اسباب مرض الفصام وتآثيره على الانسان

مرض الفصام من أخطر الامراض النفسية على الاطلاق، فهو من الأمراض المزمنة جدًا لتأثيره على أداء الفرد بدنيًا وعقليًا، فضلًا عن تأثيره على اداءه التعليمي والاجتماعي، وبالرغم من ذلك هو له علاج فعال، وفي هذا الموضوع سنتعرف على مرض الفصام واسبابه وطرق علاجه.

مرض الفصام

هو من الأمراض النفسية التي تبدأ بالرحم، ويحتاج إلى العلاج في أسرع وقت لتجنب مشاكله الصحية الخطيرة، كالإعاقة العقلية والبدنية والتعليمية والمهنية، فهو من الأمراض المزمنة للغاية، لأنه لا يجعل العقل والسلوك والعواطف للفرد المصاب به بنفس المستويات المعهودة والمتزنة والطبيعية للأفراد العاديين.

وهذا الاضطراب النفسي المزمن الشديد قد اصاب ما يزيد عن عشرين مليون فرد بحول العالم، بنسبة 1 % من السكان في العالم، ويُصاب المريض بمرض الفصام بالتشتيت وبالتشوه في تفكيره، وفي إدراكه، وفي عواطفه، وفي لغته، وفي شعوره وفي سلوكه بشكل خاص.

وهناك أعراض شائعة لمرض الفصام كالهلوسة والمتمثلة في سماعه للأصوات أو رؤيته للأشياء الغير موجودة بالفعل بالواقع، وكالأوهام وهي معتقدات وثوابت عند المريض ولكنها خاطئة.

شاهد أيضًا: 22 معلومة عن أخطر أنواع الأمراض النفسية والعصبية

هل المُصاب بالفصام مجنون؟

يصف الكثير من الناس مريض الفصام بالجنون، وذلك لأن حتى الآن في الكثير من الدول في العالم تتبع أسلوب علاج هذا المرض باستخدام الجلسات الكهربائية، بالرغم من وجود طرق عديدة يمكن اتابعها في علاج مرضى الانفصام والتي سوف نتعرف عليها في هذا الموضوع.

كما انهم يصفونه بصفة الجنون بسبب اختلاف اتزانه العقلي عن الجسدي، مع حدوث خلل اثناء حديثه مما يظهر أن كلامه غير منتظم، كما ينتابه الشعور بالارتباك عندما يريد أن يعبر عن العواطف التي بداخله.

فقد تجده سعيدًا في اوقات حزنه، وقد تجده حزينًا في اوقات فرحه، وذلك بكل تأكيد يكون غير واعي مطلقًا للتصرفات التي تصدر عنه.

ومع استخدام العقاقير الطبية المتقدمة والحديثة والمتطورة بعد البحث مع الإرشادات النفسية أصبح من الممكن أن يتحكم الطبيب بالسلوك الخاص بمريض الفصام وإرجاعه للسلوك وللعقل المتزن لأقرب حد ممكن من الحدود الطبيعية للإنسان العادي وسلوكه.

اعراض مرض الفصام

في كثير من الأوقات تظهر بعض الأعراض بشكل واضح على مريض الفصام، ولكن في أوقات اخرى قد لا يظهر أي عرض من الاعراض إلا بعد ملاحظة افكارهم التي تدل على هذا المرض.

والخطورة لا تكمن فقط في تأثيرها على مريض الفصام وحده، إنما يتأثر بها أفراد اسرة المريض وأصدقائه والمجتمع من حوله.

وتختلف الاعراض والعلامات الخاصة بمرض الانفصام باختلاف السمات الخاصة بالفرد المُصاب وبدرجة المرض لديه، وفيما يلي تصنيع اعراض مرض الانفصام إلى أربعة أصناف:

أعراض إيجابية

وهي التي يُطلق عليها بما يسمى بأعراض ذهانيه كالأوهام والهلاوس.

  • أعراض سلبية

وهي السمات الشخصية التي يتم ملاحظتها من الشخص المُصاب، مثل غياب تعابير الوجه، أو انعدام وجود دافع.

  • أعراض معرفية

وهي مرتبطة بتفكير الفرد ذاته، وقد تتسم هذه الاعراض بالإيجابية أو بالسلبية، كضعف تركيز المريض، وذلك هو العرض السلبي.

  • اعراض عاطفية

وعادة ما تتصف هذه الأعراض بالسلبية كالعواطف المبالغ فيها.

وفيما يلي عرض للأعراض الرئيسية لمرض الفصام:

الأوهام

الاوهام من الاعراض الشائع حدوثها في مرض الفصام، وهو أن يؤمن المُصاب بالمعتقدات الخاطئة، ويمكن أن تأخذ أشكال عديدة، مثل الشعور بالاضطهاد أو الشعور بالعظمة، أو أن يشعر المريض بتحكم الأخرين فيه، أو الشعور بامتلاك السلطة أو القدرات الاستثنائية والتعجيزية.

شاهد أيضًا: ما هي الأمراض النفسية الشائعة؟

الهلاوس

وهو أن يسمع المريض اصواتًا غير موجودة على الاطلاق وذا هو الشائع، كما يمكن أن يرى الأشياء أو أن يشعر بها أو أن يتذوق طعامًا غير موجودًا أو يستنشق رائحة غير موجودة أيضًا، فهناك أشياء عديدة من الهلاوس والتي من الممكن أن يشعر بها المصاب بمرض الانفصام.

الاضطرابات الفكرية

قد تلاحظ قفز المريض بالفصام من حديثه عن موضوع محدد لأخر دون اسباب منطقية، ويصعب في ذلك الوقت متابعته بالسماع إليه لعدم انظامه في الكلام.

انعدام الدافع

يتعرض مريض الانفصام لفقد الحركة، مع تجاهله للسلوكيات التي تؤدي بشكل طبيعي ويومي كالغسيل والطبيخ.

سوء التعبير عن عواطفه

قد يفقد مريض الفصام استجابته لأي من المناسبات السعيدة او الحزينة، وقد لا تتماشى مع موقفه الحالي.

الانسحاب الاجتماعي

من الأعراض الشائعة لمرض الفصام هو الانسحاب الاجتماعي، وفي الغالب يكون السبب في ذلك اعتقادهم بأن فردًا ما سوف يؤذيهم، وعدم شعورهم بالأمان بشكل مطلق.

عدم الشعور بالمرض

أعراض المرض الظاهرة على مريض الفصام تكون حقيقية ولكن مجهولة بالنسبة للمريض نفسه، ولذلك فهو يفسر السلوك الناتج عن الاخرين بمساعدته أنه محاولة للتحكم أو الإيذاء به.

ولهذا فهو يقوم برفض أي مساعدة أو تناول العقاقير الطبية المعالجة ظنًا منه أن هذا الدواء سيكون مُضرًا أو الخوف من آثاره الجانبية.

انواع الفصام

توجد خمسة انواع من مرض الفصام، والتي سوف نقوم بالتعرف عليهما في السطور التالية:

  • الانفصام في الشخصية.
  • فصام غير منتظم.
  • فصام سلبي.
  • فصام طفولة.
  • اضطراب فصامي عاطفي.

وهذه الانواع من الفصام هي انواع فرعية لا يستخدمها الطبيب النفسي في الوقت الحالي، لأن في عام 2013م تم تغيير طريقة تصنيف المرض وإدراج هذه الانواع تحت العنوان الشامل وهو “الفصام” والذي قام بتغييره هو دليل التشخيص والاحصاء للاضطراب النفسي في الطبعة الخامسة (DSM-V).

وقد استندت الجمعية الخاصة بالطب النفسي التابعة لأمريكا (A.P.A)، بقرارها لإنهاء العمل بأنواع الفصام الفرعية التي تم ذكرها لاستنتاج أن التشخيص الخاص بهما يتسم بالحدودية، وبالبعد عن واقع الحياة، وقالت أن تصنيف الفصام لم يساعد في توفر العلاج للمرضى أو التنبؤ بالاستجابة لهذا العلاج.

أسباب مرض الفصام

اشار علماء الطبي النفسي إلى أن هناك عوامل عديدة تسببت بالشكل العام في الاسهام في انتشار مرض الانفصام في الشخصية، ولا تقتصر العوامل البيئية أو الوراثية على ظهور هذا المرض.

بل يعتقد العلماء أن هناك دلائل توضح أن السبب في إحداث هذا المرض هو اجتماع عوامل وراثية وبيئية معًا، فالحالة المرضية بهذا المرض النفسي تحتوي على المحفزات الموروثة، ولكن محفزات البيئة لها الاثر البالغ أيضًا في هذا المرض بالشكل الكبير.

وفيما يلي أسباب يُعتقد انها تساهم في انشار مرض الفصام، وهي:

جينات وراثية

في حالة انعدام الاصابة لأي فرد من افراد اسرة المريض، فإن احتمال اصابة بهذا المرض تقل عن 1%، وترتفع النسبة للخطر إلى عشرة في المائة إذا تم اكتشاف ان والد الفرد أو والدته قد أُصيب بالانفصام.

الخلل في الكيمياء بالدماغ

يعتقد علماء النفس أن الاختلال الحادث بالدوبامين -وهو الناقل العصبي المضهور-هو المشترك الاساسي في إصابة الفرد بالفصام، ويمكن أن يتم إسقاطه بالناقلات العصبية الاخرى، كالسيروتونين.

العلاقة الاسرية

لا يوجد أي من الدلائل التي تُشير إلى أن العلاقة الاسرية تتسبب في الاصابة بالفصام وحدها، إلا أنه يعتقد البعض أن المريض الذي يعاني بهذا الداء بأن توتر العلاقات الاسرية تساهم في انتكاسته بشكل كبير.

عوامل بيئية

لا يوجد أي من الدلائل القاطعة التي تُشير إلى تسبب العوامل البيئية في الاصابة بمرض الفصام، إلا أن الإصابة بالالتهابات الفيروسية اثناء حمل المرأة قد يساهم في تطور مرض الفصام حال وجوده في الأصل.

العقاقير المخدرة

من المعروف أن المخدرات المختلفة كالحشيش تُسبب الاصابة بالفصام، ويعتقد الأطباء أن بعض الادوية الطبية كالستيرويدات وبعض المنشطات يمكن أن تساهم في تعرض الفرد للكثير من الامراض النفسية والذهنية.

علاج مرض الفصام

من الجيد أنه يوجد علاج فعال للتخفيف من الأعراض الخاصة بمرض الفصام، ومع ذلك لا تختفي جميعها أو بنسبة 100%، ولذلك فيجب على الفرد المُصاب بهذا المرض أن يتكيف مع الاعراض الغير قابلة للعلاج، فمع العلاج يمكن ان يعيش في الحياة ويعمل بها بشكل جيد.

وبطبيعة الحال فإن الأطباء النفسيين يعتمدون على كلًا من الأدوية والإرشادات النفسية والمصادر الذاتية في علاج هذا الداء النفسي.

وهذه الادوية عبارة عن مهدئات ولكن يجب العلم أن لها الكثير من الأعراض الجانبية السلبية، كالزيادة في وزن المريض المتناول لها، وحدوث اضرابات في سكر الدم، وخلل في انتظام الضربات القلبية، ومنها الفعال في تقليل السلوك الانتحاري لأصحاب هذا المرض.

شاهد أيضًا: موضوع عن العزلة الاجتماعية

وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على مرض الفصام و أسبابه واعراضه المختلفة، وتأثيره على الانسان، وطرق علاجه، عليكم فقط مشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة