مقاطعة أهل الزوج وحكمها

مقاطعة أهل الزوج وحكمها، إن من أهم صفات الزوجة المسلمة حسن معاشرتها لزوجها إحسانها لأهل زوجها وأن تتجاوز عن زلاتهم.

مقاطعة أهل الزوج وحكمها

  • من الأمور المستحبة للمرأة أن تقوم بزيارة أهل زوجها وأقاربه وأن تحسن إليهم خاصة إذا طلب منها الزوج فعل ذلك ولكن بشرط ألا يترتب على هذه الزيارات حدوث ضرر أو مشاكل في الحياة الزوجية بينهم.
  • إذا قام الزوج بمقاطعة أهله وأمتنع عن زيارتهم والإحسان إليهم فإنه يأثم على فعل ذلك ويعتبر هذا الزوج قاطع صلة الرحم وهذا بإجماع الفقهاء.
  • أما في حالة امتناع الزوجة عن زيارة أهل زوجها فلا إثم عليها لأن أهل الزوج وأقاربهم ليس من أرحامها ولا من أقاربها لأن الأرحام كما قال العلماء بأنهم كل شخص سواء كان ذكرًا أو أنثى حرم بينهما النكاح سواء كان من جهة الأب أو من جهة الأم.
  • الأرحام هو كل شخص له حق في الميراث سواء كان محرما أو غير محرم وبناء كل تعريف صلة الأرحام فإن أهل الزوج لا يعتبروا من أرحام الزوجة لعدم وجود نسب حقيقي بينهم وبين الزوجة.
  • بناء على ذلك فلا ذنب على المرأة أن امتنعت عن زيارة أهل زوجها وقامت بمقاطعتهم ولا يحق للزوج أن يجبر زوجته على زيارة أهله.
  • رأى بعض العلماء أن يجوز للمرأة أن تمتنع عن زيارة أهل زوجها إذا كانت هذه الزيارة والمكالمات تجلب الشقاق والنزاع فلا حرج على المرأة أن تقوم بتقليل هذه الزيارات أو قطعها تمامًا تجنبا لما تتعرض له من أذى.
  • لكن يجب على الزوجة أن تشجع زوجها على زيارة أهله وبرهم وأن تعينه على صلة الرحم لأن ذلك من صفات الزوجة الصالحة.

شاهد أيضًا: حكم الشرع في لعبة الشطرنج

هل يجوز للزوج إجبار زوجته على زيارة أهله؟

  • لا يجب على الزوج أن يقوم بإجبار وإرغام الزوجة على زيارة أهله والتواصل معهم لأن ذلك ليس من الأمور التي تجب على الزوجة وإذا لم تطيع الزوجة في ذلك الأمر فليس عليها شيء ولا تأثم على فعل ذلك.
  • لأن طاعة المرأة لزوجها حددتها الشريعة الإسلامية بمجموعة من الضوابط الشريعة فهذه الطاعة ليست مطلقة ومباحة في جميع الأمور.
  • ذلك بدليل قول ابن نجيم بأنه لا يجب على المرأة طاعة زوجها في كل شيء يأمر به وإنما هذه الطاعة متوقفة على أمر النكاح فقط وتوابعه وخاصة إذا كان في هذا الأمر الذي يريده ضرر للزوجة.
  • مع ذلك فإنه يستحب للزوجة أن تفعل ما يأمرها بها زوجها ابتغاء مرضاة الزوج والتحبب إليه ما لم يكن في أمره ذلك ضرر ومفسدة للزوجة.
  • يرى بعض العلماء أنه ليس من حق الزوج أن يجبر زوجته على المبيت عند أهله كما أن طاعة الزوجة له في ذلك الأمر ليست واجبة على الزوجة ولكنها هذا الأمر يعتبر حسن الأخلاق ومكارمها.
  • منهم من يرى أنه إذا لم يترتب على تلك الزيارة أي محذور شرعي مثل الاختلاط بالأجانب وغيرها من المحذورات ولم يكن في فعل هذا الأمر أي ضرر للزوجة فالأفضل لها أن تطيع زوجها.
  • لأن في هذه الطاعة نوع من أنواع الإحسان إلى الزوج وإلى أهله ويعتبر هذا الأمر من الأعمال الصالحة التي يحبها الله عز وجل وتثاب المرأة على ذلك بأجر وثواب عظيم من الله سبحانه وتعالى.
  • يجب على الزوج أن يكون بالحكمة واللين وحسن التصرف ويحاول أن يجمع بين زيارة أهله وصلة رحمه وبين المعاشرة الحسنة للزوجة.

ما حكم إساءة الزوجة لأهل زوجها؟

  • إن إساءة الزوجة لأهل زوجها تعتبر ذنبًا كبيرًا عند الله سبحانه وتعالى لأن هذا الإساءة تعتبر إهانة لزوجها أيضًا.
  • قد بين الله عز وجل وأوضح للأمة الإسلامية أن إهانة الأحماء والإساءة إليهم تعتبر من الفاحشة المبينة والكبيرة عند الله عز وجل وذلك بدليل قوله تعالى (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة).
  • لذلك يجب على الزوجة التي تتعمد إهانة وأذية أهل زوجها أن تسارع بالإقلاع عن هذا الفعل وأن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى على هذا الذنب العظيم ويجب عليها أيضًا أن تعتذر لأهل زوجها عما بدر منها من إهانة وإساءة في حقهم.
  • في حالة إذا لم تنتهي الزوجة عن هذه الإساءة والإهانة فيجب على الزوج أن يمنعها عن هذا الفعل ويقوم بدفعها حتى لو قام بهجرها في الفراش أو من خلال ضربها ضربًا خفيفًا.

ما هي حقوق أهل الزوج على الزوجة؟

  • يجب على الزوجة أن تكرم أهل زوجها وأن تعاملهم معاملة حسنة وتبتسم في وجوههم وتعمل هي حسن استضافتهم لأن هذه الأمور تعين وتساعد الزوج على صلة أهله والحرص على برهم.
  • لكن في حالة امتناع الزوجة عن ذلك فإن يعتبر من الأفعال السيئة الذميمة التي لا تصدر من الزوجة المسلمة الصالحة كما أنه في حالة امتناع الزوجة عن حسن معاشرة أهل زوجها يعتبر في هذا السلوك إساءة وإهانة للزوج نفسه.
  • على الرغم من حرص الإسلام على الحفاظ على الحقوق والواجبات وصيانة حق ومكانة الأم ألا أن الفقهاء أشاروا إلى أنه إذا كان ينتج ويترتب على مخالطة الزوجة لأهل زوجها وخاصة أم الزوج الكثير من المشاكل والأضرار للزوجة والتقليل من مكانتها وقدرها.
  • في هذا الحالة أجمع أهل العلم على أنه يجب على الزوج أن يقوم بتقديم النصح والإرشاد لأمه بطريقة حسنة ولينة بدليل قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن).
  • لكن في حالة استمرار الأم على إلحاق الضرر والأذى بالزوجة فيجوز للزوجة في هذه الحالة أن تقوم بالامتناع عن زيارتها بالقدر الذي يدفع عنها هذا الأذى والضرر ولكن لا يصل هذا الأمر إلى حد الهجر التي يحرمها الإسلام.
  • لكن يمكن للزوجة الاكتفاء بالسؤال على أهل الزوج فقط أو القيام بزيارتهم عند الضرورة فقط.

ما حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها؟

  • اتفق الفقهاء على أنه لا يجب على الزوجة أن تقوم بخدمة أهل زوجها ولا يجب على الزوج أن يجبر ويرغم زوجته على خدمة أهله سواء كانت هذه الخدمة للأب أو الأم.
  • لأن عقد الزواج الذي بينهم لا يترتب عليه قيام الزوجة بخدمة أهل الزوجة ولا يجب على الزوج إلزامها بشيء لم يلزمها به الإسلام.
  • لكن يفضل للزوجة أن تقوم بخدمة أهل زوجها على حسب قدرتها واستطاعتها وذلك بدافع حسن معاشرة الزوج وطاعته.
  • يفضل للزوجة أن تعلم عظيم الأجر والثواب الذي منحه الله سبحانه وتعالى لشخص أزال شجرة كانت تؤذي المسلمين في طريقهم فكيف يكون ثواب الزوجة التي تقوم برعاية وخدمة أهل زوجها من باب طاعة الزوج.
  • الدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس).

شاهد أيضًا: ما هو حكم إزالة الشعر بين الحاجبين؟

الحكم الشرعي في إقامة الزوجة مع أهل زوجها

  • يعتبر السكن الخاص والمستقل عن أهل الزوج من الحقوق الشرعية لكل من الزوج والزوجة لأن الله سبحانه وتعالى أمر الزوج على أن يوفر السكن الملائم والمناسب لزوجته وذلك في قوله تعالى (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم).
  • لكن يجب على كلا من الزوج والزوجة أن يحسن كل منهم إلى أهل وأقارب الآخر وبالتالي أجمع العلماء أن إقامة الزوجة مع أهل زوجها في بيت واحد من الأمور المباحة ما لم يترتب على هذا الشيء أي ضرر أو أذى للزوجة.
  • لا يحق للزوجة المسلمة أن تمتنع عن الإقامة مع أهل زوجها أو استضافتهم في بيتها ما دام لم يترتب على هذا الأمر أي أذى أو ضرر لها.
  • كما أنه لا يستحب للزوجة القيام بمقاطعة أهل زوجها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال فيما معنى الحديث ألا يجوز للشخص المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه المسلم فوق الثلاثة أيام.
  • لذلك يفضل للزوجة عدم مقاطعة أهل الزوج وأمه ما دام لم يترتب على التعامل معهم أي ضرر أو أذى لها.
  • رأي بعض الفقهاء أنه في حالة رفض الزوجة الإقامة مع زوجها أو أنها امتنعت عن استضافة والدته في منزلها فإن قد ارتكب أثم عظيم في هذه الحالة لأنها رفضت أمر زوجها.
  • لا يجوز للزوجة الصالحة أن تطلب من زوجها الطلاق بسبب هذا الأمر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة سألت زوجها طلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة).
  • هذا الحديث الشريف يدل على أن المرأة التي تطلب من زوجها الطلاق دون حدوث أي ضرر يقع عليها فإن الله سبحانه وتعالى حرم عليها رائحة الجنة.

شاهد أيضًا: صبغ الشعر أثناء الصيام وحكمه

في نهاية رحلتنا مع مقاطعة أهل الزوج وحكمها، يجب على الزوج أن يوازن في علاقته بين زوجته وأهله ولا يجوز له التعدي على حق زوجته في سبيل إرضاء أهله.

مقالات ذات صلة