المناهج الدراسية وتحدى العولمة

المناهج الدراسية وتحدي العولمة، يعتبر التعليم من أهم وسائل نهضة الأمم، ولهذا السبب تهتم الدول المتقدمة بإصلاح نظام التعليم وخططه.

والتعليم هو وسيلة أساسية للتغيير الاجتماعي والثقافي ووسيلة تساعد على مواجهة تحديات العصر والعولمة، حيث أن هناك علاقة وثيقة بين العولمة وبين التعليم، وهو ما سنحاول توضيحه في هذا المقال.

ما هو مفهوم المنهج الدراسي؟

يُعرف المنهج الدراسي بأنه: مجموع الأفعال التي يتم التخطيط لها من أجل التعلم، ولذلك فهي تشتمل على الأهداف والمحتوى والأساليب ووسائل التقويم للمادة الدراسية، بالإضافة إلى الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، وكل الاستعدادات التي ترتبط بالتكوين الملائم للمدرسين نفسيًا وتربويًا.

أما عملية تطوير المنهج فيمكن تعريفها على أنها إحدى العمليتين التاليتين أوكليهما معاً وهما:

  • الأولى: عملية إدخال منهج جديد أو بناء منهج حديث لم يكن له وجود من قبل في الصفوف الدراسية المختلفة، على سبيل المثال: إدخال منهج القيم والأخلاق، ومادة التربية الوطنية، والحاسب الآلي.
  • الثانية: يتم تحسين المنهج الحالي وتحديثه بإضافة التعديلات عليه حتى يصبح أكثـر ملائمة لظروف العصر الحالي ومتغيراته، مما يمنحه قدرة أكبر على تحقيق الأهداف.

حيث من المهم أن يتم إعادة النظـر فـي أهـداف المنهج الموجود ومحتواه وطرق التدريس والأنشطة والوسائل التعليمية والتقويم من أجل اتخاذ القرار الأنسب سواء بالإضافة أو الحذف أو بالاثنين معاً أو تعديله أو بإدخال منهج جديد لم يكن له وجود من قبل.

شاهد أيضًا: أنواع صعوبات التعلم عند الأطفال

مفهوم العولمة وتحدياتها

أصبحت كلمة العولمة كثيرًا ما تتردد أمامنا في الوقت الحاضر، حيث أصبحت كلمة العولمة موضة يستخدمونها البعض في العلوم الاجتماعية.

والبعض الآخر يعتبرها بمثابة قول مأثورة عند التحدث عن الإدارة والاقتصاد والتعليم، بينما البعض الآخر يراها شعار يكثر استخدامه بين الصحفيين والسياسيين في كل مكان.

ومن المؤكد أن ظهور مصطلح العولمة له علاقة وثيقة بالتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، وكذلك التطور في مجال الاتصالات ووسائل المواصلات وتكنولوجيا المعلومات.

تعريف العولمة لغويًا

العولمة تُعتبر مصدر قياسي، لفعل رباعي هو (عولم يعولم)، وأصله (العالم)، ومن هذا المنطلق يتضح أن العولمـة هـي القدرة على إكساب الشيء طابع العالمية، وتحويل نطاق من النطاق المحلي أو الشعبي إلى النطاق العالمي.

تعريف العولمة اصطلاحًا

هناك تعريفات متعددة تختلف باختلاف سبب التسمية، فالبعض يراها من وجهة نظر اقتصادية، بينما البعض الآخر يراها من وجهة نظر ثقافية، والبعض الآخر يراها بشكل سياسي، وكلٌ يراها بشكل مختلف ومنفصل.

تعددت تعريفات العولمة ولكن هناك حلقة وصل بين كل التعريفات حيث أن هناك عنصرًا جامعًا بين تلك التعريفات يتمثل في اختـزال المـسافة المكانية الزمانية؛ فالعولمة الشاملة من وجهة نظر رونالد روبرتسون: هي اتجاه تاريخي نحـو تصغير وتقريب العالم.

العلاقة بين العولمة والتعليم

إن العولمة والتعليم ينتمي كل منهما إلى مجال معرفي مختلف، ذلك الاختلاف يبدو واضحًا للعيان ولا يحتاج إي شهود وتتمثل الاختلافات في الآتي:

  • حيث إن العولمة تهتم أكثر بالجانب الاقتصادي والسياسي، في حين أن التعليم ينتمي إلى حقل المعرفة والثقافة مما يعطيه طابع علمي واجتماعي مميز يختلف عن العولمة.
  • ومن المهم أن ندرك أن الحصول على تعريف واحد صريح للعولمة يعتبر أمر صعب لأن العولمة متجددة وغير محدودة.
    • كما أنها لها أبعاد متعددة وكل بعد له تعريفه واتجاهاته، فتعريف العولمة في الاقتصاد يختلف عن تعريف العولمة في علم الاجتماع، يختلف عن العولمة في السياسة والتعليم، وهكذا.
  • لذلك مـن الـضروري أن يتم التمييز بين أنواع العولمة المختلفة الاقتصادية السياسية والثقافيـة والتربوية والإعلامية.

العولمة الثقافية وعلاقتها بالمنهج الدراسي

من أهم أنواع العولمة هي العولمة الثقافية أو عولمة الثقافة، والتي يتم تعريفها على أنها القدرة على تعميم الأفكار والقيم والمعارف ونقلها وتداولها حتى تبدأ في الانتشار في العالم بشكل سريع، مما يجعلها ثقافة مشتركة بين مختلف الشعوب.

بينما تُعرف عولمة الثقافة: على أنها وسيلة أو محاولة مجتمعية يتم عن طريقها تعميم نموذج أو مقترح ثقافي معين على باقي المجتمعات الأخرى، وذلك عن طريق التأثير على المفاهيم والقيم الثقافية والحضارية باستخدام وسائل وأدوات سياسية واقتصادية وثقافية مميزة.

المنهج المدرسي من أهم العناصر التي ترتبط بالتعليم وتواجه تحدى كبير في عصر العولمة، حيث أن العولمة أصبحت تمثل ضغط شديد عليه سواء عن طريق الجانب الفكري لها.

أو من خلالها طريقة تنفيذها وتطويرها ثقافيًا، حيث أن العولمة تتحكم في مصادر المعلومات وكل أنواع التكنولوجيا الموجودة.

لذا فمن المهم أن يتم تصميم المنهج التعليمي من أجل أن يتكيف مع فكرة التغيير لكي يتعامل مع تلك التحديات بسهولة تُمكنه من تحقيق أهداف التعليم وجعله أكثر نجاحًا وأكثر سهولةً.

ولذلك من المهم يعمل على بناء نظام تعليمي قوي أو تعديل الأنظمة القديمة حتى تتناسب مع متطلبات العصر، وذلك عن طريق التركيز على دعم هوية المجتمع الثقافية ومواكبة التطورات التكنولوجية المعاصرة.

شاهد أيضًا: نظام عين للمعلم وأنواع التعليم عن بعد وكيفية الحصول على النظام

نتائج العولمة على المنهج الدراسي

  • تعمل على تزويد الطلاب بمفاهيم اجتماعية وسياسية هام.
    • وعلى سبيل المثال: العولمة تزود الطالب بمفهوم المواطنة -الحقوق والواجبات والمسؤوليات.
    • كما أنها لها دور هام في ترسيخ مفهوم الانتماء والوطنية لديهم.
  • العولمة ستعمل على كسر الحاجز في التفكير للطلاب حيث سيبدأ الطلاب في استخدام مهارات وأساليب التفكير العلمي والناقد.
    • كما أنها تزيد من قدرة الطالب على التفكير والاختيار بين متعدد، والاختيار تحت ضغط.
    • وكذلك يتعلم الشخص كيفية اتخاذ القرارات المصيرية البسيطة من أجل حل المشكلة ومواجهتها.
  • التأكيد على أهمية الدور الإيجابي للعلماء والمسلمين.
    • حيث أن ذلك الدور يساهم في دعم وبناء الحـضارة العربيـة والإسلامية والعالمية.
  • وفيما يخص تأليف الكتب المدرسية فمن المهم أن يضع في عين الاعتبار أنه تبعًا لما تقوله منظمة الصحة العالمية.
    • فإنه من المهم أن يتم التركيز على أربع مبادئ رئيسية حيث أن التعليم يجب أن يرتكز على المبادئ الآتية:
  • يجب أن تدرك ما تريد تعلمه (كيف تعرف وليس ماذا تعرف).
  • تعلم لتعمل: من المهم أن تدرك إمكانيات العمل، لكي تؤدي الغرض بشكل صحيح.
  • وتعلم لتعيش وتـشارك مع الآخرين وتتميز تلك المرحلة ببدء الانتشار للقيم والاخلاقيات المميزة.
  • تعلم لتكون: حيث أننا هنا نبدأ في حصد نتائج العولمة على المرحلة بشكل سريع.

توصيات ومقترحات من أجل تحسين العملية التعليمية

التوصيات تتمثل في الآتي:

  • استخدام سياسات تربوية ومناهج وطرق تدريسية جديدة.
    • بالإضافة إلى إعادة النظر إلى المناهج الدراسية القديمة وتحديد مدى ملاءمتها للعرض أم لا؟
  • دمج القيم الأخلاقية والإسلامية في المناهج الدراسية من أجل إكساب المتعلمين القيم والمبادئ العليا.
  • نبدأ في تصميم المناهج بحيث ترتكز على التعلم الذاتي.
    • وتزيد من إيجابية دور المتعلم في العملية التعليمية.
  • بدأ الاعتماد على أساليب ووسائل أكثر فاعلية من أجل تحديد مدى احتياجات الطلاب.
    • وتوجيههم بشكل صحيح من أجل تطوير مستواهم التعليمي.
  • عن طريق نقل الخبرات من الممكن الاستفادة من الاتجاهات العالمية الحديثة في بناء وتطوير المناهج.
    • عن طريق الآتي: تنمية مهارات التفكير والثقافة العلمية، والمستحدثات العلمية.
    • وأخلاقيات العلم مما يعمل على تحسين الشخصية من جميع الجوانب.
  • من المهم أن تعمل على تدعيم الرابط بين الجوانب النظرية والجوانب العملية والتطبيقية في المناهج.

شاهد أيضًا: موقع وزارة التربية والتعليم نتائج الامتحانات

في النهاية نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا بالمعلومات التي قدمناها عن المناهج الدراسية وتحدي العولمة.

مقالات ذات صلة