مفهوم السعادة عند الفلاسفة
يتعدد مفهوم السعادة عند الفلاسفة قديماً ويحمل أكثر من معنى، وكل فيلسوف له شرح لمفهوم السعادة من منظوره فدائماً يسعى الإنسان خلف السعادة حتى تتحقق في كافة جوانب الحياة التي يعيشها.
ولكن ما السعادة؟ وكيف يمكن للإنسان أن يعيش سعيداً؟، فمن خلال ذلك الموضوع سوف نتعرف على مفهوم السعادة بوجه عام في موقعنا المتميز دوماً مقال mqall.org.
مفهوم السعادة
- منذ الإغريق وحتى العصور الحديثة، تجد إن هناك اختلاف في المذاهب الفلسفية والفكرية في تعريف السعادة.
- فمنهم من يرى السعادة في اللذات الحسية ومنهم يراها في الوعي العقلي والتفكير، وهناك من يراها في الفكر والحس معاً.
- والسعادة لدى كل شخص تختلف لديه عن شخص آخر، فتجد إنسان سعادته في الطعام وآخر في القراءة.
- وآخر في ممارسة الرياضة وغيرهم.
- ومفهوم السعادة بين الكثير من الناس، ينحصر بين مفاهيم متعارف عليه بينهم، فيعتقد البعض أن السعادة تأتي في جمع المال والبناء للعقارات.
- ولكن المال والأملاك ليست الشيء الذي يجلب السعادة للإنسان، وإنما هي وسيلة يمكن من خلالها أن يصل الإنسان إلى قليل من السعادة.
- بجانب أشياء أخرى في حياته يقوم بها، فيتحقق لديه جميع جوانب السعادة التي يتمنى العيش بها.
- ويعتقد البعض أن السعادة في تولي منصب كبير وآخر، يظن إن السعادة ليست في الذرية التي يرزقها الله له بإنجاب الأطفال.
- وفي الواقع إن السعادة أن تعيش يومك بكل ما فيه من فرح وألم، وتكون على يقين أن كل ما تمر به في يومك فهو خير لك في السراء والضراء.
- وكله بفضل الله سبحانه وتعالى، وكل ذلك جعل الفلاسفة يختلفون في مفهوم السعادة لديهم والاختلاف في تحديد تعريف محدد للسعادة.
اقرأ أيضاً: حكم وأقوال عن السعادة الحقيقية في الحياة
تعريف السعادة
- فهناك تعريف للسعادة في قاموس المعاني، فتجد به أن السعادة هو مصدر للفعل سعد.
- والسعادة هي كل ما يسمح بدخول الفرحة والبهجة للنفس داخل الإنسان، ويتم استخدام كلمة السعادة في تعظيم أصحاب المناصب الكبيرة.
- مثل: المدير والوزير ورئيس الحكومة فتم إطلاق اسم صاحب السعادة عليهم جميعًا.
- أما السعادة في التصوف فتجد أنها حالة وجدانية، تحدث من خلال إشباع رغبة الإنسان والبعد عن الشقاء.
- والسعادة هي أن تشعر بالفرح والرضا، وهي البركة واليمن والراحة والارتياح، أما السعادة في علم النفس.
- فهي تختلف عن الفلسفة في تعريف السعادة، فتجد إن علماء علم النفس يقولون إنه يمكن للإنسان الوصول إلى مستويات مختلفة من السعادة.
- دون اللجوء للأدوية وما شابه.
- لكن الفلاسفة قاموا بتصنيف السعادة بالمفاهيم الكبرى وتم ربطها بمساعدة الآخرين، فمنهم على سبيل المثال أرسطو فإنه رأى إن السعادة.
- ما هي إلا سد ثغرات ونواقص في حياة الإنسان، فيوضع تعريفه بأمثلة، فتجد أن الفقير يشعر بالسعادة عندما يحصل على المال.
- والمريض يشعر بالسعادة حين يمتلك الصحة والعاطل عن العمل في الحصول على وظيفة يعيش من خلالها.
- أما (كانط) فالسعادة عنده هي الفضيلة، والسعادة لدى الفارابي هي ممارسة عقلية تقوم على التفكير والتأمل.
- فلديه يقين تام في إن الإنسان لا يحصل على السعادة التي يرغب بها، إلا عندما يبدأ في التفكير والتأمل فيما حوله.
- ويرى (جون ديوي) أنه توجد علاقة بين السعادة، وشعور الإنسان بالابتعاد عن المخاطر والإحساس بالأمن والأمان.
أثر مفهوم السعادة في النفوس
- إن السعادة تجعل الإنسان يشعر بالاستقرار النفسي والصحي، فهناك الكثير من الأطباء من يوجهون التركيز على الجانب النفسي.
- والصحة الجسدية للإنسان، فعلى الإنسان أن يحافظ على مشاعره الإيجابية التي بداخله والبعد عن إحساس القلق والتوتر والإحباط.
- عليك أن تختار الصديق الذي يشعر بالتفاؤل والحب والسعادة، ويجب البعد عن الصديق الذي دائماً ما يشعر بالقلق والتوتر والخوف والإحباط.
- فهؤلاء الناس هم من ينشرون التعاسة على من حولهم وانتشار السلبية ولا وجود للإيجابيات بينهم فاحذر العيش معهم.
- إن الإنسان الذي يشعر بالسعادة في أغلب أوقات حياته، فإنه يقبل على العمل والمبادرة فالسعادة تجعلك تشعر بطاقة كبيرة.
- تدفعك بإيجابية للقيام بالعمل دون كسل أو سلبية تقع بها، وتجعلك تحقق أهدافك والحصول على الإنجازات التي كنت ترغب في تحقيقها.
قد يهمك: ما هو سر السعادة الحقيقية وما مفتاحها
سبل تحقيق مفهوم السعادة
إن كثرة التعريفات التي تم ذكرها والتي لم نذكرها، وتواجد الاختلاف حول التعريفات والمفاهيم.
وذلك ينتج عن كثرة الأسباب التي تؤدي إلى السعادة وتعددها، ويمكنك التعرف على بعض منها.
طاعة الله عز وجل
- إن الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى وطاعته، فمن اليقين أنك تصل إلى طريق التسليم الداخلي والرضا لما يحدث لك.
- وأن تكون راضياً وشاكراً لله على ما قسمه لك، والصبر على البلاء وترضى بالعيش الذي كتبه الله لك.
- فمعنى أنك راض عن ذلك فيأتي ذلك عن طريق الشكر لله.
عمل تحبه
- على الإنسان أن يمارس عمل يحبه، وذلك لأنك تقضي على الكثير من أوقات فراغك التي لم تحسن استثمارها فيما يفيدك.
- والعمل يجعلك في نشاط وحركة بشكل مستمر، وخاصةً في حال ممارستك للعمل الذي تحبه.
- فذلك من المؤكد أن يصل بك إلى أعلى درجات السعادة والاستقرار النفسي.
تحقيق أهدافك
- هناك كثير من الناس يجد إن السعادة، تكمن في وضع وتحديد بعض الأهداف التي يسعى للوصول إليها في فترة زمنية محددة.
- وإن النجاح يأتي من خلال وضع الأهداف، وتحقيقها فذلك يشعرك بأفضل شيء في الحياة.
- وهو الشعور بالسعادة، فتختلف الأهداف من شخص إلى آخر في الحياة باختلاف مجالاتها.
أشهر الأقوال عن مفهوم السعادة لدى الفلاسفة
أرسطو
- من أقوال أرسطو عن السعادة فهي عنده، “الهدف والغرض النهائي من الوجود الإنساني”، والسعادة لا يمكن تحقيقها إلا عند نهاية الحياة.
- فيقول عليها أنها هدف وليست حالة مؤقتة وأيضاً، ” السعادة هي الفضيلة وليست المتعة” فالسعادة كمال طبيعة الإنسان.
- فيذكر إن الإنسان حيوان عاقل والسعادة تعتمد على ممارسة العقل، كما إن السعادة تعتمد على اكتساب الشخصية الأخلاقية.
- فالسعادة تتطلب التأمل والتفكير.
أفلاطون
يقول أفلاطون عن مفهوم السعادة، “إن كل ما يقودك للسعادة تعتمد عليه فقط ولا تعتمد على الآخرين فبذلك تستطيع أن تبني أفضل حياة سعيدة”.
وأيضاً إن الإنسان يشعر بالرضا عند تحقيق الإنجاز، والذي يسعى له في حياته وقد يكون الإنجاز في قراءة بعض الكتب أو زيادة مسافة الجري.
سقراط
يقول: “أعمل لسعادتي إذا عملت لسعادة الآخرين”، وسر السعادة ليست في السعي إلى الحصول على المزيد وإنما بتنمية قدراتك على الاستمتاع بالقليل.
لافونتين
قال: “السعادة قناعة فلا الذهب ولا المال يجعلاننا نعيش سعداء”.
جعفر الصادق
قال: “ما كل من أراد شيئاً قدر عليه، ولا كل من قدر على شيء وفق إليه.
ولا كل من وفق أصاب له موضعاً، فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والإصابة فعندها تمت السعادة”.
شاهد أيضاً: ما هو هرمون السعادة في الجسم
مفهوم السعادة هو من المشاعر المعنوية، والتي يمكن العثور عليها بسهولة إذا ما عرف كل شخص مفاتيح سعادته وكيفية الحصول عليها وتحقيقها.
فليست السعادة أمر صعب ولا متكلف، وإنما يمكن تحقيقها بأبسط الأشياء، دمتم بخير.