معبد دير المدينة واهميته السياحية

معبد دير المدينة وأهميته السياحية سوف نتحدث عن في هذا المقال، حيث تشتهر الأقصر بكونها عاصمة السياحة الفرعونية فوحدها تحتوي على ثلث آثار العالم حيث يقع بها العديد من المعابد الفرعونية القديمة التي توضح التاريخ الفرعوني بشكل مفصل.

حيث يوجد في الأقصر معبد الكرنك وغيره من المعابد التي أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي وتستطيع الأقصر جذب العديد من السياح من مختلف الجنسيات في أعياد الربيع واحتفالات شم النسيم.

لأنها من أجمل المناطق السياحة الشتوية في العالم  ويتوافد على الأقصر السياح من العالم كله حيث تعد فرنسا وإسبانيا وبلجيكا أكثر دول السائحين الذين يزورون الأقصر ومن أهم المناطق السياحية في الأقصر دير قديم يقع على الضفة الغربية لنهر النيل وهو دير المدينة .

دير المدينة

يقع دير المدينة في صعيد مصر ويعد جزء من جبانة طيبة في شمال وادي الملوك في محافظة الأقصر كان الدير قديمًا مقرًا لعائلات العمال الحرفيين خلال عهد المملكة المصرية الحديثة منذ 1570 وحتى 1070 قبل الميلاد.

فكان منهم من يقوم بحفر وبناء قبور الفراعنة في وادي الملوك وهناك آخرون يعملون في صناعة التماثيل والأثاث والأواني لتجهيز قبر كل فرعون على حسب رغبته قبل الموت.

وكان يتم اختيار عمال لبناء المقابر متخصصين وفنانين في التصميم والحفر وتزيين جدران المقبرة حتى تكون قصرًا يمكن للفرعون العودة إليه بعد مماته.

حيث كان ذلك هو اعتقاد المصريين القدماء في فكرة البعث والخلود ولهذا كان على كل عامل أن يعمل بإخلاص لأن فرعون سوف يعتني به من السماء.

شاهد أيضًا: معلومات وحقائق عن معبد ابو سمبل

منطقة دير المدينة

تم إنشاء بلدة دير المدينة القديمة خلال الدولة الحديثة وضمت بقايا بيوت العمال وعائلاتهم ومقابرهم والتي رسم فيها رسومات بديعه أعطت صور حية لحياتهم ومعتقداتهم.

كما تم العثور بجورها على بئر ماء جاف حيث كان ممتلئ بشقفات من الفخار كان يرميها العمال ويكتبون بها رسائل أو يرسمون ما يطرأ عليهم وتصور تلك الشقف جانب مهم من الحياة الاجتماعية وطريقة تعامل العمال مع بعض في هذا الوقت.

وهي الآن تعد بمثابة مكتبة  نقرأ منها عن حياتهم اليومية في الماضي مثل خطابات الأحباء ورسائل الغرام والشكوى والدعاء كما يعتقد أن تلك القرية الفرعونية ظلت سكنا للعمال والنحاتين العاملين في وادي الملوك في فترة الأسرة ال18 حتى الأسرة ال20.

كما تبين بقايا بيوت تلك الطبقة من العمال وعائلاتهم المميزين أنهم كانوا يعيشون في تلك البيوت يطبخون غذاءهم ويربون أطفالهم معززين مكرمين كما كانوا في رغد من العيش.

ومنهم من بنى لنفسه مقبرة له ولزوجته مثل غا وزوجته مريت رئيس العمال في العصر القديم الذي بنى لنفسه ولزوجته مقبرة غا.

وهي من أجمل القبور التي عثر عليها بالقرب من دير المدينة خارج وادي الملوك وقد تم اكتشاف تلك المقبرة في عام 1906 ووجدت بمحتوياتها كاملة لم يقترب منها اللصوص.

موقع دير المدينة

تم اختيار هذا الموقع لدير المدينة على الضفة الغربية للنيل المواجهة للأقصر.

والتي هي على مقربه من وادي الملوك من ناحية الشمال والمعابد الجنائزية في جنوب الشرق.

ووادي الملكات يقع في الغرب مما يسهل الوصول للعمل في تلك الأماكن سيرًا على الأقدام.

كما يرجح باختيار تلك المدينة للمندسين والعمال بمنأى عن المناطق المهولة للاحتفاظ بسرية أماكن قبور الفراعنة.

معبد هاتور بدير المدينة

يقع في الطرف الشمالي من دير المدينة معبد صغير للإله هاتور من عهد البطالسة.

وسمي المعبد بمعبد هاتور وكان يستخدمه أقباط مصر في العصور القديمة ككنيسة للعبادة.

ولهذا سميت المنطقة بدير المدينة كما توجد بقايا معاهد أخرى صغيره من ضمنها معهد بناه سيتي الأول.

ومعبد آخر بني في عهد أمنحتب الأول ويقع معبد الإله آمون شرق معبد هاتور ويعتقد أنه بني خلال عهد رمسيس الثاني.

كما يوجد على بعد حوالي 200 متر شمال معبد هاتور بئر جاف واستخرجت منه نحو 5.000 قشفة من الفخار كان المصريون القدماء يكتبون عليها منها رسائل عائلية وحسابات وخطط ورسومات.

وتلك القشفات ساعدت على تكوين صورة حية لنا عن معيشة العمال وعائلاتهم في تلك الحقبة السحيقة من الزمان.

شاهد أيضًا: بحث عن معبد الملكة حتشبسوت doc

اضراب العمال دير المدينة

كان عمال دير المدينة يحصلون على الغذاء والماء بوفرة من الفرعون لأهمية ما يقومون به من أعمال تتعلق بمستقبله في العالم الآخر.

فكانوا وعائلاتهم من المميزين بين الشعب ومع مجيء العصر الحديدي وضعف الفراعنة الذي أدى إلى عدم الاستقرار.

وكادت الأخلاق المطابقة لتعاليم معت وهي الأمانة والصدق والخلق الكريم أن تختفي إذ أن الفرعون في تلك الحقبة لم تكن له القدرة على إمداد العمال بتموينهم من أكل ومشرب.

وبدأ الجوع يعم العاملين وعائلاتهم فاعترضوا وأضربوا عن العمل خلال هذا الوقت العصيب.

وفي فترة حكم رمسيس الثالث والتي امتدت إلى نحو 25 عام تذكر المخطوطات أن العمال اضربوا عن العمل.

وهذا يعتبر أول أضراب لعمال في التاريخ وقاموا بكتابة شكاوى إلى الوزير لإمدادهم بمؤنة حياتهم.

ورفضوا العودة إلى أعمالهم إلا بعد تحقق مطالبهم واستجاب النظار إلى مطالبهم حينا وعاد العمال إلى عملهم.

ولكن صعوبة الحصول على القوت لم تنتهي.

فتكرر الإضراب مرة أخرى بينما كانت أواخر أعوام حكم رمسيس الثالث أعوام قحط وعدم استقرار.

بالإضافة إلى هجوم ما يسمون شعوب البحر على مصر من سواحلها الشمالية.

وكان يعتقد أنهم كانوا قادمين من صقلية وإيطاليا وبلاد الإغريق.

وكانت محاربة فرعون مصر لهم شاقة  ثم استطاع إبعادهم عن مصر بأن دعاهم يدخلون إلى فلسطين .

ونظرا لتحالف النظار مع الحكام فلم يعد عمال دير المدينة يأمنون لوعودهم.

واختاروا من بينهم من يرعى أمورهم وتذكر المخطوطات أن الإضراب.

وعدم الاستقرار حدث مرة أخرى لمدة 40 أو 45 سنة بعد الإضراب الأول وكان ذلك خلال حكم رمسيس التاسع ورمسيس العاشر.

أعمال سرقة القبور في دير المدينة

بعد حكم رمسيس الرابع كانت مشاكل القحط وقلة الغذاء لم تنتهي فتكونت مجموعات من العمال العاطلين للسطو على قبور الفراعنة.

وما فيها من ثروات لموتى فكانوا يحفرون أنفاقًا جانبية بعيدة عن الحراس حتى يصلون إلى الحجرات المليئة بالحلى الثمينة والذهب.

وقد اشترك معهم بعضًا من النظار على أي يحصلوا منهم على رشاوي.

وتوجد مخطوطات تسرد ما كانت السلطات تفعله مع تلك العصابات.

فقد كانت تستجوب الفاعلين مع التعذيب للإفصاح عن كل المشاركين في عمليات السطو على القبور وكانت العقوبات شديدة.

إلا أن المسروقات كانت لا تعاد إلى القبر الذي أخذت منه فكانت هيئة المحكمة تضمها إلى ثرواتها.

شاهد أيضًا: بحث عن معبد فيلة بأسوان

أعمال التنقيب في دير المدينة

استطاع الباحثون الكشف والتنقيب عن 68 من أساسات البيوت.

ومن ضمنها مقبرة سنجم التي عثر عليها الباحث الفرنسي غاستون ماسبيرو في 2 فبراير 1886.

تلك المقبرة تحمل اليوم رمز TT1  أي مقبرة في طيبة رقم 1.

كما عثر بالقرب من تلك المنطقة على مقبرة غا وهو ناظر عمال دير المدينة.

وقد عثر على تلك المقبرة أحد الباحثين الإيطاليين في عام 1906.

وكانت زاخرة بالمحتويات وأدوات الزينة الذهبية  يرمز لمقبرة غا بالرمز تي تي 8.

وما كان بها من محتويات ومومياء لـغا وأخرى لزوجته مريت فنقلت إلى إيطاليا.

وهي تشكل اليوم جزءً هامًا من المتحف المصري في تورينو.

الأهمية السياحية لمعبد دير المدينة في الأقصر

معبد دير المدينة في الأقصر يحمل أهمية سياحية كبيرة، وذلك للعديد من الأسباب:

  • التاريخ والثقافة:
    • يُعد معبد دير المدينة جزءًا من التراث التاريخي والثقافي لمصر، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عصور مصر القديمة.
  • المعمار الفرعوني:
    • يتميز المعبد بالهندسة المعمارية الفرعونية الرائعة، وهو يمثل مثالًا للتقنيات البنائية والزخرفية المستخدمة في تلك الفترة.
  • الرموز والرسومات:
    • يحتوي معبد دير المدينة على العديد من الرموز والرسومات التي تعكس المعتقدات الدينية والحياة اليومية في عصور مصر القديمة، مما يثري تجربة الزائرين.
  • السياحة الدينية:
    • يُستخدم المعبد أحيانًا للسياحة الدينية، حيث يعتبر مكانًا للصلاة والزيارات للمهتمين بالتاريخ الديني لمصر.
  • الترويج للسياحة المستدامة:
    • يُشجع مثل هذا الموقع الأثري على الترويج للسياحة المستدامة، حيث يتم الحفاظ على الموقع التاريخي ليظل متاحًا للأجيال القادمة.
  • جذب الزوار إلى الأقصر:
    • يُعتبر معبد دير المدينة جزءًا من الجذب السياحي في مدينة الأقصر، مما يعزز اهتمام السياح بزيارة هذه المنطقة التاريخية.
  • الترفيه والثقافة:
    • يُنظم في بعض الأحيان فعاليات ثقافية وفنية في المعبد لتوفير تجربة شاملة للزوار وجذب المزيد من الانتباه.

أسئلة شائعة حول معبد دير المدينة

ما هو تاريخ بناء دير المدينة في الأقصر؟

تم بناء دير المدينة خلال عهد المملكة المصرية الحديثة، منذ عام 1570 قبل الميلاد وحتى 1070 قبل الميلاد.

ما هي وظيفة عمال دير المدينة في فترة المملكة المصرية الحديثة؟

كان عمال دير المدينة يعملون في بناء وحفر قبور الفراعنة في وادي الملوك. وكانوا أيضاً يعملون في صناعة التماثيل والأثاث لتجهيز قبور الفراعنة.

ما هو مكان دير المدينة بالنسبة لوادي الملوك والمناطق المحيطة؟

يقع دير المدينة على الضفة الغربية للنيل، مواجهًا للأقصر. وهو قريب من وادي الملوك، والمعابد الجنائزية في الشمال الشرقي.

ما هي الاكتشافات المهمة التي تم العثور عليها في دير المدينة؟

تم العثور على بيوت العمال ومقابرهم، بالإضافة إلى بئر ماء جاف احتوت على قشفات فخارية تحتوي على رسائل ورسومات تعكس حياة العمال وعائلاتهم.

هل هناك معابد في دير المدينة؟

نعم، يوجد معبد صغير للإله هاتور في دير المدينة، وكان يستخدم أيضاً ككنيسة في العصور القديمة.

مقالات ذات صلة