معلومات عن أشهر فيلسوف صيني ومؤلفاته

يوجد في الصين الكثير من الفلاسفة المشهورين بفلسفتهم، ويعتبر كونفوشيوس هو أول فيلسوف في الصين ينجح في نشر أول مذهب يحتوي على جميع العقائد والتقاليد والسلوك الاجتماعي والأخلاقي في الصين.

فالفلسفة التي يقدمها كونفوشيوس تقوم في المقام الأول على القيم الشخصية والأخلاقية، وكانت الأفكار التي يقدمها تتميز بالتفكير العميق وكانت تؤثر في كلًا من الحياة الصينية واليابانية والكورية.

والتايوانية والفيتنامية وحصل هذا الفيلسوف على لقب بنبي الصين، فسنقدم إليكم في السطور الآتية أهم التفاصيل حول الفيلسوف كونفوشيوس.

معلومات عن الفيلسوف كونفوشيوس

كان الفيلسوف كونفوشيوس مشهور بحنينة للماضي فكان يحافظ في فلسفته في نظرته إلى الحياة، لكن الكثير من الحكام لم يكونوا معه في هذا النظر فواجه الكثير من المعارضات في حياته.

واشتدت المعارضات تجاه هذا الفيلسوف تحديدًا بعد وفاته فقام الكثير من حكام الصين بحرق كل الكتب الخاصة به بالإضافة لحرق جميع مؤلفاته وتعاليمه وذلك لأنه كان يدعو للنظر إلى الخلف.

واستمرت تعاليمه منتشرة في المجتمع الصيني لحوالي ما يقرب إلى عشرين قرن وكان الناس في الصين يؤمنون بأفكار كونفوشيوس لسببين وهما كالآتي:

  1. لأنه كان مشهور بإخلاصه وصدقه.
  2. كانت أفكاره تتماشى مع المزاج الصيني فأفكاره معقولة بأنها معتدلة ومعقولة وعملية وهذا السبب الرئيسي الذي أدى لانتشار فلسفته في الصين، ولهذا السبب كان هذا الفيلسوف قريب من الشعب والناس في الصين.
  3. فكان لا يطلب منهم نهائيًا أن يغيروا مجرى حياتهم بل قام بالتأكيد على جميع الأفكار التي يؤمن بها الجميع فلذلك وجد المجتمع ذاته في تعاليم كونفوشيوس فأصبحت فلسفة كونفوشيوس صينية ولم تتجاوز نهائيًا إلا كوريا واليابان.

شاهد أيضًا: أبرز 26 حكمة مهمة عن فلسفة الفيلسوف ابن رشد

عن حياته العملية

التحق كونفوشيوس في حياته الشبابية إلى العمل الحكومي، فكان يعمل في حياته بجد ونجح في مهنته.

ولكن مع مرور حياته وتقدمه في السن شعر للغاية بأنه يرغب في تحسين نوعية الحياة ليس فقط بالاعتماد على دور الحكومة في دورها بتقديم حياة كريمة للأشخاص، بل دور السكان أيضًا فعليهم أن يحسنوا من أسلوب حياتهم ومواقفهم من جيرانهم، فكان يرغب في تنمية الحياة الاجتماعية.

بعد مرور سن الستين قرر الفيلسوف بأن يقدم استقالته من عمله، وقام بإنشاء مدرسة خاصة به لينشر فيها تعاليمه وأفكاره.

وكان يرغب في أن ينقل طلابه إلى الريف الصيني من أجل أن يقوم بنقل جميع تعاليمه وأفكاره إلى السكان في الريف، وكانت المنتخبات الأدبية هي سجل لجميع محاضراته التي قام بتقديمها وقدم الكثير من الأقوال في الرجل المتفوق ومن بينهم:

الرجل المتفوق يود أن يكون بطيئًا في أقواله، وجاد في تصرفه.

ما يبحث عنه الرجل المتفوق في نفسه، يبحث عنه الرجل العادي في الآخرين.

أهم التفاصيل عن حياة كونفوشيوس

ولد كونفوشيوس في مدينة زو بالقرب من مدينة تشيوفر في مقاطعة شان دونغ في شرق الصين، وولد في عام 551 وكان يطلق عليه كونك المعلم، كانت المنطقة في ذلك الوقت تخضع لسيطرة ملوك تدعى ملوك تشو.

مات والد هذا الفيلسوف وهو صغير وقد عاش بقية حياته مع والدته وكانت حياتهم تتسم بالفقر الشديد، وكما ذكرنا لكم من قبل أنه كان يعمل مع الحكومة ولكن مع مرور الوقت أصبح يعمل عمل حر وأصبح يعظ الناس والمجتمع ويتنقل من مدينة لمدينة.

هجر بلده لفترة ثم عاد إلى بلده في أخر خمسة سنوات من حياته وتوفي في عام 479 ق.م.

وكان يعمل بعد الفراغ في المدرسة ليساعد والدته، وبعد ما وصل إلى سن الثانية والعشرين اتجه في عمله إلى التعليم وأصبح داره مدرسة له وكان يحصل على الرسوم من تلاميذه مهما كانت قليلة.

وكان البرنامج الخاص به يشمل عدد من الموارد وهذه الموارد هي التاريخ والشعر وآداب اللياقة، وحصل هذا الفيلسوف على عدد من الألقاب وهما كونك وفو ودزه وكان طلابه يدعونه بكونك المعلم.

هجرة الفيلسوف كونفوشيوس

في بداية دعوة كونفوشيوس اعتاد على الترحال من مكان إلى مكان في جميع الأقاليم الصينية حيث أنه لا يقيم في مكان واحد نهائيًا، ولم يكن اضطهاده نهائيًا يتمثل في رفض الناس لجميع التعاليم وعدم تقبل أفكاره.

وهذا الأمر ما جعله يعاني كثيرًا وجعله يتنقل في جميع مقاطعات الصين، ولكن من ناحية أخرى كان بعض حكام المقاطعات يكرمونه كثيرًا ويعينونه في جميع مناصبه على سبيل المثال منصب وزارة العدل.

شاهد أيضًا: أفضل أقوال الفيلسوف والحكيم جاك دريدا

أهم الحقائق عن كونفوشيوس

ظن كونفوشيوس أن دراسته وفلسفته لم تؤثر على الإطلاق في حياة الناس، ولكن في القرن الثاني قبل الميلاد وفي خلال فترة حكم سلالة هان وكانت أفكار كونفوشيوس هي الحجر الأساسي في جميع أفكار الدولة.

وفي هذا الوقت يعتبر كونفوشيوس واحد من أهم المعلمين الذي يتأثر بهم الكثير من الأشخاص في حياتهم في الحضارة الصينية.

وكانت جميع أفكاره تدعي إلى نشر الولاء للعائلة والآباء والأجداد.

فأفكاره كانت تدعو لاحترام الصغير وللكبير واحترام المرأة لزوجها.

حيث تم نشر الكونفوشيوسية في جميع البلاد الأسيوية المختلفة مثل كوريا واليابان.

حيث كان يدعو لتواضع الناس مع بعضهم البعض ومن أهم ما قاله هذا الفيلسوف.

كيف لنا أن نعرف عن الموت وما زلنا لا نعرف عن الحياة الكثير”.

أهم مؤلفاته

  • اللي -جي أو سجل المراسم: هذا الكتاب يحتوي على أهم القواعد التي تهتم بآداب اللياقة.
    • وأهم الأسس الخاصة بتكوين شخصية سليمة ذات اخلاق عالية.
  • كتب ذيولا: وهذا الكتاب يتناول كل ما هو وراء الطبيعة.
  • كتاب “الشي -جنج”: تناول في الكتاب بعض الأناشيد، كما وضح فيه أهم الأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان.
  • وكتاب “التشو -شيو”: هذا الكتاب تحدث فيه عن مدينة “لو” من الناحية التاريخية.
  • كتاب “الشو -جنج”: كتاب تاريخ تناول فيه بعض أحداث الملوك الأوائل.

المزيد حول فلسفة كونفوشيوس

تم وصف هذا الفيلسوف بأنه مؤسس الديانات، وهذا التعبير غير دقيق فالمذهب الذي يقدمه هذا الفيلسوف لم يكن دينًا نهائيًا.

فلا يتحدث نهائيًا عن أي إله بل كانت فلسفته هي الحديث عن الحياة الخاصة أو السلوك الاجتماعي أو السلوك السياسي.

فمذهب هذا الفيلسوف يقوم في المقام الأول على الحب وحسن المعاملة في الحديث والخطاب.

وكان يقوم أيضًا على احترام وتقديس الصغير له.

وفي نفس ذات الوقت يكره هذا الفيلسوف الطغيان والاستبداد.

وكان يعتقد أن الحكومة تم إنشائها من أجل خدمة الشعب لا غير ذلك.

وكان يتفق كونفوشيوس مع أفكار جوتو في أن الرقي الذاتي هو الذي يقوم عليه الرقي الاجتماعي.

حيث سأل تزه لو كونفوشيوس قائلًا ” ما الذي يكون الرجل الأعلى.

فأجابه قائلًا أن يثقف الرجل الأعلى نفسه بعناية مختلطة مع الاحترام.

وكان كونفوشيوس يرعى أن الشخص الكامل يجمع ما بين ثلاثة أمور وهما الذكاء والشجاعة.

وحب الخير ومن بين مقولاته في الرجل الأعلى:

“الرجل الأعلى يخشى ألا يصل إلى الحقيقة، وهو لا يخشى أن يصيبه الفقر.

وهو واسع الفكر غير متشيع إلى فئة، وهو يحرص على ألا يكون فيما يقوله شيء غير صحيح.

ولكنه ليس رجلًا ذكيًا وحسب.

وليس طالب علم ومحبًا للمعرفة وكفى، بل هو ذو خلق وذو ذكاء.

فإذا غلبت فيه الصفات الجسمية على ثقافته وتهذيبه كان جلفًا.

المزيد حول فلسفة كونفوشيوس

وإذا غلبت فيه الثقافة والتهذيب على الصفات الجسمية تمثلت فيه أخلاق الكتبة.

أما إذا تساوت فيه صفات الجسم والثقافة والتهذيب.

وامتزجت هذه بتلك كان لنا منه الرجل الكامل الفضيلة. فالذكاء هو الذهن الذي يضع قدميه على الأرض”.

حيث قال أيضًا كونفوشيوس في الأخلاق” إن أخلاق الرجل تكونها القصائد وتنميها المراسم أي تعني آداب الحفلات والمجالات.

ونصح طلابه أيضًا بأن من واجب الإنسان أن يقول ” لست أبالي مطلقًا إذا لم أشغل منصبًا كبيرًا.

وإنما الذي أعنى به أن أجعل نفسي خليقًا بذلك المنصب الكبير.

وليس يهمني قط أن الناس لا يعرفونني؛ ولكنني أعمل على أن أكون خليقاً بأن يعرفني الناس”.

شاهد أيضًا: أعظم أقوال الفيلسوف والأديب غوستاف لوبون

قدمنا لكم من خلال هذا المقال كل ما يتعلق بالفيلسوف الصيني كونفوشيوس حيث قمنا بعرض مبسط لحياته المهنية وعن معتقداته الفلسفية، نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم.

مقالات ذات صلة