الإدارة المركزية واللامركزية

الإدارة هي علم وفن وأسلوب يتم الوصول له بطرق مختلفة وبأهداف مختلفة، ولا غنى عن الإدارة في حياتنا، حيث يستخدم علم الإدارة في جميع الأماكن سواء تجارية أو صناعية أو خدمية، وللإدارة أنواع وكل نوع له خصائصه المحددة التي تم بناءها على مبادئ قديمة للعديد من الباحثين.

وعلم الإدارة يدرس في الجامعات جميعها تقريبًا، ويختلف تطبيقه من شخص لآخر حسب درجة استيعابه، وتعتبر من الإدارات التي تخصص لها وسائل، وتعرف الإدارة في حالة أنها تم الانتهاء من أعمالها.

تعريف الإدارة

ويمكن لنا أن نعرف الإدارة بمفهومها الشامل وهي، عملية يتم فيها اتخاذ القرارات التي تهدف إلى استخدام الموارد المختلفة المتاحة، في المؤسسة أو المنظمة على أكمل وجه، حيث يمكنه من تحقيق أهداف المنظمة المخطط لها.

بحيث يكفل تحقيق أهداف المنظمة، ونجاحها، وعدم الوصول بها إلى درجة النجاح قد يتسبب في هدر هذه الموارد، وتعرف أيضًا فرع من فروع العلوم الإنتاجية، وتعتبر الإدارة المركزية هي الأقدم من حيث المفهوم والتطبيق، وتتراوح أساليب الإدارة بين المركزية واللامركزية.

شاهد أيضًا: قواعد فن الإدارة الناجحة

مزايا الإدارة المركزية

وتعرف المركزية الإدارية بأنها حصر صلاحيات القرار، وتجميعها في سلطة واحدة رئيسية، وهي السلطة المنفردة بالبت في جميع التخصصات الداخلة فيا الوظائف الإدارية، وهي تجميعها في يد مهيمنة او شخص واحد.

وفي هذه الحالة تكون السلطة محصورة في يد رجل واحد أو عدد محدود من المديرين، دون مشاركة أي مستوى أخر في اتخاذ القرارات.

وتتميز الإدارة المركزية ببعض المميزات ويتم طرحها على سبيل المثال في الآتي:

  • سهولة عملية الرقابة وسهولة تطبيقها، حيث أن القرارات جميعها في يد شخص واحد مسئول مسئولية كاملة عنها.
  • عدم ازدواجية القرارات، لأنها نابعة من جهة واحدة او مسئول واحد.
  • سهولة الوصول إلى طرق التشغيل الاقتصادي الأفضل من حيث توفير النفقات.
  • اكتساب الموظفين العاملين في الإدارة المركزية الخبرة العالية والكفاءة في اتخاذ القرارات.
  • تحقيق المساواة وتعزيز تكافؤ الفرص.
  • تحديد توزيع المسئوليات بشكل دقيق، ولا يوجد به أي خلط.

مساوئ الإدارة المركزية

وللإدارة المركزية بعض المساوئ أيضًا، لا نستطيع إغفالها منها:

  • قد تؤدي المركزية في وجود نوع من الاتكالية في القرارات، حيث يكون المسئولية على شخص واحد فقط.
  • ضياع الأفكار في الإدارة المركزية وتعطيل الابتكارات بهذه الإدارة.
  • القرارات الفاشلة في الإدارة المركزية قد تؤثر على المنظمة ككل، أو قطاع كبير منها.
  • قد يغفل مسئول الإدارة المركزية اتخاذ القرار في الإدارة العليا بعض القرارات التي تخص المستويات الدنيا.
  • المسئولية في الإدارة المركزية تؤدي إلى خفض الروح المعنوية لدى الرؤساء في المستويات الأدنى.
  •  تؤدي إلى السلبية في الإدارة المركزية وعدم تحقيق المشاركة الإيجابية بين مختلف إدارات المنظمة.

مزايا الإدارة اللامركزية

ظهر مفهوم اللامركزية بعد ممارسة الإدارة العديد من الممارسات والنشاطات المختلفة، والنشاطات الإدارية المعتادة أيضًا، مما جعل هناك ثقل على جهاز المركزية.

فأدى ذلك إلى ظهور الإدارة اللامركزية، وأدى ذلك إلى ظهور أنشطة مختلفة وقوانين مبتكرة جديدة تناسب المشروعات الجديدة.

وأدى أيضًا على تخفيف العبء عن الإدارة المركزية، ومع كل هذا لا يمكن أن تعمل بمفردها، ويجب ان يكون العمل في صورة متناسقة ومتجانسة في وقت واحد، وتعني بالمختصر نقل السلطة من مستوى أعلى إلى مستوى أقل.

وتعرف الإدارة اللامركزية بأنها الإدارة التي تتميز بالتبعية ولا ترتبط الإدارات ببعضها ولكن تندرج في صورة رأسية هرمية ببعضها البعض، بحيث تقوم بإنجاز وظائفها دون التعارض مع بعضها البعض، وعلى وجه لا يحدث تعارض مع أهداف المنظمة.

وتم تعريفها أيضًا على إنها إسناد سلطة اتخاذ القرارات وإصدار الأوامر إلى بعض المرؤوسين في المستويات الإدارية الأدنى داخل التنظيم الإداري.

وهي أحد أساليب التنظيم الإداري الذي يهتم باشتراك عدد كبير من الموظفين المرؤوسين في التنظيم الإداري، عن طريق نقل سلطة اتخاذ القرار إلى المستويات الدنيا.

وتتميز الإدارة اللامركزية ببعض المميزات، وتتلخص في النقاط التالية:

  •  تساعد الإدارة اللامركزية على تحقيق التوازن بين السلطات المختلفة والمستويات.
  • تعطي الإدارة اللامركزية وقت للمدراء للتفرغ للمهمات.
  •  تدعم الإدارة اللامركزية وتساعد على ظهور أفكار جديدة، وابتكار طرق للإدارة جديدة وفعالة.
  •  تساهم الإدارة اللامركزية في تقدم المنظمة.
  •  تعطي الإدارة اللامركزية رفع للروح المعنوية للرؤساء والمرؤوسين.
  • تنمي الإدارة اللامركزية جهود العاملين بها وأفكارهم ومهاراتهم.
  • تدعم الإدارة اللامركزية الانتعاش الفكري والعقلي للعاملين بها.
  • تزيد الإدارة اللامركزية من حماس الأشخاص لديها.
  •  تحقق الإدارة اللامركزية الديمقراطية في اتخاذ القرارات، وتعطي فاعلية في تطبيقها بآليات حديثة تعتمد على أفكار مبتكرة وليست تقليدية.
  • تساهم الإدارة اللامركزية في نمو الشخصية للعاملين بها، وتختلف عن الإدارة المركزية في تنوع الفكر العامل على تطبيق القرارات.

شاهد أيضًا: موضوع عن علم الإدارة بالمراجع

مساوئ الإدارة اللامركزية

بالرغم من المزايا العديدة في تطبيق الإدارة اللامركزية، إلا إنها لها بعض العيوب التي لا يمكن إغفالها وهي على سبيل المثال كالآتي:

  •  تؤدي البطء في اتخاذ القرارات وعدم نقل المعلومات بصورة جيدة، والصعوبة في التواصل الأفقي لأنها تعتمد على الهرمية والرأسية في التدرج الوظيفي بها.
  • تهمل العوامل المؤثرة الأخرى في اتخاذ القرارات وتطبيقها.
  • تؤدي الإدارة اللامركزية في زيادة التكاليف وضعف لصلات مع الإدارة العليا، وأيضا الازدواجية.
  •  يؤدي العمل في الإدارة اللامركزية في تكاسل الموظفين وعدم أداء مهامهم بصورة جيدة، وتؤدي أيضا إلى حدوث حالة من الانعزالية عن المجتمع المحيط بها، وبين الأفراد بعضهم وبعض.

المركزية واللامركزية في الإدارة

التنظيم الإداري في الدول التي تأخذ بنظامين وهما المركزية واللامركزية يجعلهم يقومان بانعكاس طبيعة النظم الاقتصادية والسياسية لدى الدول والمنظمات.

وبالرغم من التعارض النظري إلا إنهما يكملان بعضهم البعض في حين تطبيقهما معًا، وتطبيق هاتين السياستين في الإدارة يتحدد على عدة مبادئ يمكن ذكرها كالتالي:

  •  مدى الانتشار الجغرافي للفروع والمنظمات التابعة للإدارة الرئيسية.
  • أنواع الأنشطة التي يتم تطبيقها بواسطة الجهاز الإداري.
  • نوعية الرؤساء المعينين في الأجهزة ومدى تحملهم المسئولية في اتخاذ القرار.
  •  القوانين الحاكمة في هذه الدول.

ولا يمكن تحديد أيهما أفضل المركزية أو اللامركزية لأنه يوجد بعض الحالات التي يتم فيها استخدام الإدارة المناسبة، وتتمثل في عدة نقاط وهي:

  • بالنسبة للدول الأقلية تعتبر النظام اللامركزي هو الأفضل.
    • حيث يتم من خلاله المحافظة على هوية الأقليات وعاداتهم ولغتهم.
  •  يكون النظام المركزي هو الأفضل في البلاد التي يدفع فيها شعبها مبالغ ضرائب كبيرة، ليضمن أن تعود عليه بالنفع.
  • الدول المتقدمة الكثير منها يعتمد على النظام اللامركزي.
    • ويعتبره هو الأفضل لديهم وذلك لأنهم يعتبرنه أفضل طريقة لفاعلية عمل الحكومة لديهم.
  •  الإصلاحات الإدارية في الدول غالبًا ما يفضل عملها في النظام اللامركزي.
    • ولذلك أصبح السعي أفضل للنظام اللامركزي في العالم كله.

شاهد أيضًا: ما هي عناصر الإدارة الإلكترونية ؟

وفي نهاية حديثنا نشير إلى أن المركزية واللامركزية كلاهما لا يعد هدفاً بحد ذاته بل يعتبران فلسفة لاتخاذ القرارات.

ولكن توجد هناك صعوبة في كيفية الاختيار فيما بينهم وأحياناً يكون هناك عدم القدرة على عدم تغلب أحدهما عن الآخر فكل منهما يحقق مزايا لا تتوافر في الآخر.

ويعتبران مكملان لبعضهم البعض في الشكل والمضمون.

مقالات ذات صلة