فيروس الكوليرا في مصر

فيروس الكوليرا في مصر، يعتبر فيروس الكوليرا من الفيروسات الشرسة التي هاجمت العالم بشكل مفاجئ في فترة زمنية محددة، وحاول العالم كله التصدي له حتى قضوا عليه بعد أن حصد عدد كبير من الأرواح، ولذلك نقدم لكم هذا المقال حول فيروس الكوليرا في مصر.

فيروس الكوليرا

  • يوجد العديد من المسميات التي أطلقت على فيروس الكوليرا في العالم كله، منها الهيضة والكوليرا الآسيوية والكوليرا الوبائية، كما أنه قد سمى بالشوطة والوباء الأسود.
  • ويعتبر فيروس الكوليرا أحد الأمراض المعوية والتي تعتبر من الأمراض المعدية، وتتسبب فيها جرثومة تعرف بضمة الكوليرا، والتي تقوم بإنتاج للذيفان المعوي.
  • وينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق انتقال جرثومة ضمة الكوليرا إليه عن طريق أكل طعام ملوث بها أو شرب ماء موجود به هذه الجرثومة، والتي من الممكن أن صل لهم عن طريق مصابين أخرين.
  • ولقد ظن العلماء لفترات طويلة أن جرثومة الكوليرا تأخذ من جسم الإنسان المستودع الرئيسي لها، ولكنهم اكتشفوا أن البيئة المائية تعتبر مستودع جيد جدًا لجرثومة الكوليرا.
  • وعند الإصابة بها تقوم بتبطين كل الأغشية المخاطية الخاصة بالأمعاء الدقيقة، ويعبر هذا التفسير الأساسي لحدوث الإسهال ووجود مخاط في البراز بكميات كبيرة.
  • وتعتبر الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة التي عرفت على مر التاريخ، حيث أنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بعد ظهور الأعراض بساعة فقط، ولو لم يحصل المريض على علاجه يموت في حدود ثلاث ساعات فقط.
  • وبالرغم من أنه تم اكتشاف العلاج الطبي المناسب الخاص بمرض الكوليرا، إلا أنه حتى اليوم يشكل مصدر رعب وخوف كبير على مستوى العالم كله نتيجة لعدد الوفيات الكبيرة التي حصدها.

شاهد أيضًا: كيف ينتقل فيروس سي من شخص لاخر

أعراض فيروس الكوليرا

  • في بداية انتشار فيروس الكوليرا في العالم كله كان لا يستطيع أي أحد القيام بتشخيصه، وذلك بسبب أن أغلب أعراضه وخاصًة في بداية الإصابة به متشابهة مع غيره من الأمراض.
  • فأعراض فيروس الكوليرا كانت حدوث إسهال مفاجئ ومستمر، والتقيؤ بشكل دائم، مما يتسبب في العرض التالي وهو حدوث جفاف وقلة ملحوظة في كمية البول عن المعدل الطبيعي.
  • ثم بعد ذلك يحدث نقص في حجم الدم في جسم الإنسان، مما يتسبب في حدوث انخفاض في معدل ضغط الدم، وكذلك يحدث بعض التقلص العضلي وتنتشر زرقة كبيرة وواضحة في جسم الشخص.
  • ولكن بالرغم من القضاء على الكوليرا بشكل كبير إلا أنه يظهر كل فترة وخاصًة في أفريقيا، ولكن يتم القضاء عليه بسرعة أكبر ولذلك سوف نقدم لكم في الفقرة القادمة بحث عن الانتشار الحديث لوباء الكوليرا.

وباء الكوليرا حديثًا

  • بشكل مفاجئ وبالتحديد في عام 2000 تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بوجود 140 ألف حالة كوليرا بشكل رسمي، وأن أغلب هذا العدد كان متمثل في أفريقيا بشكل خاص.
  • وفي الفترة ما بين شهر يوليو وشهر ديسمبر من عام 2007 تسبب نقص كميات مياه الشرب النظيفة في العراق إلى ظهور الكوليرا من جديد، وتم الإبلاغ عن وفاة 22 شخص من أصل 4569 شخص مصاب.
  • وفي ظهر أغسطس من نفس العام ظهر وباء الكوليرا في الهند وبالأخص في ولاية أوريسا، وأنتقل إلى مناطق مجاورة لها مما سبب في إصابة ما يقرب من ألفين مصاب في الهند.
  • وفي الفترة ما بين شهر أغسطس وشهر أكتوبر لعام 2008 تأكد وفاة 8 أشخاص في العراق من أصل 644 شخص مصاب، وفي الفترة ما بين شهر مارس وشهر إبريل لنفس العام تأكد إصابة 377 في فيتنام.
  • وفي شهر نوفمبر من نفس العام قامت منظمة أطباء بلا حدود بالإعلان عن ظهور وباء الكوليرا في مخيم لاجئين في الكونغو، وفي نفس العام انتشر وباء الكوليرا في زيمبابوي بشكل كبير.
  • وفي شهر يناير من عام 2009 قامت تأكد إصابة 381 حالة كوليرا في جنوب أفريقيا توفي منهم عشرون شخص، وفي عام 2017 أنتشر الكوليرا في اليمن توفي بسببه 1200 شخص من أصل 180 ألف شخص مصاب.

فيروس الكوليرا في مصر

  • لقد تعرضت مصر طوال التاريخ الحديث إلى ثلاث موجات هجوم من وباء فيروس الكوليرا، والذي أطلق عليه مسمى الموت الأسود من قبل عامة الشعب في القرنين السابقين.
  • ولقد كانت مصر في هذه فترة انتشار فيروس الكوليرا تحت حكم بريطانيا، والذين قاموا بنشر الكثير من الشائعات على أن مصر هي أساس فيروس الكوليرا، وذلك حتى يعلنوا عليها العزل ولكنها لم تنفع.
  • حيث أنه في عام 1882 ميلاديًا وبالتحديد قبل مرور العام الواحد على إعلان بريطانيا بأنه احتلت مصر ضرب فيروس الكوليرا مصر، ولقد تم تسجيل هذه الفترة في كتب التاريخ.
  • فقد قام المؤرخ المصري الشهير عبد الرحمن الرافعي بالكتابة عن وباء الكوليرا بالتفصيل في الفصل الأول من كتابه مصر والسودان، فقد تحدث عن انتشار وباء جديد وخطير هاجم مصر وأسماه المصريين الشوطة.
  • ولقد أوضح مراحل انتشار وباء الكوليرا في مصر على ثلاثة مراحل سوف نقوم بالحديث عنهم في الفقرات القادمة، وأنه أنشر واعتبرته مصر وباء في شهر يونيو لعام 1883 ميلاديًا بعد ظهوره وانتشاره في دمياط.

بداية فيروس الكوليرا في مصر

  • لقد انتشرت العديد من الآراء المختلفة عن السبب الرئيسي لانتشار فيروس الكوليرا في مصر، فبعض الآراء قال إنه ظهر في دمياط في بداية الأمور نتيجة لعدم وجود الوعي الطبي الكبير في دمياط.
  • ولكنه كان هناك آراء أخرى أثبتتها بعض التحقيقات، وكانت تدور حول وجود قائد لباخرة بريطانية كانت قد وصلت مصر من الهند، وأن هذا القائد كان حاملًا لفيروس الكوليرا وبمجرد وصوله دمياط حتى ظهرت الكوليرا.
  • ولقد كانت رطوبة المناخ في دمياط ووجود الحواري الكثيرة الضيقة بها، وكذلك انتشار الترع وعدم وجود وعي طبي في دمياط، كانوا أسباب كافية لتفشي فيروس الكوليرا بين أهل دمياط.
  • وبالفعل بعد عمل العديد من الأبحاث والتحقيقات توصلوا إلى أن فيروس الكوليرا قد جاء إلى مصر من الهند، وأنه قد أنتشر بشكل كبير وسريع في دمياط ومنها إلى كل محافظات مصر.
  • كما أوضحت الأبحاث العلمية عن انتشار فيروس الكوليرا أنه أنتشر من دمياط إلى المنصورة وشربين وطلخا والمحلة وسمنود والإسكندرية، بشكل أسرع من باقي المناطق في مصر.
  • ولقد بلغ المتوفيين في دمياط فقط 1936 شخص، وفي الإسكندرية 1034 شخص، وفي شبين الكوم 1120 شخص، وقد وصلت القاهرة إلى 5664 شخص، حيث أنه هذا الوباء كان يقضي على المئات بشكل يومي.
  • ولقد سبب وباء الكوليرا فزع عند الشعب المصري بشكل كبير، ولكن الحكومة قامت بمواجهته بشكل أكبر عن طريق كل الوسائل التي كانت متاحة لهم، كما قاموا بعمل لجان طبية لعلاج المصابين وإرشاد الشعب للوقاية من الكوليرا.
  • وبحلول شهر أغسطس من نفس العام كان الأطباء قد تحكموا في وباء الكوليرا، إلى أن تخلصوا من هذا الوباء في مصر بشكل نهائي في منتصف شهر ديسمبر من عام 1883 ميلاديًا.
  • ويكون بذلك من أخطر الفيروسات التي هاجمت مصر وتسببت بحدوث وباء بها، ولقد وصل عدد ضحايا وباء الكوليرا في مصر فقط عند القضاء عليه إلى 60 ألف شخص.

شاهد أيضًا: نصائح للمصابين بفيروس كورونا COVID-19

فيروس الكوليرا في التل الكبير في مصر

  • ولكن القضاء على وباء الكوليرا في عام 1883 ميلاديًا لم يكن نهاية المطاف، حيث أنه في عام 1902 ميلاديًا هاجم وباء الكوليرا مصر مرة ثانية ولكن في هذه المرة كانت البداية في التل الكبير.
  • وذلك حين أنتشر وباء الكوليرا مرة ثانية بشكل كبير بين العديد من الجنود في معسكر إنجليزي وقضى على أغلبهم، وبعد أن أنتشر من المعسكر إلى كل التل الكبير أنتقل لقرية القرين بجوارها في الشرقية.
  • ثم بعد ذلك أنتشر مرة ثانية بشكل كبير في كل محافظات مصر، وتصدى له الأطباء من جديد إلى أن قضوا عليه، ولكن في هذه المرة قد قضى وباء الكوليرا في مصر على 35 ألف شخص.

عودة فيروس الكوليرا إلى مصر

  • ولكن بعد القضاء على وباء الكوليرا للمرة الثانية في مصر كما أوضحنا في الفقرة السابقة، تعود من جديد ثالث موجة من وباء الكوليرا ليهاجم مصر في عام 1947 ميلاديًا.
  • ولكن في هذه المرة صدر قرار بعزل مصر بالفعل ومنع الاستيراد والتصدير بل والتعامل التام مع مصر، وعلى حسب ما نشر في وقتها أن أول الحالات قد ظهرت في قرية قرين وقرية بلقيس التابعين للشرقية.
  • ولكن البعض قد أوضح أنه من المؤكد أن في هذه المرة قد أنتقلت الكوليرا لهذه الحالات من تعاملهم مع بعض الجنود الإنجليز، والذين كانوا قد عادوا حديثًا من الهند.
  • وفي البداية شخص الأطباء حالة المرضى بأنهم قد سمموا نتيجة تناول أكل ضار، ولكنه بعد يومين زادت حالتهم الصحية تعقيدًا فقاموا بنقلهم من المركز الصحي بفقوس إلى المستشفى العام.
  • ولم يمر وقت طويل حتى توفى سبع حالات كانوا موجودين معهم في نفس العنبر داخل المستشفى العام، وبموتهم قامت الحكومة بإعلان انتشار وباء الكوليرا في مصر من جديد.

مواجهة الحكومة المصرية لوباء الكوليرا

  • وقامت الحكومة بإنشاء العديد من الوحدات الصحية وأزالوا العشش وكل المباني القديمة، وأعلنوا عن فتح باب التبرعات بكل ما يمكن أن يغيث المصابين والمتضررين من هذا الوباء.
  • وقد وصلت حصيلة وزارة الصحة بعد هذا الإعلان ما يقرب من سبعون ألف جنيه، ولم يتم صرف أي مبلغ منهم حتى نهاية الوباء في مصر عام 1948 ميلاديًا بشكل نهائي.
  • وقد قامت الدولة بمواجهة الوباء بعزل العديد من القرى والمحافظات المصابة ومنع أي دخول أو خروج منها، وعزل المصابين في أماكن مخصصة لذلك هم وكل المتعلقات الشخصية الخاصة بهم.
  • كما أمرت الدولة بضخ كميات أكبر من الكلور في الماء وذلك لاعتقادهم أنه يقتل فيروس الكوليرا، ومنعت الحكومة الاستحمام في الترع بشكل نهائي، كما قامت بمنع غسل أي متعلقات شخصية في الترعة.
  • كما أصدرت الحكومة قرار بإزالة أي وسيلة عامة لشرب المياه من الشوارع، كما منعوا بيع الأطعمة المحضرة في الأسواق وإلغاء العمل فيها، كما منعوا بيع الخضروات والفواكه إلا بعد التأكد من غسيلها بالكلور.

علاج فيروس الكوليرا في مصر

  • لم يوجد أي علاج لفيروس الكوليرا خلال مراحله الثلاثة في مصر إلا مصل واحد كان يعرف بمصل الفاكسين، ولكن هذا المصل كان سعره مرتفعًا بشكل كبير جدًا في العالم كله.
  • ولقد أقصر استخدام هذا المصل بسبب سعره المرتفع على الأطباء، وكذلك على الأثرياء ومن يملكون النفوذ، ولقد تسبب هذا الوباء في مقتل 10276 شخص من 20805 شخص مصاب في مصر.

شاهد أيضًا: فيروس الإيبولا القاتل

لقد قدمنا لكم هذا المقال عن فيروس الكوليرا في مصر، والذي تحدثنا فيه عن كيفية مواجهة مصر والعالم كله لهذا الفيروس اللعين، الذي راح ضحيته الكثير من الأرواح على مستوى العالم كله.

مقالات ذات صلة