ما الأضرار الناجمة عن الإسراف في الأكل والشرب؟

حذر الله سبحانه وتعالى من الإسراف في الأكل والشرب، حيث قال تعالى: ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا*إنه لا يحب المسرفين”، فقد جاء الأمر من الله سبحانه وتعالى بالابتعاد عن الإسراف، والذي يتمثل التفريط بالشيء وتبديده بلا فائدة.

وللإسراف أنواع كثيرة منها الإسراف في المال وفي الطاقة وغيرهما، والإسراف من السلوكيات السلبية التي ينتج عنها الخسارة للفرد والمجتمع، وهو ما يتسبب في ضياع العديد من الموارد، كما يحرم العديد من الناس في حقهم الطبيعي.

معنى الإسراف

إن كلمة الإسراف من أصل سرف، وهي التي تعني زيادة الحد المعقول في كل ما يقوم به الإنسان، واصطلاحًا هي تجاوز الحد المعتدل في الأقوال والأفعال والأموال.

وقد نهى الله عن هذا السلوك الخاطئ في العديد من المواضع المتعددة فقال تعالى: “كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده* ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.

وقال تعالى: “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الإنسان لربه كفورًا”، وقد جاء الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرورة الابتعاد عن الإسراف في المأكل والملبس، في قوله صلى الله عليه وسلم: “كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة”، ومن ثم فإن خير الأمور أوسطها.

كما أكد الدين الحنيف على الاعتدال في كل شيء، فقال سبحانه وتعالى: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.

شاهد أيضًا: خطورة النوم بعد الأكل

حكم الإسراف والتبذير بالأكل والماء

لا يجوز الإسراف والتبذير حيث قال الله تعالى : “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”، وقال أيضًا: ” ولا تبذر تبذيرًا.

والإسراف يقصد به الزيادة في الأكل على وجه قد يضر أو يحدث بسببه إضاعة المال بغير وجه، وما يجب على المؤمن ألا يسرف في أكله وشربه وصنعه الطعام، حيث يقوم بصنع ما يحتاج من الطعام وإذا بقى شيء وجب أن يعطيه للفقراء والمساكين.

أشكال الإسراف في الأكل

إن تعدد الأطباق على المائدة اليومية أصبح من الأمور الأساسية في وقتنا الحالي، فإننا نجد الشخص عند قدومه لتناول الطعام يوجد أمامه العديد من الأصناف، والتي دائمًا ما تدفعه للإسراف في تناولها، وتلك من أكثر المشاكل التي أصبح الأغلبية العظمى من الناس يعانون منها.

فقد تناسى الكثير المقولة التي تعني “تناول الطعام لتعيش ولا تعيش لتناول الطعام”، وهو ما يعني أنه على الشخص تناول ما يكفيه فقط من الطعام دون أن يبالغ في ذلك.

الأضرار الناجمة عن المبالغة في الأكل

هناك العديد من الأضرار التي تنجم عن المبالغة في تناول الطعام، والتي منها ما يلي:

  • البدانة وزيادة الوزن بشكل كبير، وذلك من خلال تناول الكثير من الطعام، حيث يؤدي ذلك إلى البدانة ومن ثم يصاب الإنسان بالكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب والضغط والسكري، وكذلك آلام المفاصل والعظام وذلك نتيجة لضغط الوزن الزائد عليها.
  • الإحساس بالكسل والتخمة، حيث أن الشخص في حال تناوله الطعام بإسراف يشعر بالبلادة والكسل بعد الانتهاء من ذلك، كما أنه يشعر بالنوم لينال قسطًا من الراحة.
  • إنفاق الكثير من المبالغ المالية، وذلك بسبب التحضير الزائد لمائدة تحتوي على العديد من الأصناف بشكل مستمر.

الإسراف في الأكل والشرب يعطل أنظمة الجسم

أكدت العديد من الدراسات أن الإسراف في الطعام والشراب، من الأمور السيئة التي قد تتسبب في الكثير من الأمراض

كما أنها  تعمل على تشويش أنظمة عمل الجسم، ولذلك أمرنا الإسلام بعدم الإسراف في الأكل والشرب.

إن الإسراف في الأكل يساعد في تعطيل مجموعة من الشبكات الكاملة من الجينات داخل الجسم.

حيث يتسبب الإفراط في الطعام والشراب في البدانة والسكري وأمراض القلب، وقام الباحثون بتطوير طريقة تحليل الحامض النووي “دي ان ايه”.

وقد أوضح “اريك سخ ادت” المدير التنفيذي لقسم علم الوراثة بمعامل ميريك للأبحاث.

إلى أن البدانة من الأمراض التي ينجم عنها تغير شبكات كاملة.

وليست تغيير فردي في جين واحد، كما حدد فريق البحث شبكات تضم المئات من الجينات.

ظهرت وكأنها خرجت عن القاعدة، وذلك أثناء إطعام فئران بوجبة غنية بالدهون.

وأوضح سخ ادت أن الشبكة قد اهتزت بشكل كلي بسبب تعرضها لوجبة غنية بالدهون.

وقد انتقل فريق البحث إلى مجموعة من البيانات التي تخص بعض الناس من أيسلندا.

فقد أجرت مؤسسة ديكود جيناتكس انكوربورشن عليهم بعض الدراسات، والتي أكدت أن الأشخاص لديهم نفس الشبكات.

وقام الفريقان بعمل دراسة مفصلة تضم 1000 عينة دم، وما يعادل  700 نسيج دهني من نفس المتطوعين الأيسلنديين.

وقد أوضحت الدراسة أن الأشخاص المسجلين لدرجات مرتفعة على مؤشر كتلة الجسم لقياس البدانة.

قد أظهروا أنماط مميزة لنشاط الجينات الموجودة بأنسجتهم الدهنية، والتي لم تظهر باختبار الحامض النووي المأخوذ من الدم.

ومن خلال ذلك أكد الباحثون على أن الإفراط في الأكل، يعمل على تعطيل شبكات كاملة من الجينات بالجسم، حيث لا يسبب البدانة فقط وإنما يسبب البول السكري وأمراض القلب.

من الأفضل لعلاج العديد من الأمراض، ضرورة الاعتدال في الطعام والشراب.

ومن ثم عدم الإسراف، من خلال الإقلال من الدهون والاعتماد على الخضروات والفواكه والتي تعد أحد أسباب العلاج.

شاهد أيضًا: علاج انتفاخ البطن بعد الأكل مباشرة

الأضرار الناتجة عن الإسراف في الشرب

من الأضرار التي قد تصيب الصحة، هو الإسراف في شرب السوائل.

والمتمثلة في العصائر والمشروبات الساخنة وكذلك الماء، فالعصائر مثلًا تضم كمية كبيرة من السكر.

وهو ما يتسبب في البدانة، كما أن المشروبات الساخنة تحتوي على السكر وكذلك الكافيين.

وهو ما يتسبب البدانة أيضًا، كما أنها تكون سببًا للأرق بفضل احتوائها على كمية كبيرة من الكافيين.

والجدير بالذكر أن الماء له فوائد كبيرة على الجسد، إلا أن هناك بعض الدراسات الجديدة.

التي افادت بأن شرب الماء بكميات مبالغ فيها.

يزيد من المشاكل أثناء النوم، وذلك بسبب استمرار دخول الشخص إلى الحمام طوال الليل.

كما أنه يؤدي لحالة تعرف بنقص صوديوم الدم، وهي التي تؤدي لقلة مستوى الملح في الجسم

ومن ثم يمكنها أن تؤدي إلى تورم الدماغ.

ومن ثم يجب على الإنسان الاعتدال في تناول السوائل والمأكولات، وذلك تجنبًا للإصابة بأضرارها.

فدائمًا يقال “خير الأمور أوسطها”، كما يفضل اتباع الشخص لبرنامج غذائي خاص.

بهدف المحافظة على صحة جسده، ومن ثم يمكنه الحصول على ما يكفيه من الأكل والشرب.

لماذا قال “كلوا واشربوا ولا تسرفوا”؟

إن تلك الآية جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات، ومن ثم طالبت الآية بتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة.

ومن ثم يتم نقص الوزن بشكل بسيط وتنخفض الدهون، مما يجعل الإنسان في غاية الصحة والسعادة.

وبالتالي يعد عدم الإسراف في الطعام من أهم الأمور التي تقي القلب، وتكون سببًا في ارتياح الجسد.

حيث أن التناول المفرط للحلويات واللحوم والدسم، تساعد بشكل كبير في زيادة الدهون في الجسم.

وهو ما يعمل على زيادة الوزن، ويزيد من الأعباء على القلب.

وقد أكد الباحثون أن صيام شهر رمضان للمسلمين، قد يساعد في تحقيق النقص الملحوظ في وزن الصائمين بمقدار 3 كيلوجرامات.

على الرغم من عدم التزام البعض من المسلمين، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان.

شاهد أيضًا: ما هو الأكل الصحي وغير الصحي

وفي النهاية نكون قد تعرفنا على الأضرار التي تنجم من زيادة الإسراف في تناول الطعام والشراب، بالإضافة إلى الأبحاث التي أجريت في ذلك.

مقالات ذات صلة