإن مجرد اتخاذ خطوات بسيطة، أو قرارات مصيرية، أو خطوة جديدة هي نجاح يجب الاستمتاع به.
  • هناك بعض الأشخاص الذين يملكون ماضٍ صعب إلى حد ما يعتقدون خطأ أن ما مضى سوف يشكل ما هو قادم، وهذا غير صحيح بالمرة، ويجب تغيير ذلك المعتقد لأن الإيمان به قد يؤدي إلى الشعور بالفشل والإحباط.
  • ويجب التغلب على تلك الأفكار بالعمل الجاد، والأخذ بجميع الأسباب، وسلك جميع الطرق، مع التحلي بالصبر والشجاعة لموجهة المصاعب، وبالتالي يتشكل المستقبل بالجهد الذي نبذله في الحاضر.
  • كما يمكن أن يستسلم بعض الأشخاص للفشل أو الاستسلام لمجرد الإخفاق بأمر ما بحجة أن المستقبل محدد بشكل مسبق وأنه لا فائدة من المحاولة، وهذا أمر خاطئ لا صحة له.
  • أما الفشل أو الإخفاق فتلك طبيعية الحياة المتغيرة، فلا نجاح دائم ولا إخفاق مستمر، وأما المستقبل هو عبارة عن قرارتنا التي نتخذها، والطرق التي يسلكها، والخطط التي نعتمدها، أي أنه قرار شخصي بامتياز.

معتقدات مجتمعية خاطئة

  • أول تلك المعتقدات أن الطائفة أو الحزب أو القبيلة أهم من الوطن، وهذا غير منطقي فالوطن هو حاضنة الإنسان بكل أفكاره وآرائه، ومع عدم وجوده يصبح كل ذلك غير موجود بالتبعية.
  • الانخداع بالمظهر الخارجي وبناء الرأي عليه أحد سمات المجتمع الشائعة، وهذا المعتقد الخاطئ يكلف غاليًا فيما بعد، لذلك فإن الحكم المسبق غالبًا ما يكون غير صحيح، وما يترتب عليه محكوم بالفشل في أغلب الأحيان.

معتقدات خاطئة حول الإسلام

  • يردد بعض الناس أن الإسلام دين حرب وقتل وأنه انتشر بالسيف، وهذا عكس ما جاء به النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي حدد آداب الحرب في الإسلام من عدم قتل النساء أو الأطفال أو الشيوخ.
  • حتى أنه أمر بعدم قطع شجرة واحدة، بالإضافة إلى حسن معاملة الأسرى، وعدم دفع أحد على الدخول في الإسلام بقوة، وكل هذا يشكل دلائل واضحة على مدى سماحة الدين الإسلامي الحنيف.
  • كما أن البعض يروج أن الإسلام جاء بالتعدد ليظلم المرأة، وهذا لا يعبر عن الحقيقة في التعدد له ظروف معينة بشروط خاصة، ولم يشرعه الله ليظلم المرأة أو يضيق عليها.
  • والشروط التي وضعها الإسلام هي شروط واجبة يجب أن يأخذ بها الرجل، وعدم الأخذ بها حرام شرعًا، كما أن الإسلام حث على حسن معاملة النساء والرفق بهن وكفالتهم والإحسان لهن بكل الطرق.
  • الديمقراطية كفر وإلحاد ولا أساس لها في الإسلام ذلك المعتقد يعتبر الأشهر على الإطلاق، وهذا غير صحيح تمامًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على المشورة.
  • حيث كان صلى الله عليه وسلم لا يقدم على أمر دون أن يسأل أصحابه، وفي الأمور الدنيوية أخذ برأي كثير من الصحابة حتى وإن كان مخالفًا لرأيه صلى الله عليه وسلم إذا كان الأصح ولصالح المسلمين.

في نهاية رحلتنا مع خمسة معتقدات خاطئة في حياتنا، يجب الحرص على الكشف عن صحة أو خطأ ما نتداوله يمكن أن يجنبنا الكثير من المعتقدات الخاطئة التي يتوارثها الناس، والتي من الممكن أن تتسبب في حدوث مشاكل أو انعدام وعي وانتشار الجهل في المجتمع مستقبلاً.

مقالات ذات صلة