معلومات عن القائد بابك الخرمي

معلومات عن القائد بابك الخرمي، من هو بابك الخرمي أو صاحب الحركة الخرمية أو المعروفة أيضًا بالبابكية التي اتبعتها الدولة العباسية لفترة تزيد عن عقدين من الزمن، هو أحد الشخصيات التي كان لها دور عدائي واضح للإسلام، حيث أخذ يبث السموم ويحرض المؤمنين على إتباع المفاسد، كما عُرف عنه انه قائد الإباحية وصاحب أول حركة شيوعية عُرفت في تاريخ الإسلام، لذا دعونا نأخذ نظرة قريبة وأكثر تفصيلًا عن تلك الشخصية في السطور التالية.

 من هو بابك الخرمي؟

  • بابك الخرمي هو شخصية تأتي في التاريخ الفارسي من بلاد فارس، قام بترويج الحركة البابكية أو الفكر الإباحي العلني وقد اتبعه العديد من أصحاب الهوى الذين يريدون إتباع المفاسد وعدم التقيد بحدود الدين.
  • حسب رأى بعض المؤرخين بأن نسل بابك يعود إلى أبي مسلم الخراساني.
  • كما يُذكر انه من أوائل من ثاروا في وجه الدولة العباسية وكان معه طائفة مناهضة للإسلام، ويقال إن الثورة التي قام بها كانت عبارة عن تكملة لثورة المقنع الخرساني والراوندية والمزيد من الحركات التي أظهرت عداء واضح ضد التعاليم الإسلامية.
  • يقول أبو حنيفة الدينوري أن نسل بابك الخرمي يعود إلى مطهّر بن فاطمة بنت أبي مسلم والتي إليها تنسب الفاطمية الخُرمية ولا يُنسب إلى فاطمة بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما يُروى.
  • وكان أبوه رجلًا فقيرًا يعمل بائع للزيوت والدهون، سكن في ثغر أذربيجان كنازح، في قرية صغيرة تسمى اباذ رستاق مميز.
  • كما يذكر التاريخ فيه أيضًا أنه كان تلميذًا لجرذان بن سهل أحد زعماء حركة الخرمية بجبال البذ.

شاهد أيضًا: معلومات تاريخية عن القائد للبوذيين التبتيين pdf

وفاة توفي جويدان

  • عندما توفي جويدان وكلت امرأته بابك في موضعه، وادعت أن روح زوجها حلت في جسم بابك وان كافة متبعي جويذان عليهم وجوب الطاعة الآن لبابك.
  • حيث أخبرها زوجها قبل موته أن باباك سوف يبلغ بنفسه وبحركة الخرمية مكانة لم يتم بلوغها من قبل، ولن يتم بلوغها في المستقبل، وسوف يتمكن من حكم الأرض كاملة، ويقوم بقتل الجبابرة ورد المزدكية، وسوف يتمكن من عز الدلائل ترفع الوضعاء.

نبذة عن بلاد فارس

  • كان يعرف عن أهل فارس تأليهه وتقديسهم لحكامهم وقادتهم، وكانوا يؤمنون بقادتهم وملوكهم، كما كانوا يؤمنون أن الأرواح تنتقل من جسد لآخر بعد موت الأشخاص.
  • مما أتاح المجال للعديد من الحكام والأشخاص مثل بابك الخرمي أن يدعي الألوهية لاكتساب إتباع الناس ورسم مكانة وهمية بينهم للوصول إلى السلطة.
  • وقد أتى بابك الخرمي بكل ما تمناه معتقدي هذا الفكر الفاسد، الذي كان يعادي الإسلام ويدعوا إلى الكفر والفسوق.
  • ولم يكن الفكر الخرمي هو العقيدة الوحيدة التي تدعي لمثل هذا الفساد، بل انتشرت الفرق والمذاهب الداعية لنفس الأفكار في بلاد فارس، مثل الزرادشتية التي تم تسميتها بهذا الاسم نسبًا إلى مؤسسها زرادشت.
  • حيث تم اتخاذ هذا الفكر الشبيه بالخرمية مذهبًا للحكم حتى أتى عهد كسري قباذ ملك بلاد فارس، والذي كان لديه صديق مقرب أسمه مزدك وعلى أسمه تم تأسيس مذهب جديد للحكم أسمه المزدكية، يقوم على إباحة وتشريع كل شيء.
  • بما في ذلك النساء وأموال الغير، حيث لم يعترف هذا الفكر بالملكية الخاصة، مما أتاح المجال للأقوياء أن يبطشون بالضعفاء، ولا سيما الملوك التي أصبحت تستبيح كل شيء في البلاد، وكانت تلك هي الخطوة الأولى التي أدت إلى خراب البلاد.

أحداث في بلاد الفرس

  • بدأ الأفراد في النفور من العمل والإنتاج، نظرًا لإقناعهم أن ما سوف ينتجه لن يملكه، مما أدى إلى انهيار الدولة بعمق في كافة المجالات الاقتصادية والإنتاجية والفكرية.
  • وعندما أتى أنوشروان أبن كسري قباذ وأصبح الحاكم بعد موت أبيه كانت من أوائل القرارات التي اتخذها هو التخلص من المذهب المزدكي، وقضى على مزدك وكل من يتبعه وأنهى تلك الحركة الإباحية الفاسدة لفترة طويلة من الزمن.
  • حتى بدأت الحركة البابكية في الظهور مرة أخرى وإحياء هذا الفكر من جديد، ولم يكتفي بابك الخرمي بما كان عليه هذا المذهب بل أضاف عليه الكثير من التطويرات وأصبح له أتباع بشكل أكثر توسعًا.
  • وفي هذا السياق يفيد الإمام عبد القاهر البغدادي، أن متبعي البابكية يدعون أن أصل هذا المذهب إلى أحد أمراء الجاهلية كان يسمى شروين.
  • ولد من أب زنجي وأمه كانت ابنة أحد ملوك فارس، ويقولون إن شروين هذا أفضل عندهم من سائر الأنبياء ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم.

 ازدهار الحركة الخرمية

  • خلال خلافة الخليفة المأمون، استغل باباك الصراع الحادث بين الخليفة واخوه الأمين الذي أسفر عن مقتل الأمين ومكوث المأمون في مرو، لكي يعلن عن ثروته التي كانت في الفترة ما بين 201 و816 هجرية.
  • وكانوا متبعيه في الثورة يأخذون قاعدة لهم في جبال البذ في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما بدئوا في التوسع في المناطق المجاورة والتي شملت الجبال بين همذان وأصفهان.
  • حتى امتد زحفهم ليصل إلى طبرستان وجرجان وأيضًا بلاد الديلم، خلال مسيرتهم كانوا يحثون أهالي تلك المناطق بأتباع شريعتهم وأخذوا في نشر الفساد بالتدريج.
  • ساعدهم على الاستمرار والتمادي فيما يقومون به انصراف الخليفة المأمون في الاهتمام بالشئون الخارجية وحرب البيزنطيين، علاوة على طبيعة المناطق التي كانوا يتخذونها قواعد لثورتهم.
  • حيث كانت تتميز تلك المناطق الوعرة الجبلية التي سهلت عليهم الاختباء والتوغل بالتدريج، كما جعلت أمر التخلص منهم أكثر صعوبة.
  • خلافة المعتصم وتصديه للبابكية.
  • أستمر الحال على هذا النحو حتى توفى المأمون في عام 218 هجرية، حتى خلفه الخليفة المعتصم، الذي لم يتوارى في تسخير كافة قوته وجنوده للتخلص من الحركة البابكية ومتابعيها.
  • كما قام بتدعيم مراكز قوته، فأمر أبا سعيد محمد بن يوسف بالذهاب إلى أردبيل وإعادة بناء الحصون التي تم تخريبها من قبل بابك وأعوانه ومتابعيه.
  • كما أمر المعتصم أن يتم حماية تلك الحصون بواسطة جنود القوات المرابطة، وكان يتم إرسال المعونات والإمدادات إليهم في مناطق عملهم.
  • وعندما كان يحاول متبعين بابك الاستيلاء على الإمدادات والمعونات الذاهبة في طريقها إلى جنود القوات المرابطة، كان يتصدى لهم أبو سعيد، حيث قتل واسر منهم الكثير، وكانت تلك الحادثة أول هزيمة لبابك وأعوانه.
  • كما كان المعتصم يقوم بتجنيد متبعي وأعوان بابك لحسابه ويحسن إليهم ويعطيهم أجورًا أكبر مما كانوا يتقاضونها من باباك لكي يعاونوه في التجسس على باباك وإفشاء أسراره.

شاهد أيضًا: بحث عن فاتح بلاد المغرب جاهز

 انهزام بابك الخوارزمي وقتله

  • قام بابك بإحداث ثورة في عام 838 وكانت هناك طائفة تتبعه تسمى المحمرة، قام باستغلالها لكي يستولي على أذربيجان التي بقيت تحت حكمة لمدة أثنين وعشرين عامًا كما أشرنا فيما سبق.
  • خلال فترة الحكم تلك دخل بابك في العديد من الحروب وهزم الكثير من الجيوش القوية وقيل في التاريخ أن قتل على يده أكثر من 225.500 جندي.
  • وخلال عهد المعتصم وعندما شعر بابك بالخطر، أخذ بتحريض البيزنطيين أن يقوموا بمهاجمة المسلمين لكي ينشغل بهم المعتصم ويخفف الوطأة عن نفسه وأعوانه.
  • وأخبرهم أن المعتصم يكرس كل جهوده وجنوده لمحاربة (بابك) وإنهم إذا هجموا على البلاد لن يجدوا من يتصدى لهم، وكان هدفه من ذلك هو شغل المعتصم بهجوم البيزنطيين بدلًا عنه.
  • ولكن تلك الخطط لم تفده في شيء، حيث تم الإيقاع به وأسره مع أخوه عبد الله في معقل برزند بمعسكر الأفشين، وفي شهر صفر من عام 223 تم تسليم بابك إلى المعتصم الذي أمر بقتله.
  • تم إسداء حكم إعدام بابك إلى جلاد بابك نفسه الذي قام بتقطيع أطرافه طرفًا طرف، ثم تم التمثيل بجثته على باب قصر الخليفة، وحملت الجنود رأسه وطافوا بها في أرجاء مدينة خراسان لكي يعتبر كل من يرى.
  • بينما تم صلب جسده في مدينة سامراء، وتم حمل أخيه عبد الله إلى إسحاق بن إبراهيم في بغداد وطلب منه المعتصم أن يفعل به كما تم بأخيه بابك، وبالفعل تم صلبه في الجانب الشرقي بمدينة بغداد.

شاهد أيضًا: الفتنة الكبرى طه حسين pdf

بهذه الطريقة انتهت فتنة بابك الخرمي في ذاك الزمن، إلا أنه استمر من يتبع حركته حتى بعد موته، وقد كافأ المعتصم الأفشين عن معاونته في التخلص من بابك بإهدائها وشاحين مرصعة بالجواهر ومكافئات قدرت بعشرين ألف درهم وعشرة آلاف درهم ليتم تفريقها على الجنود.

مقالات ذات صلة