أول شهيد في الإسلام من الرجال؟

في مسيرة الدعوة الإسلامية، وبالأخص في بداية انتشار الدين الإسلامي قدم العديد من الأشخاص تضحيات كبيرة بأرواحهم، ونالوا الشهادة حتى ترفع راية الإسلام، وحتى تكتمل الرسالة.

ومنهم من ضحى بماله وبيته وقومه وأهله، ونستعرض في مقالنا الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لرفعة الدين الإسلامي.

أول شهيد في الإسلام من الرجال؟

الحارث هو أول شهيد في الإسلام من الرجال، وذكرت كتب التاريخ أن الحارث بن أبي هالة هو أول رجل يستشهد في سبيل الله، وهو أخو هند بن أبي هالة ربيب النبي عليه الصلاة والسلام.

وكان استشهاده حينما أمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يبدأ في الدعوة الإسلامية، حيث قام النبي صلى لله عليه وسلم في بيت الله الحرام فدعا قريشًا إلى كلمة التوحيد وإلى رسالة الإسلام، فاجتمع كفار قريش حول النبي لإيذائه.

فهب الحارث بن أبي هالة لنجدته، فضربهم وقاتلهم حتى استشهد تحت الركن اليماني في المسجد الحرام، وبعد استشهاده جمع النبي جميع الصحابة رضي الله عنهم وكانوا في وقتها أربعين رجلًا، وأوصاهم أول وصية في الإسلام.

شاهد أيضًا: معلومات عن الشهيد احمد المنسي

فضل الشهادة في سبيل الله

ما لا شك فيه أن الشهادة في سبيل الله أجرًا كبيرًا في الدين الإسلامي، فهي اصطفاء من الله عز وجل لخيرة عباده ليكونوا مع الأنبياء والصديقين في الجنة، والشهداء ليسوا بالأموات، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون.

وقد ذكر الله ما أعده للشهداء عند أول قطرة دم تراق منهم، حيث يغفر الله لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر، ويأمنهم من الفزع الأكبر، ويجيرهم من عذاب القبر، ويوضع على رأس أحدهم تاج الوقار، ويشفع في سبعين من أهله.

وأغلب من كانوا في بداية الرسالة مع النبي كانوا يتمنون الشهادة وذلك لرفعة الدين، وإظهار راية الحق وطلبًا في نعيم الله الذي وعد به الشهداء في جنة الخلد.

تعريف الشهادة في سبيل الله

قدم المسلمون الأوائل في بداية الدعوة الإسلامية مواقف عظيمة وتضحيات كبيرة في سبيل الله ونصرة لدينه ولنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فمنهم من ضحى بماله، أو بيته، أو مكانته بين قومه وأهله، ومنهم من بلغت التضحية إلى التضحية بنفسه وحياته.

وقد وعد الله تعالى من يضحي بنفسه في سبيله ونصر لدينه بثواب عظيم وأجر كريم، كما في قوله تعالى.

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).

وتعرف الشهادة في اللغة إنها من أصل شهد، الشين والهاء والدال أصل واحد دال على الحضور والعلم والإعلام، فالمشهد أي المحضر من الناس، وشهد يشهد شهادة أي أَعلم بما عنده أو بما رآه أو سمعه.

والشهيد هو القتيل في سبيل الله تعالى، وسمى بذلك لأن ملائكة الرحمة تحضره، وقيل أيضًا سمي بذلك لأن الشهيد يسقط حين يقتل على الأرض، والأرض في لغة العرب تسمَى الشاهدة.

الشهادة بالمصطلح الشرعي

وتعرف الشهادة في الاصطلاح الشرعي بأنها القتال والقتل في سبيل الله تعالى، والشهيد هو من مات من المسلمين في قتال الكفار أو بسببهم، وقد اختص الله للشهداء منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، وأعدَ لهم من الثواب وعدهم بالنعيم.

ومن هذا الثواب والنعيم العظيم ما رواه المقدام الكندي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

(للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أو دفعة، ويرى مقعده في الجنة، ويجار من عذاب القب، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويزوج من اثنان وسبعين من الحور العين، ويشفع لسبعن من أهله).

شاهد أيضًا: من هو الشهيد وما جزاءه

أول شهيد في الإسلام من النساء

وحين نتحدث عن الشهادة يتضح لنا من التاريخ بان أول شهيد في الإسلام كانت امرأة، وقد ضحت بنفسها في سبيل الله في سبيل رفعة دين الحق، وهي سمية بنت الخياط وكانت أمة عند أبي حذيفة بن المغيرة، وكانت من أوائل المسلمين في بداية الدعوة.

وقد عذبها أبو حذيفة بن المغيرة محاولاً خروجها عن الإسلام.

فأبت ورفضت وبقيت إلى أن قتلها أبو جهل حيث طعنها برمح فقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام.

وكذلك روي إنها من السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم بعد رسول الله عليه الصَلاة والسَلام.

وأبي بكر، وبلال بن رباح، وخباب بن الأرت، وصهيب بن سنان، وابنها عمار بن ياسر.

وذكر الذهبي من السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم المقداد بن الأسود بدلًا من صهيب بن سنان.

 أنواع الشهداء

هناك أنواع كبيرة من الشهداء ويختلف كل نوع عن الآخر، وفيما يأتي بيانها:

  • شهيد الدنيا: وهو الذي يعامل في الدنيا معاملة الشهيد.
    • وتجري عليه أحكام الشهداء فلا يغسل ولا يكفن.
    • ولكنه عند الله تعالى ليس بشهيد، بل أعد الله له العقوبة.
    • حيث أن نيته من القتال كانت رياء الناس، وحب السمعة، أو تحقيق مصلحة من مصالح الدنيا.
  • وشهيد الآخرة: وهو الذي لا يعامل في الدنيا معاملة الشهيد، ولا تجري عليه أحكام الشهداء.
    • فيغسل ويكفن، ويصلى عليه، ولكن الله أعد له في الآخرة أجر الشهيد.
    • ومنهم الميت بداء البطن أو الغرق، أو الطاعون، أو المقتول ظلماً.
  • شهيد الدنيا والآخرة: وهو الشهيد الذي يقتل في سبيل الله مقبلًا غير مدبر، مخلصًا نيته لله تعالى لا لمصلحة من مصالح الدنيا.

أحكام الشهيد

  • إن موت الشهيد ليس حياة له وحده فقط، بل حياة للأمة من بعده.
    • حيث أه قام بالتضحية بنفسه وحياته لرفعة الدين الإسلامي.
    • ودون أسمائهم في صفحات التاريخ بسطور من ذهب.
    • حيث أعد لعم الله النعيم في الآخرة، وأعلى المراتب في الجنة.
  • الشهيد لا يغسل: حيث أجمع على هذا الرأي العلماء والحكماء.
    • وهناك العديد من الأدلة على ذلك ومنها ما رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • أنه أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، ويدفنوا بدمائهم وثيابهم.
  • الشهيد لا يكفن: الشهيد يتم دفنه بثيابه التي قتل فيها، ولا يجوز نزعها عنه.
    • لما ورد من رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم أحد: (زمِّلوهم في ثيابهم).
    • وإنما يستحب تكفينه بثوب واحد فوق ثيابه.
    • كما فعل النبي صلى لله عليه وسلم مع عمه أسد الله مع حمزة بن عبد المطلب.
    • ومصعب بن عمير رضي الله عنهما.
  • الصلاة على الشهيد: إذ تصح الصلاة على الشهيد، أو عدم الصلاة عليه.
    • لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم-صلى على جماعة من الشهداء، وترك الصلاة على جماعة أخرى.

شاهد أيضًا: كلمة عن الشهيد مكتوبة جاهزة

الشهداء لهم منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى، وذلك ما تعرفنا عليه فيما سبق، بالإضافة لمعلومة من هو أول شهيد من الرجال في الإسلام، وتعرفنا على شروط الشهادة وأحكامها، وطريقة التعامل مع الشهيد في دفنه بثيابه.

مقالات ذات صلة